أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 15th September,2000العدد:10214الطبعةالاولـيالجمعة 17 ,جمادى الثانية 1421

العالم اليوم

أضواء
رحم الله والد الصحفيين وأبا العلماء والجغرافيين
جاسر عبدالعزيز الجاسر
رحم الله علامة الجزيرة العربية الشيخ حمد الجاسر الذي وافته المنية,, فغاب عنا جسده,, وسيبقى بيننا ذكراً وعلماً وتاريخاً بكل ما يحمله من مبادرات وبدايات يدين الكثير منا له بالفضل فيها؛ فريادته لصحافة نجد تجعل كل الصحفيين أبناء له,, وتبنيه لتراث الجزيرة والعرب عموماً جعله رمزاً لكل التراثيين سعوديين وعرباً ومسلمين.
واهتمامه بجغرافية الجزيرة العربية حيث بدأ وعمل على وضع أول معجم جغرافي للجزيرة العربية، يجعل منه أباً لجغرافية الجزيرة الحديثة.
الشيخ حمد الجاسر لم يكن صحفياً فحسب، ولا محققاً وباحثاً في التراث والجغرافيا والأدب واللغة فقط، ولا معلماً وتربوياً استعمل الأصول الحديثة في التعليم والتدريس، ولا رحالة جاب أصقاع العالم بحثاً عن مخطوطة أو معلومة يستنير منها من بعدُ ملايين المتعلمين.
حمد الجاسر أكثر من هذا وذاك,, يتسامى حتى على ما أطلق عليه علامة الجزيرة العربية كان رحمه الله يرفض هذه التسمية تواضعاً كشأنه في الحياة، تواضع العالِم, كانت السمة التي تلمسها عند أول لقاء به هذه الشخصية الفذة، والسمة الثانية دفاعه القوي عن الفصحى, كان لا يتوانى رحمه الله عن الغضب الذي يصل إلى حد الترجل من المركب الذي يجمعه بأي شخص يلحن باللغة العربية، ويظل يوضح ويقوّم كلام المتحدث.
حمد الجاسر رحمه الله لم يكن عالماً لغوياً، ولا باحثاً ومصححاً فقط بل كان مدافعاً عن العلم والعلماء والكتب، كانت المكتبة المكان الأثير لديه الذي يقضي فيه أكبر وقت، ولذلك عندما احترقت مكتبته في بيروت في بدايات الحرب الأهلية، حزن عليها وبكاها أكثر من بكائه على ابنه الذي استشهد في تفجر الطائرة التي كانت تهبط في مطار بيروت أمام نظر الوالد المكلوم.
حمد الجاسر,, هذا العالم الناسك كان ينسى نفسه وهو في صحبة الكتب، افتقده أصحابه والمسئولون في القنصلية السعودية في إستانبول عندما لم يعد للفندق الذي يقيم فيه، وعندما أبلغت السلطات التركية للبحث عنه، وجدوا أنه استأجر غرفة متواضعة في نزل قرب المتحف العثماني حتى يتسنى له نقل مخطوطة رفض المسئولون عن المتحف إخراجها، فاضطر إلى استئجار غرفة في نزل قريب من المتحف حيث كان يحفظ ما يتيسر به من صفحات المخطوطة لينقلها إلى أوراقه في الغرفة المستأجرة، وظل على هذه الحال حتى نسخ المخطوطة بأكملها.
هذه حال عشاق العلم، أين نحن من هذه النوعية,, التي فقدنا أحد أبرز رجالها وعلمائها الذين نفخر كسعوديين بأن يكون واحداً منا؟!
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
Jaser @ Al-jazirah.com

أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved