| مقـالات
حث ديننا الحنيف على طلب العلم والانتفاع به، والقاعدة الشرعية التي على المؤمن التزامها في هذا الصدد هي قول الحق عز وجل وقل رب زدني علما ، لقد قدمت الأمة الإسلامية وخلال تاريخها وفي كل العصور إنجازات حضارية هائلة خدمت البشرية جمعاء، وحتى في أسوأ الظروف وفي حالات الانحطاط كان بعض أبناء الأمة يعطون بدون كلل عطاءات تفوق المتوقع.
لقد كان الكتاب وما يزال الصديق الوفي للبشرية، فهو الذي يحوي بين دفتيه الحضارة، ويحمل الآمال للمستقبل، والكتاب نتحدث عنه بصفة الشمولية والإجمال، ومع ذلك فنحن نخص الكتاب الدسم السمين، ونبتعد عن الغث الرديء الذي استغل أصحابه الورق والأقلام لتسطير السيىء والبذيء والمعيق لتقدم البشر.
لقد طرأت تطورات عديدة في سياق حياة البشر، وجاءت وسائل عديدة لتنافس الكتاب، ولكنها بالنهاية خدمت الكتاب بدل ان تزيله، وصارت مطية له بعد ان تكون منافسة له، ونقصد بتلك الوسائل والأدوات وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، وكذلك أجهزة الفضائيات والأقمار الصناعية بوقتنا الحاضر، ويجب ألا ننسى أيضا تقنية المعلومات العالمية المسماة بالانترنت، والتي لم يحسم وضعها بالنسبة للكتاب حتى الآن، ولكننا على ثقة بأنها ستكون خادمة للكتاب، وليست بديلا له.
إن علينا ان نبدأ علاقتنا مع الكتاب وتطويرها بدءا من أنفسنا فنحن القدوة لأبنائنا، وإذا صار الكتاب صديقا لابنك فأنت وابنك والمجتمع ككل رابحون بالتأكيد بالمحصلة، والعكس صحيح، والعلم والثقافة موجودان في طيات الكتاب، وهما بحاجة فقط لمن يستمتع بهما، ويرتشف منهما ليعطياه المزيد.
لقد فتحت المدارس أبوابها، وهنا علينا أن نؤكد على مسألة كبرى، ألا وهي عدم الاكتفاء بالكتاب المدرسي، فعلينا تشجيع أبنائنا لتحصيل المزيد من المعرفة من مصادر دون تشتيت لذهنهم وأفكارهم، بل نساعدهم على الانتقاء بما يدعم دراستهم وتحصيلهم، وكذلك نسمح لهم ببعض القصص والكتيبات الترفيهية التي تحمل العبر والفكر الإسلامي داخلها بما ينمي في داخلهم روح الاطلاع والبحث والخيال الخصب, أيضا مع افتتاح المدارس لا يسعنا إلا ان نذكر المكتبات التي اعترف بمحبتي لها ولمحتوياتها، ولكن علي أن أقول: إنها تصاب بالجنون مع بدء المدارس حيث تعج بأنواع الدفاتر واصناف الأقلام والمجموعات المدرسية، وبعضها أسعاره يطير بمدارات فلكية، ويحلق مثل الأقمار الصناعية، اما الحقائب فحدث ولا حرج، عدا عن إعلانات التخفيضات والحسم وتحطيم الأسعار وما شابه ذلك من دعايات فارغة غير واقعية تسخر عقل المستهلك، لماذا كل هذا؟ هل يستحق مجتمعنا هذه المعاملة؟ ألا يجب ان توضع أسقف لأنواع الأدوات المدرسية ولأسعارها؟ وأين دور المدرسة والمعلمين في هذا المجال؟ وكذلك أليس علينا ان نفكر، ومعنا كل المسؤولين عن المدارس، وشؤونها بأبناء إخوتنا الفقراء، وهم يرون بعض ابنائنا يرتدون ملابس فاخرة، ويحملون حقائب مميزة وأقلاماً من صناعات راقية، ودفاتر بألوان زاهية ونوعيات أزهى, لقد علمنا الإسلام ان الناس سواسية، وأن أكرمهم عند الله اتقاهم، وعلينا ان نحافظ على السلوكية الإسلامية الصحيحة في كل تصرفاتنا وأعمالنا، ولو بنواح بسيطة قد لا ينتبه اليها البعض، ولكنها هامة جدا بمنظار الأطفال الآخرين، وستبقى في ذاكرتهم طويلا, لنغرس المحبة في قلوب أطفالنا في مدارسنا ولندع الروح الطيبة الخيرة تسود بينهم، وفي هذا كل الربح لنا ولهم ولبلادنا الطيبة المباركة,أعود واؤكد على دور المكتبة في حياة المسلم، فهي مصدر للكتاب، وبنفس الوقت هي مزود للأدوت التي يحتاجها طلابنا، وعليها ألا تحيد عن دورها الحضاري الكبير لتنزلق في مهاوي التجارة المدمرة!
أما اللباس فهو نقطة أخرى تحتاج للنظر في حية طلابنا، وعلى الغني ان يساعد الفقير ليظهر الجميع سواسية ما أمكن، ويبتعد الحقد من قلوبهم وتحل محله المحبة والاحترام والتقدير.
نقاط صغيرة ولكنها تستحق التأمل، وأوجهها من القلب الى القلب,, والله من وراء القصد.
alomari 1420 2 yahoo. com.
|
|
|
|
|