| عزيزتـي الجزيرة
هاهي أيامنا الحلوة تنقضي وتنجلي بسرعة وكأنها البرق لماذا؟!
لأنها أيام حلوة لا يعتريها أي شائب يشوبها لذلك فهي تمر في ثواني ولا يحق لها ان ترجع ثانية,, ولذلك فهي سريعة المرور وذلك لحلاوتها وطراوتها وجمال لحظاتها,, فها أنا ذا يأخذني الحنين الى الماضي الحبيب وها أنا ذا استعيد ذكرياته بكل أتراحه وأفراحه استعيد ذكرياته التي تمثل الجزء الأكبر من الحاضر الذي اعيشه وانتظر هطول قطرات من المطر كي تطفىء نار الشوق التي تجتاح نفسي كلما مرت هذه الذكريات بخاطري.
وما أكثر هذه اللحظات بل انما تمثل الجزء الأكبر من عمري,, لذلك فانني احب الماضي واعيش الحاضر واخاف من المستقبل فبين معلوم الماضي ومجهول المستقبل تقع منطقة محايدة أكثر وضوحا من الماضي واكثر غموضا من المستقبل اسمها الحاضر فماضينا سعيد وحاضرنا اسعد ومستقبلنا,,؟
فالحياة يعيشها الانسان كما يحلو لها لا كما تحلو له فعلينا بالأمل والتفاؤل لذلك اتخذت الحلم اسمي والأمل طريقي والبسمة عنواني,, ولكن علمت ان الزمن لا يرضى الا بالجروح والاحزان والمفاجآت الصاعقة وينظر بسعادة الى الناس الذين يتلوون ألما وحرقة ولوعة بسعادة!! ترى كيف ستعود لي الحياة وذلك الامل ,, وتلك الانشودة العذبة التي اترنم بها كل صباح ,, وأتغنى بها كل مساء فعلى نفسي ان تطيب وعلى قلبي ان يطمئن وكما قال الشاعر:
دع الأيام تفعل ما تشاء وطب نفسا اذا حكم القضاء |
فهذه هي الدنيا يوم لك ويوم عليك ويوم نساء ويوم نسر فنحن لا نستطيع ان نقارن الايام الماضية الجميلة بحاضرنا الحالي الذي لا نستطيع ان نحكم عليه هل هو حاضر سعيد ام كئيب وقد صدق القائل لهذا البيت:
رب يوم بكيت فيه فلما صرت في غيره بكيت عليه |
فهاهي الدنيا لا تسير على وتيرة واحدة فهي تجمعك بكل ماهو مفرح بكل ماهو محزن بكل ماهو مضحك بكل ما هو مبك فلابد لنا في النهاية من مواصلة السير في ركب الحياة ومعاصرة الأيام بمرها وحلاوتها وهكذا دواليك.
حتى تقضي فينا مشيئة الله فالله سبحانه له حكمة من ذلك.
فلله الحمد من قبل ومن بعد.
منيرة عبيد التميمي حائل
|
|
|
|
|