أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 15th September,2000العدد:10214الطبعةالاولـيالجمعة 17 ,جمادى الثانية 1421

عزيزتـي الجزيرة

تحسباً من غث العولمة
الشباب,, حاجات متسعة إلى الوعي
اننا نعيش عصرا يطلق عليه عصر العولمة نظرا لسرعة انتشار المعلومة بين ارجاء المعمورة، كذلك ما نشاهده اليوم من تطورها في وسائل الاتصال بمختلف اشكاله والمتمثل بالشبكة العالمية الانترنت والقنوات الفضائية ووسائل التجسس والتصنت المتطور, كذلك اطلاق العديد من الأقمار الصناعية في الفضاء الخارجي للعديد من الأغراض المختلفة.
ان عصر العولمة ماهو الا امتداد للتطور الهائل في وسائل التقنية الحديثة، لذا فان عصر العولمة هو عصر التقنية التكنولوجيا ، حتى ان العالم في هذا العصر قد اصبح وكأنه قرية صغيرة ما يحدث في اقصاها يعرفه ويعلم به الذي يسكن في أدناها.
وبما ان هذه التقنية بمختلف اشكالها تحمل في طياتها الغث والسمين والقبيح والجميل وليس هناك قيود يمكن بواسطتها الحد من هذا الغث الذي تأتي به هذه التقنية وحيث ان هذه التقنية بتطورها الهائل جديدة على مجتمعاتنا وبالذات على الشباب المتعطش لمثل ما تحمله هذه التقنية في طياتها بوسائلها المختلفة فان وسائل هذه التقنية اشبه ما تكون بالسيل العارم الذي تجد في اعلاه الزبد الرابي وتحت هذا الزبد تجد الماء النافع، فمن اراد الزبد فانه لا يرى الا زبدا ومن أراد الماء فان عليه ان يزيح هذا الزبد ليصل الى الماء.
وبما اننا امة اسلامية محافظة لها اخلاقياتها وعاداتها التي تنبثق من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة حريصة كل الحرص على مصدر قوتها وأمل مستقبلها وهم الشباب والشابات الذين يعقد عليهم الأمل في استمرارية هذا الدين الحنيف الذي لا تصلح الأمة الا به ولا تدوم الا بالتمسك بمبادئه الحنيفة السمحة, لهذا السبب فانه سيكون تركيزي في هذا الموضوع على الشباب ومحاولة الوصول الى الحلول المفيدة التي تصل بهم الى بر الأمان وطرح الوسائل الممكنة التي تكون لهم درعا وحصنا واقيا من هذه التيارات التي تستهدف عقولهم لتفسد افكارهم ومعتقداتهم.
فاذا ما طرحنا هذه القضية على أي مجتمع او على أي شخص فانك ستجد من يعطيك الكثير من الحلول المختلفة التي قد لا تكون مجدية أو نافعة الى حد كبير, فمنهم من يقول لك نضع هذه التقنية تحت المراقبة بحيث نسمح بدخول النافع والمفيد ونمنع دخول القبيح والمرفوض ولكن هيهات ان نراقب المستفيد من هذه التقنية.
ايضا هناك من يقول نمنع هذه التقنية بالكلية وهذا رأي ينافي مواكبة التطور والاستفادة من هذه التقنية بشكلها الايجابي، وهذا يقودني ان اشير الى الكلمة التي القاها صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز في قمة الألفية والتي ذكر فيها ان العولمة التي ندعمها ونؤيدها هي تلك التي تساعد على اثراء التواصل الحضاري والتقارب بين الشعوب والامم وتوسيع آفاق التعاون فيما بينهم,.
وهذا كلام سديد ومنطقي ويتمشى مع عقيدتنا واخلاقياتنا, وهذا يعني اننا شعب لا نرفض العولمة بشكلها الايجابي النافع والمفيد, كذلك هناك من يقول نراقب من يستخدم هذه التقنية ونفرض عليه القيود التي تمنعه من الدخول على الممنوع والمرفوض الى غير ذلك من الحلول الكثيرة التي لا اعتقد انها مجدية الى حد كبير, فمهما استخدمنا من الوسائل والطرق لمنع استخدام ومتابعة ما تحمله هذه الوسائل من امور فلن نصل الى مرحلة الاتقان في المتابعة والمراقبة, وكما يقولون الانسان رقيب نفسه ونحن أمة اسلامية مطلوب من الشخص ان يراقب نفسه وان يكون مسؤولا عن تصرفاته وأفعاله, ولكن متى نصل الى هذه المرحلة متى نصل الى وقت يكون فيه الشاب أو الشابة هو المسؤول عن تصرفاته وهو المسؤول عن افعاله بحيث يعرف ان هذا الفعل صحيح وذلك الفعل قبيح؟!.
اذاً لن نصل الى هذه المرحلة الا بكلمة واحدة تحمل في طياتها الكثير من الفاعلية والحد من الأمور السلبية ألا وهي الوعي اذ بالوعي بهذه الكلمة التي يعقلها الكثير من الناس ويتجاهلونها يمكننا ان نجعل الشاب او الشابة مسؤولا مسؤولية تامة عن تصرفاته بحيث يعرف الصحيح من الخطأ ويحاسب نفسه على كل تصرف يصدر منه او فعل يقوم به.
ولكن الوعي لا يأتي اعتباطا اذ لابد من الاجتهاد والمثابرة والعمل الدؤوب المتمثل بالمجتمع بأكمله لنشر الوعي الصحيح بين افراده وخصوصا الشباب منهم.
فمتى ما استطعنا ان نصل الى درجة عالية من الوعي والادراك بين أفراد المجتمع وخصوصا الشباب صار لدينا الحصانة لهؤلاء الفئة من الشباب الذين هم في أمس الحاجة الى الوعي والادراك بمعرفة ما ينفعه وما يضره فبالوعي يمكننا ايقاظ الضمير الداخلي للشاب او الشابة كذلك يمكننا تحريك المشاعر الكامنة داخل النفس البشرية، المشاعر التي تحمل في داخلها الغيرة والشرف والأمانة.
كذلك يجب علينا ان نبتعد عن السلبية والتشاؤم مما يحدث من حولنا بل علينا ان نواجهه مواجهة الشجعان، فعلى كل واحد منا دوره في هذا المجتمع في نشر الوعي بين الأفراد المحيطين به, كذلك يجب ان نبتعد عن الاتكالية، يجب ان نكون اشخاصا فاعلين في مجتمعنا حريصين كل الحرص على كيانه ومبادئه فليست المشكلة الآن في قلة عدد المتعلمين في مجتمعنا لا بل ان نسبة المتعلمين تفوق نسبة الأميين بكثير، ولكن ما الفائدة عندما تجد انسانا جامعيا متعلما ولكن في نفس الوقت نجده انسانا سلبيا لا يحرك ساكنا.
المهندس / خالد سعود التميمي

أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved