أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 13th September,2000العدد:10212الطبعةالاولـيالاربعاء 15 ,جمادى الثانية 1421

عزيزتـي الجزيرة

رحل المعلمي وبقيت مآثره
بالأمس القريب كتبت عن الفريق الأديب يحيى بن عبدالله المعلمي عندما كرمته عاصمة الثقافة الرياض في المهرجان الوطني للتراث والثقافة لعام 1420ه وكنت أشيد في مقالي بالفريق المعلمي وبغيرته على لغة اهل الجنة لغة القرآن الكريم لغة الضاد واوضحت كيف يحوز على اعجابك من كان مثل هذا الرجل الذي حمل لواء الفصحى وسار ينافح عنها في كل الميادين حتى عندما يؤذيه منظر لحن في اللغة تحمله لافتة على قارعة الطريق وقلت حينها فمثل هذا فاقتده.
واليوم توارى الأديب الفريق في رمسه وغيبه الموت عن احبابه وأهله وتلاميذه أمثالي ممن تتلمذ على بعض كتبه ومآثره الأدبية ومن حقه علينا الوفاء له حيا وميتا ومن حق كل علمائنا وأدبائنا ومفكرينا وكل الرجال المؤثرين في مجتمعنا الوفاء والدعاء لهم أحياء وأمواتا.
غيب الردى عنا المعلمي وأغمض جفنه وهو الذي لم تفت في عضده مشاغل العسكرية او تبعات الحياة او سنوات العمر بل انكب على الأدب فمارسه قراءة وتأليفا فكتب فيه بلغته الأم العربية وكتب باللغة الانجليزية وكذلك الاوردية فحاز على الابداع الذي اوصله الى مجمع اللغة العربية بالقاهرة ليكون احد اعضائه ودون اسمه في مجمع الخالدين فكم كانت رحلة جهاده طويلة من اجل مناصرة الفصحى.
رحم الله المعلمي الذي جمع بين العسكرية والأدب وهو في ذلك يذكرني بلسان الدين الخطيب حينما سئل كيف وفقت بين الثقافة والادب والوزارة؟ فقال: لقد جعلت النهار للوزارة وجعلت الليل للأدب والثقافة.
لقد رحل المعلمي وهو العلامة المضيئة في ساحة الثقافة السعودية وصدق الشاعر:


الموت نقاد على كفه
جواهر يختار منها الجياد

ان في فقد العلماء والقادة المؤثرين في شعوبهم وبلدانهم والأدباء والمفكرين فاجعة تترك في النفس حسرة وألما، فهم القناديل التي تضيء لنا عتمة الدروب وتجلو بقلمهم ومآثرهم كل مناطق الجهل التي قد تسكن العقول.
فرحم الله المعلمي ولعل العزاء فيما خلفه من الذكر والمحامد والأبناء والكثير من الكتب التي أثرت المكتبة العربية، ولعل المهندس عبدالله بن يحيى المعلمي يدرك ان لوالده تجربة ثرية قد يكون من المفيد نشرها في كتاب يحكي لوالده سيرته الذاتية فهو علم من أعلام بلادنا.
محمد ابراهيم محمد فايع
خميس مشيط

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved