أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 16th September,2000العدد:10215الطبعةالاولـيالسبت 18 ,جمادى الثانية 1421

مقـالات

نهارات أخرى
تلميذة وشنطة بألفين!
فاطمة العتيبي
وقفت إحدى تلميذات المعلمة صالحة الشهري لتعتذر عن عدم جلبها لأدوات الرسم من كراسة وألوان بأن والدها لم يستلم الراتب وهو لا يملك حتى عشر ريالات ليدفعها ثمناً للكراسة والألوان وكانت الصغيرة الباكية تعبث بأطراف حقيبة معلمتها التي يصل سعرها إلى قرابة 2000 ريال وهو من المؤكد أكثر من راتب والد الفتاة الصغيرة .
وقد صورت المعلمة صالحة الشهري بكتابتها عن هذا الموقف تناقض الاشياء وتطرف التضاد الاجتماعي مع أن الإسلام شرع للفقير زكاة يدفعها الغني ملزماً لوصوله إلى الجنة التي يريدها,.
فبالقدر الذي يلتزم بالصلاة عليه أن يلتزم بالزكاة وعليه أن يتقرب بالصدقات وعليه أيضاً أن يجد في البحث عن المحتاجين فلا يستسهل وضع صدقاته في أقرب صندوق للإغاثة الخارجية بينما لو دقق في الأحياء المجاورة لبيته لوجد ثمة أطفالا يذهبون إلى المدارس بدون حقائب وبدون دفاتر وينتظرون آخر الشهر ليتمكن الأب من شراء احتياجات بعضهم,.
** ولكننا للأسف الشديد نعاني من التساهل في إعطاء الصدقات,.
فيفرح بعضنا بأولئك الذين يطرقون عليه زجاج سيارته ومن أمام المكيف البارد والمقعد المثير يفتح محفظته ليمنح سائله ثم يطمئن أنه قدم صدقات جيدة في هذا الشهر والذي يليه ثم الذي يليه,.
دون أن يفكر في مدى استحقاق هذا أو ذاك لهذه الصدقات ودون أن يجد في السعي للبحث عن الأسر المحتاجة التي تغلق على فقرها أبوابها وتخفي جراح حاجاتها في قلوب أطفالها تعففاً وترفعاً عن السؤال.
** إن الإسلام دين العدالة الاجتماعية وهو الذي صان كرامة الإنسان ورفعه عن ذل السؤال بتشريع الزكوات كحق إلزامي يدفع له من قبل الأغنياء اتقاء نار جهنم فلا منة فيه ولا أذى ولا تحرج,.
وطوبى لأولئك الذين حين ماتوا ظهر الكثيرون في جنازاتهم يدعو لهم بالجنة ويترحمون عليهم وحين يسألونهم ابناء المتوفي أو المتوفاة من تكونون؟؟
يجيبون بأنهم أولئك الذين يعيشون على الله ثم على صدقات ذاك الراحل أو الراحلة يعطونها إياهم في أستار الليل يطرقون بها أبوابهم في هدأة النائمين لايريدون من عملهم هذا إلا الأجر والجنة,,.
إن مثل أولئك هم الزارعون وهم الحاصدون,.
فأين الزراع وقد امتدت أمامه الأراضي التي تتوق للبذور وتتوق للزروع,.
وأين التائقون للحصاد,.
ويا صالحة لا تثريب عليك إن اقتنيت حقيبة بألفين لمن التثريب في أن تكوني المعلمة التي تجهل أحوال طالباتها وأن تكوني في مدرسة لا تتبنى مشاريع صناديق الخير التي تدعم أحوال الطالبات الاجتماعية سراً,, ولا تثريب عليك فيما مضى,, فالمهم ما هوآتٍ,, وشكراً لكتابتك ولدموع تلميذتك فلقد أبكتنا وأيقظت قلوبنا.

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved