| محليــات
تعرّض شعب البوسنة والهرسك لمجزرة وحشية من الصرب، وما زال يعاني من جروحها وآثارها النفسية والمعنوية, قتل الصرب الأطفال واغتصبوا النساء، وارتكبوا المذابح الجماعية، وعبّروا عن حقدهم وكراهيتهم لشعب مسالم، وأقلية محرومة من حقوقها المشروعة.
فالشعب المسلم في البوسنة والهرسك كان يطالب بحق تقرير المصير وهو حق كفلته الشريعة الإسلامية، وزكته الأعراف الدولية والإنسانية.
وخلال الحرب الأهلية ترفّع الشعب المسلم عن الأسلوب الانتقامي، فقاوم ببسالة وشجاعة، ولكنه لم يتورط بجرائم حرب كما فعل بهم الصرب.
وما خلفته الحرب الأهلية من دمار نفسي ومعنوي سيبقى لفترات طويلة جزءاً من ذاكرة هذا الشعب، إذ من الصعب تجاوز مآس مروعة كهذه لأحياء عاشوا الرعب وشهدوا على الجرائم في أطفالهم ونسائهم.
والمملكة أدركت منذ البداية أن عليها مسؤولية مباشرة بالوقوف مع هذا الشعب الصامد، استشعارا لواجب إسلامي، واستنكارا لوحشية عرقية بربرية في عالم يتجه الى تنمية مفاهيم السلم والتفاهم بين الشعوب والثقافات، لذا وظفت كل إمكاناتها المتاحة لها من خلال علاقاتها الدولية وما تملكه من ثقل سياسي ودعم مالي ومعنوي، لمساعدة شعب البوسنة والهرسك خلال الحرب، وما بعدها للتخلص من نتائجها وآثارها.
وزيارة سمو الأمير سلمان رئيس الهيئة العليا لجمع التبرعات لمسلمي البوسنة والهرسك تحمل الكثير من الدلالات، فهي لا تقتصر على تدشين مشروعات مهمة مثل مسجد ومركز خادم الحرمين الشريفين ودار الوالدين للأيتام ومسجد الأمير عبدالله، وإعادة بناء وترميم المنازل ومشاريع تعليمية مثل المشروع الثقافي، وكلية بيهاتش,,, الخ، بل تتجاوز ذلك الى إبلاغ الاشقاء في البوسنة والهرسك رسالة من حكومة خادم الحرمين الشريفين، ومن الشعب السعودي الوفي,, رسالة محبة وعطاء.
فالأخوة في الاسلام دعم بلا منّ ولا أذى، وتعاطف بلا ادعاء ولا كبرياء، ومشاركة في مواساة جروح شعب أنهكته الغربة الروحية الطويلة وقسوة الحرب الأهلية، وتذكير بأننا في المملكة حكومة وشعبا نقف معهم ونؤدي واجب الأخوة الإسلامية، ونحتسب ذلك عند الله.
وسمو الأمير سلمان الذي أعطى الكثير من وقته وجهده للهيئة العليا لجمع التبرعات لمسلمي البوسنة في تدشينه لمشروعات مهمة وحيوية تقدم لشعب شقيق، خير من يعبّر عن مضامين الأخوة الإسلامية الصادقة التي تنهجها المملكة ومنذ أن تأسست على مستوى السلوك السياسي أو في أخلاق التعامل مع مفهوم الأخوة الإسلامية، وهو نهج نعتز به جميعا مسؤولين ومواطنين.
|
|
|
|
|