| أفاق اسلامية
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
فمن أصول أهل السنة والجماعة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر على ما توجبه الشريعة, والمعروف هو اسم لكل ما تعرفه الفطرة السليمة والنفوس المستقيمة، اسم لكل خير محبوب في النفوس تطمئن إليه وتأنس به, وأما المنكر فهو اسم لكل ما تنكره النفوس وتنفر منه الطباع وتستبشعه النفوس الأبية السليمة ولا عبرة بالنفوس الدنيئة التي لا تستحسن إلا القبيح، فإن القبيح والمنكر سمي منكراً لأنه منكر طبعاً ومنكر شرعاً حرمه الله تبارك وتعالى.
ومن صفات أهل الخير أنهم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر على ما توجبه الشريعة ومعنى ما توجبه الشريعة أي أنها جعلته من واجبات الإسلام وقد كان عمر رضي الله عنه يقول: (من أراد وعد الله فليحقق شرط الله) ووعد الله في أن تكون هذه الأمة خير أمة أخرجت للناس لا يتحقق الا بالشرط الذي ذكره الله تعالى قال تعالى: (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله), فانظر أخي المسلم كيف قدم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على الإيمان بالله وذلك دليل على أنه من واجبات الإسلام وهكذا قوله تبارك وتعالى: (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله) وقد قدم هنا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة فالتقديم يدل على الأهمية ويدل أيضاً على انه من واجبات الإسلام وهذا معنى قوله على ما توجبه الشريعة, هذا وبالله التوفيق وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
عبدالعزيز الجبرين المحاضر بكلية أصول الدين بجامعة الإمام
|
|
|
|
|