|
| مقـالات
أوه,, لقد تأخر الدكتور عبدالله الغذامي كثيراً في طرح مشروعه الرائع جداً النقد الثقافي الذي كشف الأنساق الثقافية/ المضمرة/ المزيفة/ للشعر العربي,, وأبان لعبة المادح والممدوح التي صنعت الفحل وضخمت الطاغية وكيف تحولت قيمتا الكرم والشجاعة من أصلها الإنساني إلى قيم مزيفة تهدى للممدوح مجاناً تحت مرأى من المؤسسة الثقافية التي تؤكد هذا التكاذب المتبادل وتصادق عليه ولعاً منها بالجمالية الشعرية التي غيبت الحقيقة.
أبعد أكثر من ألف وخمسمائة سنة يقول الغذامي ان الشعر المزيف شعرن الذات العربية وجعلها كائنا لا عقلاني ولا منطقي بصورة أخرت الأمة عن الحق والإنسانية واحترام الذات, كم كان بودنا لو أن الغذامي ولد من قبل وقال ما قاله بالأمس القريب لكان العربي المتشعرن أكثر منطقية وعقلانية في احترام أخيه.
نعم تأخر الغذامي رغماً عنه بحكم الميلاد الذي لا يملك فيه إرادة لأن هذا الطرح المهم جداً قد لا يكون له تلك الحظوة لدى الكائنات العربية الحالية باعتبارها كائنات تكنولوجية بفعل ثورة الاتصالات والمعلومات والإنترنت, هذه الأفكار قد لا تعني لها شيئاً وقد تمكنت منها الذبذبة والموجة والأشعة ما فوق البنفسجية، على الأقل في الأجيال اللاحقة التي تسير وفي جيبها العالم التي جمعته لها الإنترنت.
لو طرح الغذامي هذا الفكر الذي كسّر مسلمات مزيفة نحسبها الحقيقة في عصر النهضة مثلاً لطار صيته ولأخذ كتابه وهجا وجدلا ثقافياً يسمع به العالم ويسجله التاريخ مثلما هي جدليات زكي مبارك والعقاد وطه حسين.
أحيي الأفكار الصحيحة التي حملها الكتاب وأحيي الغذامي الذي اهتدى إليها بفعل الملكة الفريدة التي يتمتع بها,, أقول هذا وأنا أعلم أن إشادتي لا تشكل له قيمة إضافية ولكنها تشكل له قيمة جماهيرية.
|
|
|
|
|
