| العالم اليوم
وتتواصل الشهادات التي يتحدث اصحابها عن المجازر والاعمال اللانسانية التي ارتكبها عسكر روسيا وموظفوها الفدراليون في الشيشان,, هذه الشهادات قدمت وعرضت امام هيئات ومنظمات دولية وإقليمية,, واليوم اعرض امام القراء شهادة مراسل إذاعة راديو الحرية اندريابابتسكي امام لجنة من الكونغرس الامريكي فيما يتعلق بالاوضاع في الشيشان, وإذ نعرض هذه الشهادة,, نتساءل ماذا فعل الكونغرس الامريكي بعد سماعه كل تلك الفظائع المرتكبة من قبل الروس في الشيشان؟ ويذكر بابتسكي وهو مواطن امريكي محايد ويقول في الشهادة التي اوردها نصاً:
يغلب على اعمال المجموعات الفدرالية في الشيشان منذ البداية منذ سبتمبر 1999 منطق الجريمة حيث تطلب حسب وجهة نظري في المهام المحلية استخدام قوات المهام الخاصة وحشود عسكرية ضخمة 90 الف رجل, في الواقع حتى هذا الوقت، ونتيجة لحملة اخبار هائلة في المجتمع الروسي، فحقيقة رأي الاغلبية ان عملية سحق وقهر الاغلبية في الشيشان علىنحو عدائي امر يخص روسيا، وهذا يسبب عداء الشيشان لروسيا.
في الواقع كل الشعب الشيشاني اعتبر مسؤولاً عن الجرائم المرتكبة في منطقة الشيشان والمناطق الحدودية في فترة ما قبل الحرب, ولم يكن قرار استخدام القوة العسكرية اختيارياً في المرحلة الاولى من العمليات العسكرية, عندما احكمت الفرق الفدرالية سيطرتها على مناطق الجمهورية في تلك الفترة نفذت مجموعة جرائم بحق المواطنين وحدث الدمار الاعظم ووقعت الضحايا بكثرة جراء القصف الصاروخي والمدفعي على المناطق المحتلة في الشيشان, وفي اكتوبر 1999 كنت شاهداً على ماسببه الصاروخ من تأثير على السوق المركزي في مدينة غروزني.
في 19 اكتوبر رأيت في المستشفى المدني عشرات القتلى والجرحى من الناس, ونتيجة لقصف مماثل تعرضت له المنطقة الاكثر اهمية من الجمهورية فقد آلاف الناس, إلا أنه لايمكن نشر عدد المفقودين الحقيقي اليوم, في الحقيقة كل حالة من الدمار الجماعي الذي تعرض له السكان اثارت اهتمام الصحافيين ومنظمات حقوق الانسان ولكن ابداً لم تشأ السلطات السياسية والعسكرية اجراء تحقيق لإيجاد المذنب.
مدينة غروزني، تلك المدينة التي دمرت حتى قواعدها، تعرضت علىمدى اشهر لقصف يومي اضطر آلاف السكان المسالمين ان يبحثوا عن مأوى.
اما عن السلطات فقد اعتبرتها مدينة خالية, هذا ما اكده اشخاص رسميون بعد ان تُرك للسكان المسالمين ممرات آمنة لمساعدتهم على الهجرة, واحد من الاسباب التي دعت الناس للاستمرار في البقاء في المدينة المشتعلة (المحروقة) هو الخوف من الرجال العسكريين التابعين لمجموعة الفدرالية ورؤية القواعد العسكرية وهي تقصف اللاجئين هذا ماعلمته مما قاله شهود عيان عن قصف طابور من اللاجئين في مستوطنة (جويتي) دون اي سبب وذلك في نهاية سبتمبر, فتح رجال عسكريون يرتدون الاقنعة النار على ذلك الطابور باستخدام المدافع, قتل في هذا القصف 40 رجلا وبقي على قيد الحياة حيث اخذوا إلى الانجوش في سيارة واحدة وأخذت جريحة الى مستشفى (سليبسوفسك) وعلمت بالضبط 7, منها ماحدث هناك.
حدثت حالة اخرى في الثاني من فبراير قرب مستوطنة (أتشخوي مارتان) حيث حاولت ثلاث سيارات العبور من القرية فصب رجال عسكريون نيرانهم عليهم من موقع لهم، اطلق الجنود سراح النساء واعتقل شابان من (ساماتشكي) بعد ان جرحوا خلال القصف وقُيدوا بأسلاك شائكة وصب البنزين عليهم وتم احراقهم، امسكت النيران بأحد الشباب وصاح منادياً على النسوة قريباته كي يبلغوا اقرباءهم بما حدث لهم وحوادث من هذا النوع كثير.
هناك عدد كبير من الشهادات التي ادلى بها الصحافيون والمدافعون عن حقوق الانسان, على اي حال لم تقم السلطات بأي اجراء لإيقاف هذه الجرائم المنتشرة في المنطقة, ولم يتحمل الرجال العسكريون التابعون للمجموعات الفدرالية المسؤولية عن احداث مشابهة.
حتى هذا اليوم مازال اختفاء الناس مستمراً في مناطق الشيشان ولايعرف متى اختفوا, هناك قوائم نقلها ممثلون عن القيادة الشيشانية ووجهت الى موسكو إلا أنها اختفت, ويبقى الوضع ثابتا ومازال الناس يختفون وبشكل اساسي الرجال الذين يعتقلهم العسكريون من المجموعات الفدرالية او العمال في وزارة الداخلية خلال عمليات التفتيش في المواقع اوالمناطق المحتلة ونقط التفتيش, وحسب اعتقادي ان العديد ممن اعتقلوا ليسوا على قيد الحياة.
في 16 و17 يناير بعد خروجي من غروزني كنت في تنظيم تابع لفرقة عسكرية في المجموعات الفدرالية في (خنكالا), اعتقلت انا ومعي آخرون ووضعنا في شاحنة اعدت للنقل الى السجن ووضعنا في غرفة ضيقة وكان السقف مغطى بطبقة من الجليد, في غرفة اخرى تعرض ثلاثة شبان شيشان لضرب متواصل, كُسر رأس واحد منهم وأسنانه, هذا ما قاله الشاب وان الضرب كان مركزا على منطقة الارجل وتحت الحزام.
يقوم حراس الامن ليلاً في بعض الاحيان باعتقال الشيشانيين ويقومون بطرح سؤال: هل انتم جميعاً على قيد الحياة؟
شاهدت في حجرات التحقيق ضرباً مستمراً دون توقف طوال النهار في معتقل تشير نوكوزوفا, كان معي في نفس الحجرة شاب شيشاني من مستوطنة (برت كالي) حيث تم اعتقالهم في قريتهم دون ذنب, تعرضت أنا وهم للضرب خلال عمليات 13, التحقيق مرات عديدة.
وخلاصة القول انه صارت لي بعض الاستنتاجات لوصف النظام التعسفي فمثلاً يعاني السكان المسالمون من تعرضهم للسرقة من قبل الرجال العسكريين منذ بداية المعارك, أما عن مشكلة اللاجئين الذين وجدوا المأوى إلى جانب الانغوش فلم تعرهم السلطات اي انتباه وهم في مخيماتهم ولاتوجد متطلبات الحياة الضرورية.
ان السلطة الحالية قد جعلت من القوة اسلوبها في اقرار الوضع في شمال القوقاز مستبعدة بذلك القرار السياسي, يبدو ان هذا اجراء لن يؤدي الى اي نتيجة اذا كان الهدف الحقيقي ايقاف العمليات العسكرية ونشر الحياة الآمنة في الجمهورية الشيشانية.
ينتج عن الحرب حرب اخرى كل يوم والشيشانيون يرزحون تحت حالة من التعسف الكامل ولايرون مخرجاً لأنفسهم إلا في حمل السلاح.
شكلت هياكل السلطة في الشيشان على اساس مبادىء إدارة القوى الخارجية والحل بيد العسكريين في مكتب الإدارة، والشيشانيون اليوم في الحقيقة لايسمح لهم بالاشتراك في الإدارة, اخيراً في كل مناطق روسيا الشيشان اليوم مبعدون ليس لهم حقوق مدنية ويعتبرون من الممتلكات الطائفية, من غير المتوقع اي تغيير في الحال طالما أن السلطة والرأي العام يدركون ان الشيشان بمثابة تهديد لوجود روسيا .
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني Jaser @ Al-jazirah.com
|
|
|
|
|