| العالم اليوم
* القاهرة أ,ش,أ
تتواصل جهود الامم المتحدة من اجل بحث سبل الحد من مخاطر التغيرات المناخية التي تعاني منها جميع دول العالم,, ومن اجل ذلك تنظم الامم المتحدة مؤتمرا دوليا يستمر خمسة ايام وبدأ أولى جلساته امس لبحث سبل الحد من مخاطر التغيرات المناخية على مستوى العالم,, ويعقد المؤتمر في مدينة ليون الفرنسية وتشارك فيه 150 دولة.
ويعلق خبراء المناخ آمالا كبيرة على هذا المؤتمر باعتباره سوف يناقش الوسائل التي تكفل دعم قدرات الدول النامية لمواجهة مشكلات تغير المناخ والتغيرات الاقتصادية الناجمة عن تقليل معدل انبعاث الغازات ووضع طرق لقياس حجم هذه الانبعاثات خاصة غاز ثاني اكسيد الكربون وسبل تقليلها,, كما يناقش المؤتمر دعم قدرات الدول النامية لدفع نموها الاقتصادي بما يتوافق مع المعايير المناخية.
ويأتي هذا المؤتمر في اطار تفعيل العمل ببنود بروتوكول كيوتو الذي تم توقيعه عام 1997 بواسطة 83 دولة للحد من مخاطر هذه التغيرات.
ويؤكد خبراء البيئة ان التصديق على بروتوكول كيوتو ستكون له انعكاسات سياسية واقتصادية واجتماعية داخل الدول المتقدمة بشكل خاص لأن هذه الدول تعتبر المتسبب الاول وبالتالي سيكون عليها اتخاذ قرارات صعبة لانها ستقوم بالدور الاساسي في مواجهة هذه الظاهرة وانعكاساتها السلبية.
وقد حذر خبراء الامم المتحدة في سبتمبر الحالي من ان درجة حرارة الكرة الارضية قد ترتفع بمقدار خمس درجات خلال القرن الحالي وذلك نتيجة التغيرات المناخية والجغرافية التي ستحدث في العالم بسبب تلوث البيئة.
ويرى خبراء البيئة ان هذا سيترتب عليه ارتفاع مستوى سطح البحر من حوالي 20 إلى 90 سنتيمترا نتيجة لذوبان الجليد في المناطق الساحلية القطبية مما سيؤدي إلى اغراق بعض المناطق الساحلية في العالم بالمياه,, كما سيترتب على ارتفاع مستوى سطح البحر ارتفاع في ملوحة المياه الجوفية في مناطق متعددة.
ويؤكد خبراء البيئة ان هناك ادلة متزايدة على ان درجة حرارة الارض ترتفع بالتدريج منذ 150 عاما بسبب انبعاث غازات الكربون الناتجة عن حرق البترول والفحم والغاز الطبيعي.
وفي الوقت نفسه ذكر خبراء وكالة الفضاء الامريكية ناسا ان الاقمار الصناعية رصدت ثقبا في طبقة الاوزون فوق القطب الجنوبي تزيد مساحته على مساحة الولايات المتحدة ثلاث مرات.
وحذر تقرير صادر عن لجنة الامم المتحدة للتخطيط والتنمية والبيئة صدر في نوفمبر الماضي من ان اتساع ثقب الاوزون يؤدي إلى تكوين ما يسمى بظاهرة الصوبا الزجاجية التي تسبب تغييرا في درجة حرارة الارض والمناخ المحيط بها بالاضافة إلى تسرب الاشعة فوق البنفسجية ذات التأثير المدمر للخلايا الحية في الكائنات.
وقد حظر تقرير بيئي امريكي صادر عن معهد وورلد ووتش بواشنطن في مارس الماضي من خطورة ظاهرة السرعة غير العادية لذوبان الجليد في المناطق الجليدية على مستوى العالم.
وأكد التقرير ان هذه الظاهرة قد بلغت معدلات غير مسبوقة بما تنطوي عليه من آثار وتغيرات سلبية بالنسبة للمناخ فضلا عن امكانية وقوع المزيد من الفيضانات المدمرة في مناطق متعددة من العالم.
وذكر التقرير ان ظاهرة تقلص الغطاء الجليدي في العالم يمكن ان تتسبب ايضا في تهديد موارد المياه للمناطق الحضرية لما تحمله من اخطار على فصائل من الحيوانات.
ومع تقلص المناطق الجليدية في الكرة الارضية بمعدل اكبر من نموها يتوقع العلماء اختفاء ربع المناطق الجليدية في العالم بحلول عام 2050م.
ويتوقع خبراء البيئة ان يؤدي التغير المناخي الى فوضى في انتاج الغذاء وأسعاره حيث سيعاني منتجو الحبوب من نقص كبير في الانتاج كما سيتقلص انتاج المواشي بصورة كبيرة في جنوب اوروبا والولايات المتحدة وافريقيا وجنوب شرق آسيا وفي المناطق الاستوائية التي تنتج الكثير من المحاصيل العالمية.
ويؤكد خبراء الارصاد الجوية ان من اهم العوامل التي تسبب ارتفاع درجة حرارة الارض هو قطع الاشجار الذي يترتب عليه ارتفاع نسبة غاز ثاني اكسيد الكربون في طبقات الجو العليا وتكوين ما يشبه الحاجز الزجاجي الذي يسمح لاشعة الشمس بالدخول من الخارج للداخل.
وذكرت دراسة صادرة عن برنامج الامم المتحدة للبيئة في ابريل 99 بالنسبة للغابات الاستوائية فإنها ستختفي بمعدل اسرع من معدل اختفائها منذ عشر سنوات بنسبة 50%.
وأكد البنك الدولي ان الدول الصناعية مسؤولة عن ثلث كمية ثاني اكسيد الكربون الذي يؤدي إلى تلوث البيئة,, وذكرت دراسات الامم المتحدة مؤخراً ان البلدان النامية ستكون اول ضحايا التغيرات المناخية الناجمة عن تفاقم مستويات العوادم الغازية بالغلاف الجوي للارض.
|
|
|
|
|