| الثقافية
* القاهرة مكتب الجزيرة عثمان أنور
تواكبا مع اختيار الرياض عاصمة للثقافة العربية العام الحالي استضاف الملتقى الثقافي لسفارة خادم الحرمين الشريفين بالقاهرة الشاعر المصري الكبير محمد التهامي في أمسية شاعرية رقيقة حضرها جمع كبير من أهل الثقافة والفكر في كل من المملكة ومصر وذلك في ملتقى الثلاثاء الثقافي الذي يقام أسبوعيا تحت رعاية سفير خادم الحرمين الشريفين بالقاهرة السفير ابراهيم السعد البراهيم.
أكد سفير خادم الحرمين الشريفين في كلمته الافتتاحية للملتقى على عمق العلاقات التي تربط المملكة ومصر، هذه العلاقات التي أصبحت نموذجا يحتذى في العلاقات العربية العربية.
ورحب معالي السفير ابراهيم السعد البراهيم بالحضور وبالشاعر الكبير محمد التهامي.
وفي بداية أمسيته الشاعرية أكد الشاعر محمد التهامي على ضرورة الاعتداد بالشعر العربي لأن هذا الاعتداد هو ما يجعل الشعر باقيا فالإنجليز وضعوا شعر شكسبير في مقام التاج البريطاني ولكن ماذا فعلنا نحن في عصور تراجعنا بشعر أحمد شوقي مثلا أو أشعار شعرائنا القدامى فنحن نحتاج الى هذا الاعتداد بالشعر.
وأضاف الشاعر محمد التهامي أن الشعر العربي للاسف الشديد يشهد تراجعا كبيرا ومن الأسباب التي أدت لذلك ذلك الصراع الذي قام خطأ بين مدارس الشعر المختلفة وأثير غبار شديد حول هذا الصراع وعندما يثور الغبار تختفي الحقيقة فعلينا تنقية الأجواء الثقافية من هذا الغبار ونناقش قضايانا بحب ورغبة حقيقية في الوصول الى الحقيقة فنحن بحاجة الى الاجتهاد والتطوير.
كما أثار الشاعر قضية الشكل والمضمون في الشعر العربي وقال إن هناك من يرى أن تغير الشكل لا يضر المضمون ولا يؤثر فيه ولكن وهذه قضية تبدو منطقية في بعض المجالات الأخرى غير الشعر، ولكن في الشعر تحديدا لابد أن يعبر الشكل عن المضمون تماما وعن الفارق بين الشعر الأجنبي والشعر العربي قال التهامي إن الشعر الأجنبي قام على استلهام الأساطير مثل الالياذة والأوديسا بينما الشعر العربي نشأ وهو حياة الانسان ونشأ على أن يكون المثل الأعلى فيه انسانا عاديا يعايش الناس ويقدم لهم المثل مثل الشجاعة عند عنتره بن شداد، والكرم عن حاتم الطائي، وهؤلاء أفراد يعايشون المجتمع ويقال عنهم شعراء، فالمتلقي يجد أنه يستطيع مجاراة هذا البطل وأن يكون أفضل منه وعلى ذلك يكون الشعر عاملا مؤثرا وكيانا قائما في الحضارات ويظل معانقا لها الى الأبد، وعندما يتراجع الشعر تتراجع الحضارات وعلى هذا الاساس يجب مناقشة قضايا الشعر.
وألقى الشاعر الكبير نخبة مختارة من أشعاره وخاصة من دواوينه أغنيات لعشاق الوطن ودماء العروبة، وديوان أنا مسلم، فيما القى قصيدة بعنوان القدس أثارت الشجن والألم خاصة وأنها تأتي في ظل محاولات اسرائيل الهيمنة على المدينة المقدسة وتعثر مفاوضات السلام.
كما أهدى الشاعر احدى قصائده الى الملك الراحل فيصل بن عبدالعزيز وقصيدة مهداة الى نجل الشاعر الكبير بعنوان الى ولدي وقد اختتم بها أمسيته الشاعرية.
|
|
|
|
|