| فنون تشكيلية
* حوار عبدالله سعود التمامي
التشكيلية مها عبدالله عبدالعزيز السنان الحاصلة على درجة البكالوريوس في التربية الفنية,, رشحت للعمل كمعيدة، وفي عام 1418 التحقت بالدراسات العليا لنيل درجة الماجستير، وقد شاركت في العديد من المعارض: (معارض الرئاسة العامة لتعليم البنات، مكتبة الملك فهد، الأولى للفنانات، الشركة العقارية، الجنادرية، المعرض الجماعي الرابع للواعدات، معرض السياحة وكثير من المعارض الأخرى) وهي عضو في اللجنة التشكيلية النسائية بالجنادرية (1419) وعضو في مجموعة الفنانات السعوديات لمنطقة الرياض.
وقد كان للتشكيلية معها هذا اللقاء:
العالم في أعمالي جزء من مكونات رؤيتي العامة
* هل ترين أن لوحة الفنان تتحدث عن مرحلة زمنية من حياته؟
نستطيع القول بأنها تتحدث عن مرحلة فكرية مرتبطة بالزمن الذي نعيشه، فالشخص المبدع في أي مجال لابد أن تكون لديه مراحل فكرية تتعلق بأفكاره وثقافته ومجال رؤيته، وتتغير هذه المرحلة تبعاً للنمو الفكري والثقافي وتعدد الرؤية وهذا بالتأكيد مرتبط بعامل الزمن من خلال الدراسة والتجارب والخبرات التي تمر على الشخص مع مرور الوقت، وكل عمل فني أو مجموعة من الأعمال مرتبطة بتلك المرحلة الفكرية التي تقع ضمن نطاق زمني معين.
* كيف ترين مكانة العالم في لوحاتها؟
العالم في أعمالي جزء من مكونات رؤيتي العامة التي تبلورت من خلال الاطلاع أو السفر أو وسائل الإعلام.
* ماهي الصعوبات التي واجهتيها كفنانة فتاة؟
تواجه المرأة في مجال الفن التشكيلي العديد من الصعوبات كأي مجال جديد على المجتمع.
أولاً: من حيث تقبل المجتمع للفنانة التشكيلية كما حدث قبل حوالي 50 عاما في صعوبة تقبل تعليم الفتاة، من منطلق العادات والتقاليد، كذلك حدث بالنسبة للفن التشكيلي وإن قل ذلك مع الزمن.
ثانياً: تواجه المرأة الفنانة صعوبات في الاشتراك وإقامة المعارض التشكيلية وذلك بسبب عدم وجود جهة نسائية تعنى بثقافة المرأة وخصوصا مجال الفن التشكيلي، كما نرى للرجال مثلاً في رعاية الشباب أو جمعية الفنون.
*نود أن تحدثينا عن علاقة الفن بالدراسة والثقافة؟
الفن التشكيلي مثل أي مجال إبداعي كالشعر نوعان، نوع ارتجالي بدون دراسة أو كما يسمى في الغرب (الأسلوب الفطري) الذي يعتمد على الفطرة وعدم تدخل التوجيه من خلال الدراسة, والنوع الآخر يعتمد على الدراسة والفهم الصحيح لجميع جوانب هذا المجال، والذي يزيد فيه إتقان الفرد تبعاً لنمو الدراسة والتجربة، وهو ما يسمى بالأسلوب الأكاديمي، وهناك خلاف بين الفنانين على أفضلية أي نوع.
كما أن للثقافة تأثيراً على عمق العمل الفني ومدى قدرته على جذب الجمهور والإبحار بهم عبر محيطات من الرموز والعلامات ذات الصلة بمفاهيم ورسائل معينة يريد التشكيلي إيصالها لهم، لذا ومن خلال مقولة أن (الفن للفن) فإن العمل الفني مرآة لثقافة الفنان التشكيلي الذي يستطيع أو لايستطيع (حسب قدرته) أن يعكس الحالة الثقافية والاجتماعية والسياسية لمجتمعه، ويعبر عن آمال وآلام أمته من خلال هذا العمل الفني.
هذا بالنسبة للفنون الجميلة التي نراها في المعارض الفنية, أما الفنون الأخرى كالتي تمارس في المدرسة ( التربية الفنية) فالحاجة للدراسة فيها أشد لمدرس التربية الفنية، لأن وظيفته تعتمد على تربية الأطفال وتلمس مشاكلهم وحلها والوصول بهم إلى صحة نفسية عن طريق هذه المادة، وهذا بالتأكيد بحاجة إلى دراسة كافية وجيدة.
اما الصناعات التقليدية كجزء من الفنون الشعبية، فلا أعتقد أنها بحاجة إلى دراسة بل يكفي فيها الموهبة والتدريب والخبرة، وهذا ليس تقليلاً من شأنها فهناك مشغولات حرفية تعتبر أعمالاً إبداعية في حد ذاتها.
