الإعلانات التحذيرية أو التوعوية,, فن ليس لنا فيه نصيب للأسف,, فالتحذير من التدخين بدا بعظمتي ساق وجمجمة كالتحذير من الاقتراب من مولدات الكهرباء، كما ان التحذير من السرعة هو الآخر ارتكز على مناظر بشعة لأشلاء جسم ممزق وصور سيارات مطعجة,, إعلانات كلها تخويف,.
يا اخوان كفى بالموت عظة,, وهل هناك تخويف أكثر من الموت؟!,, ومع هذا لم يردع.
الإعلان التحذيري أو التوعوي ان لم يخاطب غريزة الدهشة فينا,, أو ذكائنا وحناننا,, فلن يجدي.
فعوضا من ان نرى أشلاء ممزقة بسبب السرعة,, ماذا لو رأينا صورة طفل أو طفلة جميلة مبتسمة في انتظارنا,, وبدلا من الاصرار على ابلاغنا شيئا نعرفه عن التدخين وضرره بالصحة خاطبونا بحقائق أخرى,, مثل ان نسبة المدخنين في البلدان المختلفة أعلى منها في البلدان المتقدمة,, وان نسبة الاقلاع عن التدخين في المجتمعات الراقية أعلى منها في المجتمعات المسحوقة.
إعلانات الاغراء على التدخين تركز على غرائز الرجولة والفروسية,, وعلى التفكير العميق,, لماذا لا تركز إعلانات التحذير من التدخين على ارتباطهم بالهم والاحباط,, وعفن الجسم والملابس.
كما ان الإعلان التوعوي التحذيري لدينا إلى الكبار سنا ونحن نعلم والمدخن يعلن وبشكل يومي انه يعلم ان التدخين ضار لصحته ولمزاجه ولجيبه ولكنه أدمن ولا يستطيع الفكاك منه بسهولة,, فما فائدة تحذيره إذاً؟,, الإعلان التوعوي التحذيري يجب أن يتجه إلى الصغار سنا إلى الشباب الذين هم في طريقهم لتعلم التدخين.
كذلك الإعلان التوعوي التحذيري عن السرعة,, يجب ان يتجه الى الشباب الذين هم في طريقهم الى تعلم السواقة,, والتركيز على نفي ان السرعة تعني الشجاعة,, وان كسر نظام المرور يعني الحرية,, وان تجاوز السيارات لسيارته مهين لكرامته.
ان الإعلان الناجح يحدد الشريحة المستهدفة بالإعلان,, ثم يحدد أسلوب ولغة الإعلان ومن ثم يحدد وسيلة ايصال الإعلان الى تلك الشريحة المستهدفة.
|