أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 16th September,2000العدد:10215الطبعةالاولـيالسبت 18 ,جمادى الثانية 1421

مقـالات

حملة حديثة,, ونظام قديم
د, عبدالإله ساعاتي
بدأ الأمن العام اعتبارا من الرابع من شهر جمادى الثانية الحالي تنفيذ حملة وطنية شاملة للتوعية الأمنية والمرورية تتزامن مع بدء العام الدراسي الجديد وتستمر على مدى ثلاثة شهور,.
ولقد اختير للحملة شعار أمنكم هدفنا وسلامتكم ,.
وهي عبارة تبدو غير مكتملة!! إلا أن الهدف المكتوب للشعار حدد بانه يمثل التفاعل والتعاون المشترك بين رجال الأمن وبقية أفراد المجتمع للحفاظ على مكتسبات الوطن في كافة المجالات وتفعيل دور المواطن كرجل أمن,.
وتستهدف الحملة التي يشارك في فعالياتها (27) جهة حكومية بالإضافة إلى القطاع الخاص بناء نوع من المصداقية ومد جسور الثقة بين المجتمع ورجال الأمن العام لتعزيز الجهود للوقاية من الجريمة والحد من الحوادث المرورية ورفع مستوى الوعي الأمني والمروري عن طريق تنمية الحس الأمني وحفز الشعور بالمسؤولية لدى كافة أفراد المجتمع.
ولقد وضعت للحملة استراتيجية إعلامية حددت أبعادها بالبعد الديني والبعد الإنساني والبعد الاجتماعي والبعد النفسي والبعد الاقتصادي.
ولقد حددت الحملة أبرز القضايا والظواهر الأمنية والمرورية التي سيتم التركيز عليها ,, ومنها آداب الطريق وحقوق المشاة وحزام الأمان وسلامة المركبة واستخدام الجوال أثناء القيادة، السرعة، قطع الإشارة، التفحيط، قيادة صغار السن، التصرفات غير المسؤولة عقب المباريات، القيادة الوقائية، التظليل ومفهومه الخاطئ، الآثار الاجتماعية والاقتصادية والطبية لحوادث المرور، التفريط في الأرواح والممتلكات، دور الأسرة والجيران,.
** ولا شك في أن تنفيذ حملات توعوية إرشادية تثقيفية في أي مجال كان تعكس توجها حضاريا,, وتسهم في تطوير أنماط السلوك البشري في المجتمع بما يحمي أفراده من المخاطر,.
وعندما تتعلق الحملة التوعوية بأمن الإنسان واستقراره وسلامته وممتلكاته,, فإنها تكتسب أهمية خاصة تنبثق من أهمية موضوعها ومضمونها,,
والحملة الوطنية الامنية المرورية الشاملة التي ينفذها الأمن العام هذه الأيام,, تتميز بأنها صممت وفق دراسات علمية شارك في إعدادها خبراء متخصصون من جهات عدة,, واستنفرت لها امكانيات بشرية ومادية وفيرة,, وشرع في إعدادها والتخطيط لها منذ وقت مبكر,, مع حرص على مشاركة أكبر عدد من القطاعات الحكومية والأهلية منذ مراحلها الاعدادية الأولى.
ولقد نفذت الأعمال المرئية والمسموعة والمكتوبة وفق منهجية علمية وبصورة احترافية فنية,, بذل فيها بسخاء.
وانطلاقا من ذلك فإن المتوقع ان يحالف النجاح بمشيئة الله تعالى هذه الجهود الطيبة المباركة التي ترمي إلى ما فيه صالح البلاد والعباد,.
** ولكنني وفي الوقت الذي أوجه فيه الشكر والتقدير لكل من ساهم في تخطيط وتنفيذ هذه الحملة,,
لا بد لي من الإشارة إلى الحاجة الملحة لتحديث نظام المرور الحالي وتطويره,, أو إصدار نظام حديث متكامل للمرور.
فنظام المرور الحالي صدر قبل نحو (30) عاما من عمر الزمن ,, ومن الطبيعي ان يكون مبنيا على ظروف ذلك الزمن وتلك المرحلة,.
ولنا أن نتصور كيف كان الوضع المروري آنذاك وكيف أصبح الآن,.
ولعلنا عندما نستقرئ ذلك الماضي في رؤية مقارنة مع حاضر الوضع المروري من خلال عناصر المرور الثلاثة المعروفة: الطريق، المركبة، السائق,, يتبين لنا بصورة أكثر تحديدا ذلك الفارق الكبير بين عهدين تفصل بينهما ثلاثة عقود زمنية.
فالطرق كانت في ذلك الوقت ضيقة، الكثير منها ترابية,, وتكاد تنعدم الجسور والانفاق الميسرة للحركة المرورية,, بينما تحفل بلادنا اليوم بشبكة عالمية من الطرق الحديثة المدعمة بأعداد وافرة من الجسور والانفاق المشيدة وفق المعايير الدولية,.
وباتت طرقنا تضاهي ما هو متوفر في دول العالم المتقدمة,.
وتسقط المقارنة بين عدد السيارات المتداولة في شوارعنا قبل ثلاثين عاما وبين عددها اليوم,, تماما كما تسقط المقارنة بين نوعية السيارات التي كانت سائدة وبين السيارات الموجودة الآن والتي تمثل أحدث ما تنتجه تقنية السيارات في العالم,.
أما فيما يتعلق بسائق السيارة,,, فإن المستوى الفكري والثقافي والاقتصادي لدى الإنسان السعودي اليوم يختلف عنه في تلك الأيام الخوالي,.
ومن هذا المنطلق فإن نظام المرور الحالي بحاجة ماسة إلى تطوير حتى يواكب المتغيرات الاقتصادية والاجتماعية والعمرانية والمرورية السائدة,, فهناك فراغ تنظيمي واضح في مجال السير المروري في ظل عدم ملاءمة نظام المرور للزمن الحالي,.
وذلك بلا شك يؤثر سلباً على جهود التطوير,, كما يؤث ر سلبا على فعالية الحملة التوعوية المرورية,.
** ولقد أطلعت شخصياً على نظام المرور الحالي,, وألفيته بعيداً تماما عن مواكبة التطور الكبير الذي تحقق في البلاد,, بل إن بعض مواد النظام أصبحت تثير الضحك!!
وببساطة استطيع القول إن نظام المرور الحالي أصبح خارج دائرة الزمن الحالي,.
ولذلك فإننا رغم التطور الكبير,, ورغم المكتسبات الحضارية التي افترشت مساحة بلادنا الغالية ما زلنا نعيش وللأسف بدون نظام مروري !
ورغم أن الحملة المرورية تقوم على أسس حديثة إلا أن النظام المروري بالٍ وقديم.

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved