| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة
ليس هناك أسوأ من بث أفكار خاطئة في نفوس الأفراد سواء كانت تلك الأفكار تحريم ما هو حلال أو تحليل ما هو حرام لذلك شدد القرآن الكريم على هذه الناحية ووصف من يعمل ذلك بالكذب والجهل (ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب)، وهذه الافكار الخاطئة تعمل في نفوس الأبناء عمل السم فتقودهم الى كثير من الأمراض النفسية كالخوف والانطواء والخجل والقلق والتوتر وغيره لذلك لابد على ممن يقوم بدور التربية والتوجيه ان يكون ذا المام واسع بشتى المعارف والعلوم الاجتماعية والنفسية والفلسفية والطبيعية أيضاً وكافة العلوم لأن ذلك ينمي قدرته على التوجيه بدلا من حصر معلوماته على تخصص معين.
وأضرب مثالا عن التربية الخاطئة بما يغرسه بعض الآباء في نفوس ابنائه عن مساوىء الخروج للشارع مما ينعكس سلبيا على نفسية الابن ويقوده الى الانطواء والعزلة حتى وان اصبح كبيرا في السن، فلم لا نوضح الأضرار قبل ان نمنعه؟ لم لا نجعل الابن يقود أقرانه إلى الخير ويكون قدوة لهم بدلا من ان ينطوي على نفسه,,!؟ وكثيرا من نقرأ في الصحف والمجلات عن تساؤلات هؤلاء الشباب للمستشارين النفسيين عن مثل هذه الحالات الانطوائية والخجولة ثم يتضح أن السبب في ذلك من التربية الخاطئة عندما تتم على يد جاهل، وللعلم فان اساس الأشياء جميعها التحليل كقاعدة إسلامية (وهو الذي سخر لكم ما في الأرض جميعا) ثم حرم الله ما اتضحت أضراره على المدى القصير والطويل وللأسف أن البعض يرى العكس فيعتبر ان الأساس الحرام ثم يحلل ما يحلو له بعد ذلك,, إن تربية النفوس وتوجيهها يجب ان يتم باسلوب علمي مدروس وعن علم واطلاع واسع وعدم التركيز على معاقبة الأخطاء بل تشجيع الأمور الصحيحة حتى تتزن المعادلة وخير اسلوب للتربية ماجاء به القرآن الكريم من إقناع فكري وتوازن بين التحليل والتحريم فلا نذكر الجنة إلا ذكرت النار ولا نذكر معصية الا ذكر علاجها في نفس السورة وصدق الله العظيم القائل: (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم).
مجيب الرحمن عثمان العمري الباحة
|
|
|
|
|