أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 13th September,2000العدد:10212الطبعةالاولـيالاربعاء 15 ,جمادى الثانية 1421

العالم اليوم

ارجاء إعلان الدولة الفلسطينية,, بادرة لحسن النوايا تعليق يكتبه
السفير أحمد ماهر السيد *
* القاهرة أ ش أ
كشف تقرير أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ابومازن امام المجلس المركزي الفلسطيني والذي نشرت جريدة الحياة نصه في عددها الصادر امس حقائق المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية في كامب دافيد وقبله وبعده بما قضى على محاولات التمويه والتشويه التي حاولت تبييض وجوه لا تستحق التبييض وتصوير الجانب الفلسطيني على انه تشدد بغير مقتضى فأفشل ما أسموه فرصة نادرة لانهاء الصراع.
وقد اوضح التقرير ما يلي
1/ ان باراك لم يتحرك الا في اطار لاءاته الخمس المعروفة التي تتلخص في اهمال الشرعية الدولية ومخالفة القرارات والاتفاقات في محاولة لاستغلال عامل الوقت ليفرض على الجانب الاخر رؤيته الاستعمارية التوسعية.
2/ ان الجانب الامريكي كان يتحرك في اطار الرغبة في التوصل الى تسوية بأي ثمن ارضاء لرغبة كلينتون في انهاء عهده بانتصار في مجال السياسة الخارجية يعوضه عما تعرض له من متاعب داخلية وحماية لباراك من السقوط بعد ان انفض عنه حلفاؤه كل يبحث عن مصالحه الذاتية بينما يجمعهم في الحقيقة اصرار اسرائيلي على رفض الامتثال للقانون وعلى الاستمرار في استلاب حقوق الشعب الفلسطيني.
3/ ان الرئيس عرفات تعرض ومازال يتعرض لضغوط وتهديدات وإغراءات صمد امامها وتحملها بكل اقتدار,, وليس من شك في ان دعم القوى المحبة للسلام والعدل وعلى رأسها مصر وتمسكها بالشرعية الدولية ساعد الجانب الفلسطيني على الا يقبل بتسويات مزعومة تحمل في طياتها قنابل موقوتة.
والواقع ان الموقف الفلسطيني استطاع ان يجنب الاطراف كلها الوقوع في فخ توقيع اتفاقات قد تنص على إنهاء الصراع ولكنها تبقي عليه في الحقيقة وتمهد الارض امام صراعات جديدة وانفجارات تهدد ما تحقق في الماضي وتضر بمصالح جميع الاطراف.
وكان الموقف الفلسطينيالمدعوم مصريا وعربيا عاصما من التضحية بالجوهر في سبيل التوقيت مع ما يحمله ذلك مر مخاطر يصعب التكهن بمداها ولكنها تؤخر/ ان لم تكن تنسف المصالحة التاريخية بين شعوب المنطقة على أساس العدل والحق والمساواة في الامن والرخاء.
ولذلك فإن اية محاولات لاستئناف المفاوضات على اي مستوى يجب ان تأخذ دروس الماضي القريب في الاعتبار وان تكون محكومة باعتبارات موضوعية سليمة وليس باعتبارات شخصية او انتخابية ضيقة ويجب ان تنطلق من حقيقة ان المعيار ليس مجدا شخصيا او إنقاذا لكراسي تهتز بل المعيار هو ضرورة إحقاق الحق ونبذ اهداف التوسع والرضوخ لمتطلبات تسوية حقيقية وشرعية.
وتلك المتطلبات واضحةرغم سحب الدخان التي يحاول البعض نشرها وقد تضمنتها قرارات من الامم المتحدة بمختلف اجهزتها وتضمنتها مرجعيات مؤتمر مدريد وكل المفاوضات التي تلتها على مختلف المسارات وحددتها الاتفاقات التي وقعتها الاطراف ولم تنفذها اسرائيل.
اما محاولة الالتفاف حول تلك الاسر فانه لا يقوض فقط فرص السلام بل انه يفقد النظام الدولي كله مصداقيته وتتحمل مسئوليته الولايات المتحدة باعتبارها الدولة الاعظم التي اخذت على عاتقها مسئولية الوساطة لحل النزاع والتي تحاول الظهور دائما بمظهر من يعطى دروسا في الشرعية وحقوق الانسان والتزام القانون بينما هي في بعض الاحوالوخاصة فيما يتعلق بالشرق الاوسط تساند مواقف تعطل مسيرة المفاوضات وتعرقلها.
ولقد جاء الموقف الفلسطيني الاخير بشأن تأجيل انتقال دولة فلسطين من المنفى الى ارض الواقع في فلسطين بمثابة بادرة لحسن النوايا ودرء الذرائع وإعطاء فرصة جديدة لجهود صادقة للتوصل الى تسوية.
وتضع هذه المبادرة على الولايات المتحدة/ باعتبارها راعي السلام مسئولية مراجعة موقفها والاستماع الى صوت المخلصين في البحث عن السلام وعلى رأسهم مصر واتخاذ موقف عادل وشجاع ينقذ الامل في السلام وينقذ اسرائيل من نفسها ومن نوازع الشر بداخلها ويفرش الطريق امام دخول المنطقة كلها الى القرن الواحد والعشرين وهي تنعم بكل ما تتمناه شعوبها من امن وتقدم ورخاء وتعاون بناء يقوم على المساواة والاحترام المتبادل.
ان عامل الوقت مهم وملح على ألا يكون هو السيد الذي يملي ارادته بل الاداة التي نستفيد منها لتحقيق تلك الاهداف النبيلة.
*سفير مصري

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved