| الثقافية
في بدايات تكويننا المعرفي,, يتردد اسم حمد الجاسر في مقرراتنا المدرسية رائدا من الرواد.
وعندما تبرعمت اهتماماتنا قرأنا الاسم رائداً في سياق نشأتنا الصحفية.
وعندما استودعت ذاكرتنا نثار العطاء العلمي والثقافي في بلادنا الفينا الاسم مرات أخرى سامقاً في مجال البحث التاريخي حتى استقام عود البدايات، وصارت هما نمارس عبره الكتابة.
فالرجل الذي جاوزت مؤلفاته الاربعين.
لم يزل يكتب في الصحف, ويناقش,, ويراجع, ذلك أن مواكبته للراهن واشتجاره مع معطيات المرحلة ومتغيراتها يمثل لديه ممارسة الثقافة بشموليتها وحيويتها.
فريادته الصحفية في مجلة اليمامة يواكبها عطاء آخر على صعيد البحث التاريخي.
إذ وقف العلامة حمد الجاسر على الأماكن في قرارها المكاني وتفاصيلها الطبيعية, فكتب عن قرب، وبحث في العمق، واستجلى الحقيقة في بؤرتها وتكوينها.
وهكذا عالم لم يؤت التمجيد من ضوء اعلامي, أو تقريب شخص, ولم يتوقف عند حدود بناء الشخصية العامة والاسم اللامع.
بل كان لآخر أيامه يقرأ الجديد ويتفاعل معه ويفصل بعض جوانبه, ويختلف مع البعض الآخر.
ولعل الجانب الآخر المضيء في شخصيته العلمية اتساع رؤيته وسجاله المؤدب مع المختلفين معه.
كما أن لاعتداده برأيه واعتزازه بموقفه ميزة أخرى تضاف لعالم جليل فقدناه.
ورائد من رواد ثقافتنا سيظل طويلا مستقرا في الذاكرة.
منصور الجهني
|
|
|
|
|