| الثقافية
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين وبعد: فإن فوات الاعلام من أبناء هذه الأمة يعد خسارة فكرية كبرى، إذ يمثل فقدهم فراغا لا يسد بسواهم، ولكن العزاء في مثل ذلك ان يعوض الله البلاد بمثلهم وان يبارك لهم فيما تركوا من فكر وآثار علمية مفيدة.
ولقد كان الشيخ حمد الجاسر رحمه الله تعالى واحدا من أولئك جمع ثقافة فكرية واسعة فهو: أديب، مؤرخ، مفكر، شهدت له الصحافة بحضور أدبي مشهود مذ كان يكتب في صحيفة أم القرىو وصوت الحجاز باسمه تارة، أو باسم مستعار مرة أخرى، يناقش أنداده، ويعارضهم او ينشر شعره ومقالاته بحضور متميز ظاهر، وفي الآفاق طلب الرحلة فزار حواضر البلاد وكتب عنها، فهو مرة في جنوبي الجزيرة، وأخرى في شمالها وتارة يكون في شرقها، وأخرى يستقر في غربها يملأ خواطره، ويسجل انطباعاته، حتى إذ ألقى عصا التسيار استقر في وسطها وعندئذ امتلأ بالثقافة الأصيلة وأصدر دورتي: اليمامة، والعرب في نحو سنتي 1372ه، 1387ه فكانتا مباءة للأدب والثقافة ومعهما أصدر الجاسر العديد من كتب التراث والمعاجم.
وفي مجلة العرب استقطب هذا الأديب الكتبة والباحثين فغدت مجلته هذه مصدرا لكثير من البحوث الرصينة الجادة ذات الوجهة التاريخية التراثية، وليس بقليل مضمون هذه الدورية بل هو وافر كثير، اتمنى لهذا الفقيد الراحل الرحمة والمغفرة، وأرجو من ذوي الشأن الفكري في بلادنا ان يحرصوا على استمرار صدور مجلة العرب، وان تنال مؤلفاته وجهوده العناية والاهتمام, كأن تجمع وتطبع مرة أخرى، ولا بأس ان تسمى إحدى مكتبات بلادنا الواسعة باسمه، او احدى قاعات الدرس في احدى جامعات المملكة، وان ينال تراثه الاهتمام والرعاية وإنا الله وإنا إليه راجعون .
د,عبدالله أبو داهش
|
|
|
|
|