|
| فنون تشكيلية
قرأت ما جاء في تعقيب أمين اللجنة الاستشارية للفنون التشكيلية بجمعية الثقافة والفنون الزميل الأستاذ سمير الدهام الصادر يوم الأربعاء الموافق 23 جمادى الأولى 1421ه بصفحة عزيزتي الجزيرة وتساءلت كثيرا عن رأي المسؤولين في الجمعية بما يكتب على لسان من كلفوا بالرد وما يخالط تلك الردود من عبارات لا يمكن ان تصدر من جهة رسمية كالجمعية ومنها اتهامي بعدم الأمانة أو الاخلاص في العمل حتى لو لم أكن عضوا رسميا فيها فما أقوم به لا يتعدى حدود المشاركة وقد أديت ما كلفت به بما يرضي الله وبشهادة الأعضاء ومنهم أمين اللجنة وهنا أود أن أوجه التساؤل للزميل الدهام حول أمانته التي أداها اكثر من غيره تجاه الفن التشكيلي وتجاه اللجنة الاستشارية التي يعرف كأمين لها وعن التزامه بالتنسيق والمتابعه.
كما أتساءل عمن ذيل الرد باسمه إذ جاء دون اسم مباشر مما احدث ازدواجية في الأسلوب الذي يمثل الجمعية وليس اللجنة الاستشارية وهذا يعني انه من أمين عام الجمعية اعتمادا على العنوان.
أعود للموضوع والذي اتهمت فيه بكشف أسرار اللجنة مما دفعني لإعادة قراءة التلميحة مرة أخرى رغم ثقتي بما كتبته فلم أجد سرا أو خصوصية تعرضت له كما اتهمت بالتسرع بكشفها ولكم ان تعودوا للتلميحة الصادرة يوم الخميس 17/5/1421ه علماً أن ما نقوم به في اللجنة لا يخفى على الفنانين بقدر ما نستقي محاور لقاءاتنا منهم وبحث مطالبهم ورغباتهم فالجميع اعضاء قبل ان تطلبهم او تكلفهم الجمعية بذلك مما كشف لنا أموراً هي في الحقيقة ما يمكن ان نعتبرها مقترحات وليست أسراراً إلا إذا اعتبر المعنيون في الجمعية والمسؤولون فيها ان ما يتم في اللجان من مناقشات لمثل هذه المطالب أو الأمور اسرار لا يمكن البوح بها إلا من أمين اللجنة الذي كشفها في مجمل رده السابق وبشكل مفصل.
ثم لماذا تصبح أسراراً إذا كان أمين اللجنة يعتبرها سلاحاً يفترض ان أرد به على المشككين في التوجه الجديد كما قال في رده, ثم من هم المشككون ولماذا يشككون إذا كانت الجمعية تحتوي كل الفنانين في المملكة وتقدم لهم سبل التواجد وتدعم نشاطهم ولماذا إذاً شكلت اللجنة الاستشارية ولماذا لم يصرح أمين اللجنة ويعلن عمن كان خلف تأسيسها باعتباره أحدهم لذا دعونا نتوقف على ما جاء في الرد بشيء من التفصيل على النحو التالي:
أولا: جاء في العمود الاول السطر الخامس إلى الثامن عبارة (انني أسعى لقلب الموازين بأسلوب مليء بالسخرية والتحامل على صرح ثقافي ذي اعتبارات رسمية متجاهلا أبسط أمور الطرح المتعقل وبأسلوب معالجة لا تمت إلى الحقيقة بشيء) أسلوب عجيب وغريب من جهة رسمية أن تشكك في أحد أبنائها وبهذا الأسلوب مقابل طرح نقدي تجاه إبداع يهمنا جميعا أمره مما يعني الإشارة للأقلام الأخرى (إياك اعني فاسمعي يا جارة) كما عهد من المعنيين بالرد من الجمعية في وقت فتحت فيه آفاق النقد وطرح الآراء لما فيه خدمة المصلحة العامة مما يعني ان من اوكل له الرد غاب عنه تمثيله لكيان ثقافي يفترض أن يرقى بأسلوب التعامل مع الآخرين من مبدأ القدوة وليس الانتقام وألا يقع فيما وقعت فيه بالتلميحة كما يقول من الإسفاف وأسلوب التجريح مطبقا قول الشاعر.
