أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 13th September,2000العدد:10212الطبعةالاولـيالاربعاء 15 ,جمادى الثانية 1421

مقـالات

نهارات أخرى
خلوها تنقلع
فاطمة العتيبي
** عذراً لاستخدام هذا المصطلح العامي المتهاوي,, الممتلئ هروباً من المواجهة وأحياناً كثيرة الممتلئ يأساً من جدوى الحوار أو المعالجة!
** ولقد اقتحم هذا المصطلح المريح تركيبتنا الاجتماعية منذ زمن بعيد ففي حكايات أبي مع مستجدات الأمريكان في شركة أرامكو في السبعينيات والتصادم الاجتماعي مع خروجات القادمين إلى أن اقتحم الآخرون من الشرق بيوتنا ودخلوها ليعيشوا معنا,, ينامون بعدنا ويستيقظون قبلنا,.
وحين نكتشف أخطاءهم أو حين يفرون منا ومن نعيم بيوتنا إلى حيث الشوارع واغواءات المكاسب السريعة والبعيدة عن الأعين نجدنا مجبرين حين تأتي لحظة المواجهة من إطلاق هذا المصطلح خلوه ينقلع أو خلوها تنقلع,, .
** م,ع معلمة عادت إلى منزلها لتجد ابنها ذو الأربع سنوات بحالة بكاء وفزع وكانت الشغالة الإندونيسية تحارب لكي تلملم ارتباكها وتسكته,.
ولكن الطفل كان يشير إلى الجدار وإلى السطح وإلى رجل غريب دخل البيت و,,.
وبدلاً من التحقيق مع الخادمة واجراء عقوبة رادعة لها سعت المعلمة وزوجها إلى لملمة الموضوع وتسفيرها وكانت خلوها تنقلع هي الريشة الطائرة التي تحلق في أجوائهم وتنفض عنهم عناء المواجهة وويلات أكاذيب ربما تختلق على الأب!!
** وم,ن,, امرأة خمسينية كانت تسترخي في الصالة حين يخرج ابناؤها وبناتها إلى أعمالهم وأعمالهن وكان صوت المكنسة الكهربائية وصوت الماء في دورات المياه يطمئنها على صحة سير عمل خادمتها في التنظيف والترتيب,.
لكن صوت المكنسة ظل بلا انقطاع لمدة طويلة وصوت المياه في المغاسل القريبة هو الآخر ظل مستمراً بلا انقطاع,.
قامت المرأة مفزوعة تبحث عن الخادمة فلم تعثر على حقيبتها ولا على أشيائها وكانت قد ولت الفرار,.
قبض على الخادمة برفقة سائق الجيران وحين ذهب أكبر الأبناء لمقر الشرطة لاستلامها قيل لهم إنها لوحت باتهامات لأبناء الاسرة العريقة الملتزمة وقال لهم أحد المسؤولين هناك مالكم ومال سين وجيم خلوها تنقلع عنكم وسفروها,.
** و أ,ن قضت ثلاثة أسابيع فقط قبل أن تترك غرفتها مغلقة وحذاءها خارج غرفة الملحق لتوهم العائلة بوجودها وخبأت المفتاح في المطبخ وهربت وبعد البلاغ بيومين قبض عليها ولم تبد أي مبررات لهروبها بل وطالبت بعودتها إلى مخدوميها وقدمت اعتذارها عن الهرب,.
لكن الخوف من عواقب اختفاء اليومين جعل عبارة خلوها تنقلع هي الخيار العاقل لكنه ليس العقاب الرادع على كل حال فكل واحدة من هؤلاء لم يوقع في جواز سفرها اي اشارة او اي منع وبامكانها بعد شهر ان تعود مرة ثانية لاسرة ثانية وتكرر نفس الاخطاء طالما ان خلوها تنقلع هي الخيار الآمن الذي تتقي به الأسر المتحفظة علات المواجهة والمعالجة.
إذا كان هذا الأمر قد نجد له مبررات أحيانا أهمها التركيبة النفسية الهادئة والتعقل في معالجة الأمور الذي تتسم به الشخصية السعودية إلا أن هذا التعقل يلزم ان يتبعه منع عن تسفر لأسباب مشبوهة ومشكوك فيها من العودة مجدداً لمدة خمس سنوات على الأقل!.
عنوان الكاتبة 26659 الرياض 11496

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved