| مقـالات
فقد تطرق الاستاذ الكبير عبدالكريم الجهيمان فيما كتبه عن هذا الموضوع بعدد جريدة الجزيرة الصادر يوم الأربعاء الموافق 15/6/1421ه الى قيادة ابراهيم باشا الجيش للقضاء على تلك الدعوة السلفية التي مركزها الأساسي الدرعية في قلب الجزيرة العربية وليس لدي ما أعلق به على ما أشار إليه هذا الأديب الكبير سوى مداخلة بسيطة على ما ذكره من ان الباشا قبل وصوله بجيشه الى منطقة الوشم لم يجد أمامه إلا مقاومات ضئيلة وأثق أنه لو كان لدى الشيخ الجهيمان معلومات عما دار بين جيش الباشا وأهل الرس لأشاد كثيرا بمقاومتهم لهذا الجيش المتفوق تفوقا كبيرا على إمكانياتهم وقد تحدث معظم المؤرخين عن بسالة وشجاعة أهل الرس الذين في النهاية أجبروا الباشا على الصلح بعد معركة استمرت ثلاثة شهور وسبعة عشر يوما والمقبرة التي دفن فيها شهداء هذه المعركة موجودة الآن في قلب مدينة الرس القديمة وتعرف بمقبرة الشهداء والسرداب الارضي الذي حفره جيش الباشا لينسف الرس وأهلها بالمتفجرات بعد ان عجز عن مقاومتهم آثاره موجودة الآن وبفضل الله تمكن أهل الرس قبل ابراهيم باشا من تفجير هذا السرداب على من فيه من جنود الباشا وأحد الذين كتبوا عن هذه المعركة المؤرخ عبدالرحمن الرافعي في كتابه (عصر محمد علي) الطبعة الخامسة سنة 1409ه /1989م, جاء في كتابه عن هذه المعركة ما يلي:
وامتنع عبدالله بن سعود في الرس فضرب عليها ابراهيم باشا الحصار وجلب المدافع لرميها وأقام الاستحكامات حولها لكنها كانت على قوة ومنعة فاستمر الحصار ثلاثة أشهر وسبعة عشر يوما دون ان ينال منها طائلا ودافع عنها السعوديون دفاع الأبطال بالرغم من قتالهم جيشا مسلحا بالأسلحة الحديثة ولم يكن عندهم أي أهل الرس إلا البنادق من الطراز العتيق الذي يطلق بالفتيلة ومع ذلك صدوا هجمات الجيش المصري ثلاث مرات وكبدوه خسائر جسيمة وبلغ عدد قتلاه من الحصار 2400 جندي على حين لم يقتل من السعوديين سوى 160 مقاتلا وهذا يدلك على فداحة الخسائر التي اصابت الجيش المصري من حصار الرس, وقد أدرك ابراهيم باشا ان خسائره سوف تتفاقم إذا هو استمر في الحصار وان ذخيرته نقصت ومؤنه كادت تنفد وأصبح الجيش هدفا للمجاعة أضف الى ذلك ما خامر نفوس الجنود من الملل واليأس وما قاسوه من الشدائد والأهوال ثم انتشار الأمراض بينهم وهبوب الزعازع والأعاصير التي كانت تقتلع الخيام فترمي بها فلا يجد الجنود وخاصة المرضى والجرحى مأوى لهم فاضطر ابراهيم باشا أن يرفع الحصار عن الرس وان يقبل من عبدالله بن سعود شروطا لوقف القتال ما كان ليرضاها لو لم تمتنع عليه فصالحه على ان يرفع الحصار عن المدينة وان يضع أهلها سلاحهم ولا يدخل الرس أحد من جنود ابراهيم باشا أو ضباط جيشه ولا يجبر الأهالي على تقديم شيء من المؤن لجيش ابراهيم باشا ولا يؤدوا أتاوة.
كل هذا الذي ذكره عبدالرحمن الرافعي وغيره من المؤرخين الآخرين مثل الدكتور عبدالرحيم عبدالرحمن عبدالرحيم في كتابه (الدولة السعودية الأولى) يؤكد أن ابراهيم باشا وجد مقاومة شديدة وشرسة قبل وصوله بجيشه الى منطقة الوشم.
وختاما أرجو أن يتقبل مني الشيخ الفاضل والأديب الكبير عبدالكريم الجهيمان هذه المداخلة وان يعتبرها تكملة لما كتبه عن ابراهيم باشا وجيشه, وله مني ومن كافة القراء خالص وأصدق التحيات.
|
|
|
|
|