أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 15th September,2000العدد:10214الطبعةالاولـيالجمعة 17 ,جمادى الثانية 1421

أفاق اسلامية

السلام عليكم
متى يكون عضو الهيئة رجل علاقات عامة؟2/4
فهد بن عبدالله البكران
نواصل الحديث ما ابتدأنا به مقالة الاسبوع الماضي عن أهمية وجود إدارة في جهاز الهيئة تعنى بالعلاقات العامة والإعلام من حيث الاستفادة منها في معرفة توجهات الرأي العام وفهمه وقياسه لوضع الخطط المناسبة لكسب تأييده وتحقيق اهداف الجهاز النبيلة من خلاله,, ونستكمل في مقالة هذا الاسبوع مناقشة جوانب اخرى لهذا الموضوع حيث يقول أحد الباحثين: (إن مسئولية العلاقات العامة، في هيئة حكومية، هي الى حد كبير مسؤولية الوفاء بالتزامين توأمين هما إعلام الجمهور وتعزيز علاقات ودية بين الجمهور وبين الهيئة)أ, ه,, لذلك اقول إن هذا الإعلام وهذه العلاقة الودية التي يركز عليها المفهوم السابق جعلت من الأساس ان يرتبط هذان النشاطان في اسم واحد نجده في كل منشأة غالباً وهو إدارة العلاقات العامة والإعلام، لذا يصعب الفصل بينهما، وبدون الآخر لن تستطيع توثيق علاقتك مع الجمهور.
وحول هذا يقول الدكتور محمد عبدالقادر حاتم في كتابه (الرأي العام وتأثره بالإعلام والدعاية) لقد اصبحت العلاقات العامة ضرورية للهيئات العامة التي يرتكز نشاطها على الجمهور ويعتمد على الجمهور وتأييده، فمن الحاجات المستمرة للهيئات العامة ان تنمي فهم الجمهور وتأييده، فمن وظائف العلاقات العامة إذن وأساليبها الفنية ان تفهم الرأي العام حتى تؤثر فيه, ومن هنا فإن فن العلاقات العامة لا غنى عنه للادارة حتى تقوم بوظيفتها على الوجه الصحيح, فكل قرار يصل إليه المديرون ويذاع، يتوقف في جزء منه على ان تؤدي العلاقات العامة وظيفتها في يسر) ا, ه.
وهكذا يتبين ان العلاقات العامة اصبحت في الوقت الحاضر عنوانا عريضا لمجال يتضمن إعلام الجماهير، والتوعية، والبحث، والإعلان، وتحليل الرأي العام، فإذا صح هذا القول جاز لنا ان نتساءل إذن ما الفرق بين العلاقات العامة وغيرها من وسائط الاتصال الجماهيري؟
وقبل الإجابة على هذا التساؤل:
قد يقول قائل إن استخدام الإعلام وبكثافة فيه اسلوب دعائي قد يصل الى رد عكسي على الجمهور الذين يطالبون بالحقيقة ولا غيرها,, لذلك فإن بعض الباحثين الجادين للإعلام يشيرون الى بعض أخطار الخلط بين العلاقات العامة وأحد مقومات الإعلام وهو الدعاية,ومع أن أهداف العلاقات العامة واهداف الدعاية واحدة تقريباً، فإن طرق أدائهما تختلف اختلافاً ملحوظاً، (فالعلاقات العامة تستهدف عن طريق الإقناع الأمين التأثير على الرأي العام لما فيه صالح الجمهور الحقيقي، على حين ان الدعاية على النقيض من ذلك تستهدف التلاعب بالعقول وتشويه الحقائق والتدخل في حرية الاختيار),وقد اصبحت العلاقات العامة كما يقول أحد المهتمين (أداة هامة في الادارة الحكومية) ولكن من المسؤول عن هذه الوظيفة؟ هل يجب ان تكون المسؤولية خاصة بخبير في العلاقات العامة، أم تكون مسؤولية كل رجال الحكومة، كبارهم وصغارهم؟
يجيب على هذا التساؤل بعض المختصين أيضاً في مجال العلاقات العامة بقولهم: إن العلاقات العامة ليست وظيفة ينفرد بها عدد قليل من الاخصائيين وإنما هي وجه من وجوه الحكم، فالإدارة تضع السياسات، والموظفون ورؤساؤهم ينفذونها، فحين يعمل الفريقان معا تسير العلاقات العامة على اساس سليم,, وهنا أقف وأستبدل بعض المصطلحات الواردة في احد التعاريف ببعض الكلمات والمسميات القريبة من الواقع فأقول: إن كل موظفي الهيئة كبارهم وصغارهم، ولاسيما الأعضاء الذين يتعاملون مباشرة مع المواطنين، هم في الواقع رجال علاقات عامة، سواء أدركوا ذلك أم لم يدركوه، فهؤلاء الأعضاء قد يسعدون الجمهور بشعور من الترحيب والتعاون، أو قد يضايقونه بشعور التعالي ومظاهر السلطة، وبعبارة أخرى فإذا المسؤولية لا تقع على موظف العلاقات العامة وحده، بل تقع على كل عضو في الهيئة، كذلك ليست وظيفة العلاقات العامة إصدار نشرات او إرسال أخبار أو إلقاء محاضرات، أو إقامة معارض او مواعظ تقوم على عموميات ونظريات بعيدة عن الواقع، وإنما هي مجموع العلاقات العامة التي ينتجها جهاز الهيئة بكامله، فالرأي العام الملائم والمستهدف إنما تصوغه طبيعة عمل الجهاز.
من هنا يتضح الهدف من دخول الهيئات الحكومية ميدان العلاقات العامة لأن وظيفة الإعلام في الهيئة الحكومية تقوم على افتراض أن رجل الشارع لا يفهم مشكلات هذا الجهاز وان هذه مشكلات يجب ان تقدم له بصورة تجعل الجمهور والجماعات الخاصة تفهمها وتتعاطف مع الهيئة، فالمسؤولية الأولى للعلاقات العامة هي إيجاد وعي بالأنشطة الحكومية على مستوى مناسب للجمهور، الأمر الذي لا يمكن تحقيقه إلا عن طريق التحري او الاستعلام المستمر من جانب الهيئة الحكومية لتحديد مشاعر الجمهور، ولتزويد الجمهور بالمادة الحقيقية الصافية والمعلومات التفسيرية,وكيف يمكن تحقيق هذا الإنجاز المتمثل في تفهم الجمهور العام لأهداف الجهاز الحكومي؟ إلا عن طريق المشاركة من قبل جميع منسوبي هذا الجهاز لإظهاره بأحسن صورة ولإيجاد انطباع حسن عنه.
وقد أكد أحد الباحثين هذه الفكرة بأن قال (إن كل الموظفين يجب ان يكونوا رجال علاقات عامة ثم مضى يقول إن رجل العلاقات العامة ليس رجلاً خارقاً للعادة، فهو لا يستطيع ان يستخرج رائحة أزهار جميلة من أعشاب مرة قبيحة وإنما يستطيع رجل العلاقات العامة ان يقترح كيف يمكن إيجاد علاقات عامة، لكن على الموظفين في المصلحة أن يحسنوا تنفيذ اقتراح رجل العلاقات العامة)ا, ه.
وللحديث صلة في الأسبوع القادم إن شاء الله تعالى.

أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved