|
| القرية الالكترونية
كنت سبق وان تطرقت لبعض الجوانب من اضرار الإنترنت والتي يلزم لها التوعية بأساليب مختلفة قد تكون مباشرة وفي أحيان أخرى بأساليب غير مباشرة بل وقد يكون توفير محتوى مفيد ونافع من أهم الأساليب لتقليل خطر ومضار الانترنت والذي يقع توفيره على عاتق القطاع العام والخاص على حد سواء.
فنحن لا ننكر الجهد الذي قامت وتقوم به وسائل الإعلام المحلية من جرائد ومجلات في تغطية الانترنت وما يستجد في ساحتها وما لهذا الدور من أهمية توعوية كبرى في اضفاء المعرفة لدى الكثيرين في مجال الانترنت, ولكن تظل الوسائل المقروءة من جرائد ومجلات متسمة بالمحدودية من ناحية الدور التعليمي الذي تقوم به فكتابة عبارات عن المواقع الجديدة في الانترنت والمحبذ زيارتها أمر مشجع لمن لهم خلفية جيدة عن الانترنت بالاضافة الى كتابة مقالات عن طرق حماية جهازك من المخترقين كما تفعله الجزيرة من خلال هذه الصفحة يعد أمرا متقدما بالنسبة لمن يلزمه معرفة ماهية الإنترنت والذي يلزم الأخذ بيده والتوضيح له بشكل مباشر.
والكثير من كبار السن مثلا يسمعون بالإنترنت ويرغبون في معرفة المزيد عنها إما لحاجة في انفسهم او لغرض تقديم البيئة السليمة لابنائهم, ومنذ فترة ليست بالطويلة قام بزيارتي احد كبار السن والذي كان يسأل عن ماهية الانترنت بالطبع ان الإجابة التي كان يطمح اليها هي إجابة تحتوي على استخدامات الانترنت فذكرت له تجاوزاً وباختصار الإنترنت تقدم كل شيء فكل شيء تريده يمكنك الحصول عليه وإن كانت إجابتي تتسم بالمبالغة إلا أن هذا المسن لم يتردد في طرح رغبته في الزواج ليفاجأ بعدم ظهور أي ردة فعل لدي, فقد قمت مباشرة من جهاز مكتبي بالدخول الى احد المواقع والتي تستضيف طلبات الزواج وبادرت بسؤال هذا المسن عن طلباته في المرأة فذكر لي أنه يرغب ان تكون امرأة مسلمة عربية متزنة طويلة القامة ليس لديها اطفال ولا يمانع ان كانت مطلقة فظهرت بعض النتائج والتي تحتوي على عدد من الراغبات في الزواج وبمواصفاته التي رغب بها, وبدت الدهشة على ملامح هذا المسن فالنتائج ظهرت بسرعة مذهلة وذكرت له ليس هذا هو نهاية المطاف فيمكنك بيع وشراء حاجياتك عن طريق الإنترنت ويمكنك البحث عن الكتب واستماع الراديو، متابعة التلفاز، إجراء المكالمات الهاتفية وحتى بالإمكان مشاهدة من تقوم بالتحادث معه وكل هذه الخدمات مجانية تقريباً وبدأت معالم الدهشة تتغير لدى هذا المسن فسبب دهشته الآن هو عدم معرفته بالانترنت رغم فوائدها الكثيرة وعلق على ذلك بسبب عدم وجود برامج تلفزيونية ارشادية عن الانترنت وعن فوائدها, فلو وجدت مثل هذه البرامج التي تتفاعل مع المشاهد لتقدم الجديد في مجال الانترنت والمواقع المفيدة وكيفية الاستفادة من خدماتها لكان بها النفع الكبير, فالقيام بمثل هذا البرنامج يتسم بالحيوية والتجدد, فكثير من الأحداث والتي تتسم بالدورية مثل احداث كرة القدم والمناسبات الوطنية قد يصاحبها بناء مواقع لها عبر الانترنت وقد ينتهي الحدث أو المناسبة قبل ان يعرف العامة بالموقع وقد نرى التفاعل واضحاً لدى بعض البرامج التي تبث على بعض القنوات الفضائية العربية مثل برنامج كليك في قناة ابو ظبي بالاضافة الى برنامج مماثل في قناة الكويت واللذين لقيا رواجا كبيرا عند مستخدمي الإنترنت العرب.
ومما لا شك فيه ان وضع مثل هذه البرامج له دور فعال في بث الوعي العنكبوتي لدى العامة ومن ثم زيادة استخدام الإنترنت بشكل امثل وبناء مما سيكون له اكبر الاثر في محو وازالة كثير من الاثار السلبية عن طريق التوجيه للاستخدام الايجابي الموجه.
وفي الاسبوع القادم سيكون الحديث عن الانترنت والمدارس.
* مدير تطوير الأعمال أول نت الفيصلية
|
|
|
|
|
