| مقـالات
لست أدري متى كانت المرة الأولى التي سمعت فيها باسم حمد الجاسر ولا أدري متى كانت تلك اللحظة التي اكتشفت فيها بأن رجلاً عالماً علاَّمة موسوعة يتحدث عنه الكثيرون ويثنون على أعماله,, قد ملأ الدنيا وشغل الناس، واحتل اسمه منطقة مضيئة من ذاكرة المجتمع محلياً وعربياً,.
لكنني أتذكر جيداً أن والدي رحمه الله كان يحرص كثيراً على اقتناء مؤلفات حمد الجاسر ويحرص على متابعتها أذكر منها على سبيل المثال مجلة العرب التي أسسها الراحل، جمهرة أنساب الأسر المتحضرة، صفة جزيرة العرب، المعجم الجغرافي للبلاد العربية السعودية,, الخ وأذكر انني كنت أحرص على متابعة لقاءاته كلما رأيته في لقاء عبر شاشة التلفاز,, وشيئاً فشيئاً تجلى لي بأن حمد الجاسر اسم عظيم لا ينسى,, ولن ينسى!.
ووجدتني مرة وحيدة يتيمة اتصل به هاتفياً لأسأله في شأن من شؤون الأنساب والتي كانت أحد أهم اهتماماته في أبحاثه ودراساته,, أجابني,, وفي نهاية المحادثة سألته إلى أي مدى تؤثر هذه الأنساب في حياتنا؟ أجابني قائلا: هذه للتوثيق التاريخي فقط ولكننا ولاشك نؤمن بالآية الكريمة إن أكرمكم عند الله أتقاكم .
ليس أشد من خبر الموت وقعاً على النفس وليس أصعب من الفراق,, فراق الأحبة,, فما بالكم حين يكون ذلك الإنسان علاَّمة شهيداً كان بحق معلماً من معالم عصرنا هذا وسمة من سماته,, حين يفارقنا ولاشك ان هذا الزمن فقد علامة مضيئة وركناً هاماً وراسخاً من أركانه,.
حين يرحل رجل بحجم حمد الجاسر يتسلل إليك شعور حزين خفي بأن ثمة طرقات على الباب تذكرك بأن الحياة قصيرة,, قصيرة جداً,, وأنك بفقد هذا الرجل تفقد قنديلاً متوهجاً أضاء زمنه بالعلم والمعرفة وأثرى المجتمع بأبحاثه ودراساته ومؤلفاته,, كل ذلك يؤكد بأن حمد الجاسر لم يرحل سوى بجسده فقط لكنه باق أبداً في الذاكرة,, ذاكرة الجميع صغاراً وكباراً,.
رحم الله حمد الجاسر رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته، وألهمنا وألهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان.
|
|
|
|
|