| الاقتصادية
مع ظهور صندوق التنمية البشرية وما يحف به من تمنيات بتطوير وتنمية القدرات البشرية الوطنية لتأخذ مكانها في القطاع الخاص، أضحى الحديث عن اشكاليات التدريب مطلبا وطنيا قبل أي شيء آخر, من واقع سوق التدريب الوطني، هناك ثلاثة اشكاليات رئيسة: تأثير دوافع الربحية على الجودة، واهمال التدريب التعاوني، وتصور التدريب كنوع من الرفاهية, وهذه الاشكاليات كما يتضح من عناوينها تختص بمراكز التدريب ومادة أو كيفية التدريب والمتدربين حسب التسلسل.
في احد مراكز التدريب المرموقة يقوم شخص واحد غير سعودي بتدريس اكثر من 80% من المواد في احد أهم الدبلومات المقدمة, أين التنويع بل أين التطوير؟ لقد زادت الأحمال على هذا الشخص حتى اصبحت امكانية الاستفادة منه اقل من نسبة السعوديين في صناعة التدريب التي بالكاد نراها بالمجهر المطور!! وهنا سؤال كيف تكون هناك فرص لظهور مدربين وطنيين اذا كانت سوق التدريب محتكرة بالأجانب!! المأساة هي ان عقدة الخواجة متأصلة في سوق التدريب اكثر من أي مجال آخر, بل ان التباهي بالتعاون مع مدربين مستوردين أصبح شبيها بظاهرة الطبيب الزائر التي تسببت في انخفاض جودة الخدمات الصحية وكذلك ظهور تصورات وانطباعات سلبية عن هذه الصناعة لا تنمحي بسهولة, أعتقد ان سعودة سوق التدريب أهم من سعودة سوق الخضار.
في موضوع مواد وكيفية التدريب، البربسة اوضح!! فما زالت مذكرات التدريب ذات الطراز الواحد يتم تداولها لسنوات وسنوات, والأدهى ان المذكرة الواحدة تتكرر في اكثر من دورة واكثر من مركز تدريب وتنتشر في بعض مراكز التصوير بدون إخبار لجان حماية حقوق المؤلف فتحول التدريب الى نسخ وتصوير وضاعت المهارات بين أكوام الورق, والأهم في هذه المسألة ان التدريب الوطني لم يستطع الخروج من الأسلوب الأزمة المتمثل في الحرفية والتلقين التي يقتاتها طلابنا في مراحل التعليم العام وللأسف في قاعات المحاضرات في الجامعات, التدريب التعاوني ممنوع في الجامعات بسبب نظرة قاصرة او بيروقراطية جاثمة ولكن يجب ألا يفقد المتدرب الفرصة والمتعة في ان يرى كيف تصنع الأشياء وكيف تتخذ القرارات حياً على الهواء .
في موقف عابر أدهشني احدهم عندما أخذ يحدثني عن تطورات الاقتصاد العالمي وتأثيرها على بيئة الأعمال المحلية مستشهدا بما رآه وتعلمه بعد أربعة اشهر فقط من العمل في احد البنوك الوطنية في حين انه أثناء الدراسة الجامعية لم يكن يملك القدرة على ربط الأشياء بعيدا عن تعريفاتها الحرفية, تجربة أربع سنوات من التعليم الجامعي مليئة حد التخمة بالمصطلحات والتعريفات والحفظ صم ومعدومة حد الأزمة من المهارات والقدرات والتجارب والابتكار، لا يجب ان تتكرر في التدريب الوطني أليس كذلك؟!.
sunotaibi @ yAhoo. com
|
|
|
|
|