* ما رأي الفنانة مها بفن الحداثة؟
فن الحداثة او الاتجاهات الحديثة في التصوير التشكيلي: من الطبيعي أن يميل الإنسان إلى التجديد في كل شيء حتى في الفن التشكيلي، ولكن اتباع الحداثة أو الاتجاهات الحديثة في الفن التشكيلي لايُعيب العمل الفني ما احتفظ العمل بهوية الفنان التشكيلي وأصالته، أي أنه متى ما استخدم التشكيلي عناصر بيئته وثقافته وتراثه وحافظ على هويته من خلال العمل فأي تغيير بعد ذلك لايضر به، سواء في الأسلوب أو الاتجاه الفني أو الخامة.
* كيف تعبر مها عن نفسها؟
الإنسان جزء من بيئته وتراثه وثقافته، وهي جزء منه، لذا فإن تعبير الفنان عن نفسه يكون باستخدام عناصر هذه البيئة والتراث والثقافة، كما أن الهموم او المشاكل أو القضايا التي يمر بها الفنان التشكيلي تحدد صياغة هذه العناصر في العمل الفني.
وإجابة عن السؤال؛ نعم أعبر عن نفسي من خلال بيئتي وتراثي وثقافتي.
* هل للرقابة الإبداعية دخل في حرية أفكار اللوحة لديك؟
هناك رقابة ذاتية عند الشخص المبدع في أي مجال، تكون نابعة من الدين الذي يعتنقه ويؤمن به، ثم من العادات والتقاليد وأسلوب التربية,,, الخ,, فالتشكيلي المسلم، تكون لديه رقابة ذاتية توجه عمله الفني في اختيار العناصر والمواضيع حسب درجة تديّنه أو إيمانه بمشروعية هذا الشيء من عدمه، لذا ترى الأعمال التشكيلية السعودية بعيدة عن رسم وتصوير ذوات الأرواح، أو محاولة للتجريد وعدم رسم التفاصيل أو رسم أجزاء فقط من الكائن الحي كالوجه مثلاً، ولكن هذه الرقابة من وجهة نظري لاتشكل حاجزاً أو قيداً أمام الإبداع أو التفكير الابتكاري، بل هي عبارة عن توجيه، وأعتقد أنه توجيه تربوي سليم وعامل إيجابي لا سلبي.
* كيف ترين وجه الشبه بين لوحة الأنثى ولوحة الرجل؟
الشبه هو الشيء السائد بين لوحة الأنثى ولوحة الذكر، فهناك تشابه في الشكل والمضمون من حيث العناصر والمواضيع فكلاهما يستخدم نفس العناصر ويصور المواضيع ذاتها، ولكن الاختلاف هو الشيء النشاز، أو الحالة غير الطبيعية، ومن وجهة نظري أن هناك شيئاً من الاختلاف بين بعض الأعمال ربما تكون للبيئة وطبيعة المجتمع وطبيعة تكوين الرجل أو المرأة، تأثير في حدوثه، ولكن ليس له أهمية تذكر في العمل الفني.
* كيف دخلت مجال الفن ولم وكيف ترين الفائدة المرجوة من ذلك؟
الفن بشكله العام كان جزءاً مني منذ الطفولة في أوجه كثيرة من حياتي اليومية، ولكنه لم يتخذ الشكل الصحيح إلا بعد دخولي قسم التربية الفنية بكلية التربية للاقتصاد المنزلي والتربية الفنية، حيث بدأت أتعلم الأسس الصحيحة للفن التشكيلي، ومن خلال أعمالي الدراسية تلقيت التشجيع الذي ازداد بعد تخرجي وإكمال دراستي العليا في التصوير التشكيلي، بعدها وبعد الدعم المعنوي الذي تلقيته من أقاربي وأساتذتي، تجرأت على العرض العام، وبالتالي دخول المجال التشكيلي.
وللفن التشكيلي في اعتقادي فوائد عديدة منها:
1 تنمية وتربية الذوق العام للمجتمع.
2 الحصول على الصحة النفسية من خلال التنفيس عن الضغوطات التي يواجهها الشخص البالغ أو الطفل وذلك من خلال عملية الرسم أو التصوير أو النحت,,, الخ.
3 تربية الأطفال بطريقة عملية مفيدة وممتعة ونقل الخبرات والمعلومات بأسلوب شيق، وأيضاً القدرة على فهم وحل مشاكلهم من خلال الفهم الصحيح للرموز في رسومهم.
4 نشر ثقافة مجتمعنا بيئتنا بكل مفرداتها للعالم أجمع بطريقة لاتحتاج إلى مترجم!!.
|
|
|
|
|