لا تنه عن خلق وتأتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيم |
وإذا كنت أنا مجافيا الحقيقة فماذا عن قولك (ان اللجنة قد رصدت كافة الآراء وتم وضعها في قالب تنظيمي سيصدر بشأنه تكليف لعدد من الفاعلين) وهذا ما لم يحدث إذ أن الأمر لم يتعد طرح المقترحات المبدئية في الاجتماعات الأربعة والتي عقد آخرها بتاريخ 15/8/1420ه على أن يعد لها محضر متكامل مرفقاً به اللوائح التفسيرية في الاجتماعات اللاحقة التي لم تتم حتى الآن وقد يتبعها اجتماعات أخرى حسب ماتقتضيه الحاجة ثم تختم الاجتماعات بتقرير شامل لتلك الدراسة لسعادة رئيس مجلس إدارة الجمعية الذي يرفعه بدوره لمقام سمو الرئيس العام للموافقة عليها وحرصا من الأعضاء تم توجيه خطاب لسعادة رئيس مجلس الإدارة بتاريخ 23/3/1421ه يشرح وضع اللجنة وطلب فيه ضم عضوين أو ثلاثة ليكتمل النصاب ولم يتلق الأعضاء أي رد عليه.
ثم ماذا عن حقيقة قولك ان الاجتماعات تتم بناء على ظروف الأعضاء وكأنك تضع الكرة في مرمى اللجنة بينما الواقع يتمثل في أن أي اجتماع لم يكن يعقد إلا بناء على خطاب يوجه لكل عضو موقع من رئيس مجلس الإدارة بالإضافة إلى انشغالك كأمين للجنة ومنسق لاجتماعاتها بمهام تحرير مجلة فنون وبمتابعة المعرض المتجول والسفر معه وبمهام أخرى ذات علاقة بالمجال.
ثانيا: جاء في السطر الأخير من العمود الأول إلى السطر الثالث من العمود الثاني عبارة (ولكن يبدو أن المنيف أراد تأكيد رغبته التي خطط لها على أساس المطالبة بتواجد منفصل للفن التشكيلي بعيداً عن الجهات الرسمية) يا سيدي الفاضل هذه ليست رغبتي فقط بل سبقني بها الكثير عبر الصحف، منهم على سبيل المثال الفنان عبدالجبار اليحيا والفنان د, محمد الرصيص والفنان عبدالرحمن السليمان والفنان سعد العبيد وغيرهم ممن يهمهم أمر نهوض الفن التشكيلي واستمرار دعمه والاستفادة من دعم الجهات المسؤولة وفي مقدمتها الرئاسة العامة لرعاية الشباب بتوجيهات سمو الرئيس العام وسمو نائبه ووقوفهم مع أي خطوة تخدم الوطن وأبناءه فالجمعية مطلب ورغبة الجميع ولك ان تطرح استبانة على الفنانين لتعرف الحقيقة وأسبابها, أما عن وصفك بما أرغبه وأقوم بالتخطيط له وكأننا في ساحة حرب أقول وبكل شجاعة خانت الكثير إلا الصادقين انني بالفعل أشد على أيدي كل المطالبين بوجود جمعية للفنون التشكيلية ترتبط مباشرة بالرئيس العام لرعاية الشباب وسمو نائبه وسوف أكون أول الداعمين لها وليس كما قال أمين اللجنة انني اطالب بجمعية منفصلة عن الجهات الرسمية فتلك كلمة حق أريد بها باطل مع علمه أن في وجود مثل هذه الجمعية ما يضيف دعما جديدا مع ما تقدمه جمعية الثقافة والفنون والرئاسة العامة لرعاية الشباب متناسيا انه من اشد المطالبين بها.
ثالثا: في السطر السابع عشر وحتى السطر الرابع والعشرين تحدثتم عن الكم الهائل من المقترحات التي تدارستها اللجنة ومنها شكل الكتلوجات وبطاقة الدعوة وخلافها مما يشعر الفنانين الآخرين بصغر حجم ما نقوم به إذ بالإمكان القيام به دون حاجة لتشكيل لجنة استشارية وصل عدد أعضائها إلى خمسين عضوا ثم تكمل قائلاً (وهذا ما جعل أمر المقترح الخاص بدعوة الفنانين التشكيليين في كافة أنحاء المملكة للمساهمة في إبداء الرأي، لهذا تم ترشيح البارزين للانضمام إلى آخر الجملة) ومع عدم فهمي ما تعنيه إلا أنني أبحث عن الكيفية التي تم بها ترشيح هذا الكم وبهذه السرعة في الوقت الذي ما زالت الفكرة مقترحاً لا أكثر مما يعني انه قابل للتداول ووضع لائحة تفسر الطريقة أو الأسلوب الذي يتم به التفعيل.
رابعا: جاء في الأسطر المتبقية في العمود الثاني سرد مفصل لكل ما تم في اجتماعات اللجنة أو ما يمكن وصفه بالاسرار وجاءت علنا على لسان أمين اللجنة ولم تكن على لسان محرر التلميحة المتهم بكشف الأسرار مرجعا أسباب عدم تنفيذ البرامج التي يعلن عن قيام الجمعية بها للظروف علما أن عمر الجمعية سبعة وعشرون عاما يفترض فيها القضاء المبكر على تلك المعوقات.
خامسا: الجانب الآخر من الرد فقد أشار فيه الكاتب إلى انه تذكير لي بدور الجهات الرسمية تجاه الفن التشكيلي محليا وعالميا وكأني مبتعد عن التواجد أو المتابعة ثم يضيف معيدا مانقرأه ونتابعه من أخبار الجمعية وعن خططها القادمة حتى يصل إلى السطر الحادي عشر من العمود الثالث ليضيف أن الجمعية تقوم بتنظيم المعارض متكفلة بجميع المصاريف ومنها تكاليف السفر والإقامة للفنان أو الفنانين وهنا نتساءل أين المعارض الشخصية التي أقامتها الجمعية خارج الوطن وبدعم من الجمعية كما جاء على لسان أمين اللجنة غير المعرض الجماعي المتجول ثم متى كان آخر معرض جماعي محلي لفناني المملكة اقامته الجمعية.
كما نتساءل ماذا يتم حيال تأمين الأعمال المشاركة دوليا، ولماذا انسحب مجموعة من الفنانين البارزين واستعادوا لوحاتهم عن المشاركة في المعرض المتجول الذي أقيم في تايبيه وماذا عن اقتناء الأعمال في الوقت الذي تزدان بعض مكاتب وممرات الجمعية بأعمال غير سعودية وبمستنسخات رديئة الطباعة لبعض الأعمال المحلية، وأهم منها لماذا اعتذر رؤساء اللجنة الرئيسية السابقين عن مواصلة العمل.
ولماذا لا تنشر البرامج التشكيلية المنفذة في الفروع مقارنة بما يجب القيام به ويكشف للزملاء العاتبين عكس ما جاء في التلميحة ليثبتوا ما تم تنفيذه ويبطلوا ادعائي أو اتهامي لهم.
هذا غيض من فيض لا يسمعه إلا الأحياء أما المعنيون بالفن التشكيلي بالجمعية فينطبق عليهم قول الشاعر.
لقد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي |
فقد نادينا ومازلنا ننادي ما دمنا نخدم الصالح العام ونتوقع إمكانية إصلاح ما يمكن إصلاحه دون بحث عن مصلحة شخصية أو طموحات ذاتية وهذا ما يعرفه الاخوة في الجمعية ان ما نطلبه أو يحتاجه الفنانون ليس دعما ماديا كما جاء في تعقيبك وكأن الجمعية ضمان اجتماعي للفنانين بقدر حاجة الفنان إلى حضن يلتقي فيه مع بقية زملائه التشكيليين يستعرضون من خلاله جديدهم ويتعرفون على جديد غيرهم ويبدون آراءهم ومقترحاتهم عن قرب ويطلعون على ما استجد في مجالهم عالميا وعربيا بما تهيئه الجمعية من إمكانات، وحينما يتحقق ذلك فسوف ترى من العطاء ما يوفر دخلا للجمعية مقابل ما يحدث من توقف لعلاقته بالجمعية عند حدود الدعوة التي توجه له لإقامة معرض أو خلافه ولفترات متباعدة جعلته يبحث عن البديل هنا وهناك وليكن في معلومك أن الكثير من الفنانين لا يعرفون موقع مقر الجمعية وحتى الجمعية لا تعرف إلا القليل من عناوين الفنانين.
