أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 15th September,2000العدد:10214الطبعةالاولـيالجمعة 17 ,جمادى الثانية 1421

الاخيــرة

الشهرة والنوال
د,محمد البشر
تتعدد أسباب الشهرة ومبرراتها، وتختلف عبر الأزمنة والأمكنة لكنها تظل جسر عبور الى نيل المنال او سوء المآل, ففي الماضي كان الاقدام في ميادين الوغى مجالا لنيل الشهرة والتفوق على مستوى القبيلة والقبائل المحاذية، وكان خلقا ساميا نبيلا ينشده الفرد منذ نعومة أظافره فهكذا كان عنترة العبسي وعمرو بن كلثوم ودريد بن الصمة وغيرهم من أبطال العصر الجاهلي.
اما في العصر الاسلامي فكانت الغاية نشر الدين الحنيف والدفاع عنه، ومن اولئك الأفذاذ علي بن ابي طالب كرم الله وجهه، وخالد بن الوليد، وابو عبيدة عامر بن الجراح.
والشعر كان أداة هامة وفعالة في الشهرة وبلوغ المرام وهكذا كان اصحاب المعلقات في العصر الجاهلي، وجرير والفرزدق وسواهما في العصر الأموي, وفي العصر العباسي وما بعده أضيفت أدوات جديدة للشهرة مع بقاء سابقتها فكانت العلوم الدينية، وعلم الكلام، وعلم النفس والطب وغيرها من العلوم, وفي مجال الشعر في ذلك العصر اشتهر في الشرق المتنبي بطموحه ونهمه وتفانيه في حب المال والجاه، فكان الغرور ديدنه، وبه كان مقتله فهو القائل:


أنا الذي نظر الأعمى الى أدبي
وأسمعت كلماتي من به صمم
أنام ملء جفوني عن شواردها
ويسهر الناس جراها ويختصم

وأحسن من قال فيه:


أي فضل لشاعر يطلب الفضل
من الناس بكرة وعشيا
عاش حينا يبيع في الكوفة الماء
وأحيانا يبيع ماء المحيا

وفي الأندلس كان ابن زيدون طالبا للشهرة والمال والمجد، فأبدع في مدحه، وحنكته السياسية حتى بلغ شأوه عند ابي الحزم ابن جهور، ثم ما لبث ان اودعه السجن مدة غير قصيرة، ومرة اخرى يخرج الى الشهرة على يد المعتمد، ولأنه كان يكذب في شعره وكان يستخدمه وسيلة لنيل شأوه فقد قال في سجنه متوجها بشعره للوزير بن عبدوس:


قل للوزير وقد قطعت بمدحه
زمني فكان السجن منه جوابي
لم تخطِ في حقي الصواب موفقا
هذا جزاء الشاعر الكذاب

وفي زماننا هذا نال المال من خلال الشهرة عدد غير قليل من علماء أفذاذ، ومبتكرين، أفادوا البشرية جمعاء، كما نالها سواهم من مغنين ورياضيين.
أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved