| الثقافية
ورحل علامة الجزيرة العربية الذي أضاء نواحي تراثها وجغرافيتها وتاريخها الاجتماعي، اضاءها بالعلم والتوثيق والتدوين والنقاش والبحث, فالشيخ حمد الجاسر رحمه الله رمز من رموز العمل العلمي في مجال التراث والتاريخ في العالم العربي يحترمه الأدباء والعلماء لمكانته وعلمه ومعرفته وحضوره الذهني المتواصل ولنتاجه الرصين.
رحل الشيخ حمد في العام الذي تعيش فيه مدينة الرياض مناسبة اختيارها عاصمة للثقافة العربية لتعلن وفاته عن طي صفحة من صفحات الثقافة السعودية البارزة والرصينة والمهمة التي انتجت ثقافة علمية واسعة ستظل آثارها وفوائدها مستمرة في العطاء.
عرفت الشيخ حمد منذ ان كنت طالبا في قسم التاريخ وقرأت له كثيرا سواء من خلال مؤلفاته الغنية او مقالاته المتعددة التي تظهر في الصحف والمجلات التي يدون فيها ذكرياته او ملاحظاته على بعض ما يصدر من نتاج علمي، واستفدت شخصيا من منهجه واسلوبه ودأبه المتواصل على البحث عن الحقيقة والصبر في مجال الدراسة والبحث والعمل الميداني حتى اصبح البحث والعمل لدي يلتهم معظم وقتي ويومي.
واصل الشيخ حمد العطاء حتى آخر لحظة في حياته لأنه يعشق العلم والمعرفة ولو على حساب صحته التي لم تمنعه من لقاء محبيه في بيته يوميا او من اتصاله بمحبيه عموما عبر كلماته ومقالاته في الصحافة، استمر قلمه في العطاء الزاخر ليضيف المزيد من نتاج حمد الجاسر على صفحات الصحف اليومية.
كنا أسعد كثيرا عندما يعانق بصري مقالة للشيخ حمد الجاسر في الصحف لأمرين أولهما الرغبة في المعرفة والافادة من الرأي، وثانيهما اطمئناني على تواصل الشيخ حمد مع محبيه وان صحته ولله الحمد على خير ما يرام.
رحمك الله يا شيخ حمد فلقد اسست مدرسة للتاريخ في الجزيرة العربية ووضعت أسسا منهجية ينبغي الاستفادة منها وتطبيقها.
في هذه الأيام التي ننعي فيها الشيخ حمد وندعو له بالرحمة ولأسرته ومحبيه بالصبر والسلوان فإننا مطالبون ايضا بالالتفات للمحافظة على ما قدمه الشيخ حمد ومواصلة تقديم تراثه ومن أهمه مجلة العرب، وبهذا سيستمر عطاء دارة العرب وسيظل اسم الشيخ حمد الجاسر مشعا بعطائه ونتاجه، ودارة الملك عبدالعزيز باعتبارها المركز العلمي المعني بتاريخ البلاد وجغرافيتها وآثارها الفكرية والعمرانية سوف تسهم في خدمة هذا التراث المتعلق بالشيخ حمد الجاسر ومن أولى الخطوات عقد ندوة علمية متخصصة على المستوى العربي والعالمي لابراز جهود الشيخ حمد الجاسر واعماله العلمية وذلك ضمن ندوات الدارة المتخصصة، كما اقترح ان تقوم مكتبة الملك فهد الوطنية بإصدار طبعة جديدة لكتابها السابق عن أعمال الشيخ حمد الجاسر وإضافة ما استجد,رحمك الله يا أبا محمد وأسكنك فسيح جناته.
* أمين عام دارة الملك عبدالعزيز .
|
|
|
|
|