سادسا: ورغم كل ما جاء في سياق الرد إلا انه لا يعادل الجملة أو الاتهام غير المباشر في السطر الرابع عشر من العمود الرابع بقوله ان الجمعية تقبل أي اقتراح يتم طرحه يكون بعيدا عن الإسفاف والتجريح والنيل من الأهداف السامية التي نسعى إليها جميعا.
ورغم أننا نحسن الظن إلا ان إدراج مثل هذا القول في سياق الرد ما يعني الكثير ويدفعنا للعتب على قبول مثل هذا الأسلوب في وصف الآخرين ومن جهة تعنى بالفكر والإبداع والارتقاء بالذائقة وتتسم بروح حضارية تقبل الرأي الآخر ثم أين هو الإسفاف الذي يعنيه أمين اللجنة في مقالتي أم أنها مفردة وضعت في غير مكانها لغرض في نفس يعقوب علما أن الزميل الدهام يتبوأ موقع رئيس تحرير مجلة فكيف خانه التعبير مرات ومرات عكس ما عرف عنه من قدرات تحريرية مما يدل على انه غير مقتنع بما قام به مستخدما أسلوب (لي الذراع) لتطويع الجمل والمعاني التي ظهر بها الرد.
أما ما يتعلق برأي أعضاء اللجنة فيما ادعى أمينها بكشفي لاسرارها وما يمكن ان يتخذ بشأني من قبلهم وحتى لا يحرجوا في اتخاذ القرار فإنني أعلن استقالتي لرئيس مجلس إدارة الجمعية عبر هذه الرد نتيجة لتمسكي بمبدأ (إما أن أكون فاعلا ومؤديا دوري بأمانة أو لا أكون) وهذا ما لم يتم في مثل هذه الأجواء غير الصحية وان احفظ ماء الوجه امام من توقعوا من اللجنة الاستشارية الكثير مما يدل على وجود قصور.
علما أنني لمحت للزملاء في اللجنة عن استيائي بما يتم من تعامل وتباعد في مواعيد اللقاءات وتأثير ذلك على ما نحمله من حماس وأشرت إلى رغبتي في الاعتذار عن الاستمرار في اللجنة إلا انهم أقنعوني بالبقاء لعل وعسى ان يستجد في الوضع شيء.
مذكرا الزميل سمير الدهام كيف عدنا للانضمام مرة أخرى للجمعية أنا والزميل الفنان على الرزيزا وبشهادة عدد من الفنانين وكيف كانت أحلامنا وطموحاتنا تجاه دعم الفن التشكيلي في الجمعية والتي ما زالت قائمة حينما يتهيأ الجو المناسب لممارستها متمنيا من أمين اللجنة الزميل سمير الدهام محاولة السيطرة على دفة سفينته التي تديرها الرياح كيفما شاءت وان يعلن للجميع عن مكاسبي من مصالح وطموحات شخصية من المنبر الإعلامي الذي أعمل به وعبر أكثر من عشرين عاما اعتبرها وساما إعلاميا تشكيليا من الجزيرة اعتز به امام اجيال هذا الإبداع.
فالتاريخ التشكيلي لن يغفل أخطاء أي منا.
كما أضيف ان العمل الدؤوب والديناميكي لا يخلو من النقص وان النقد مهما كان قاسيا في واقعيته يبقى ظاهرة صحية إذ ليس هناك علاج بدون ألم أحيانا وفوق هذا وذاك لا يمكن تحقيق التوازن بين ما نقوم به وبين رأي الآخرين إلا بالثقة في النفس , ودمتم بخير.
محمد المنيف محرر الفنون التشكيلية بجريدة الجزيرة
|
|
|
|
|
