أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 13th September,2000العدد:10212الطبعةالاولـيالاربعاء 15 ,جمادى الثانية 1421

مقـالات

البوارح
التاريخ كيف نَدرُسُه؟ وكيف نُدَرِّسُه؟
د, دلال بنت مخلد الحربي
أعود بذاكرتي إلى مقال قديم نشر في مجلة علمية لا أتذكر اسمها حالياً، لكني أتذكر محتوى ذلك المقال الذي تحدث فيه كاتبه عن كيفية قراءة التاريخ وفهمه واستيعابه، وعلق على أهمية التاريخ كمادة دراسية لا بد أن يُعنى به في الجامعات عن طريق جعل قراءته بوعي وادراك عميقين.
ومن منطلق المقال السابق أُضيف أن القراءة الواعية للتاريخ لا تتأتى الا عن طريق توفير المناخ الجيد لتلك القراءة، ثم شعور من يقرأ بأهمية ما يقرأ كي يتسنى له نقل هذا الشعور بالأهمية لمن يرغب في إيصال إي معلومة للآخرين، وأنا هنا أشير إلى تدريس التاريخ كما هو قائم في كثير من الأقسام المعنية به، حيث يواجه بسلبيات عديدة على رأسها السردية، وعدم التجديد، وضعف الوسائل، وازدحام الفصول بالطلاب، والنظر إليه كمادة هامشية سواء من الملقي أو المتلقي.
إن الارتقاء بشأن هذه المادة وإعطاءها حقها كمادة كاشفة مبصرة هو تهيئة المناخ المناسب لهذا الموضوع، بتوفير الأدوات المساندة التعليمية من مثل الخرائط، وأجهزة عرض الوثائق، وقراءة المخطوطات والقيام برحلات ميدانية لربط الجانب النظري بالجانب المرئي الملموس من أجل تعميق المادة العلمية من جانب، والتعرف عن قرب على مادة الحدث سواء كانت مباني، أو معدات، أو آثاراً أيّاً كان نوعها، والتقليل من سرديات الأحداث التي يكتفى فيها بطرح الحادثة والتاريخ، والانتقال الى العبرة، وإلى الناتج والتغلغل في باطن الحدث وربطه بالأحداث الأخرى اجتماعياً، واقتصادياً، ودينياً.
وهناك عاملٌ مهمٌّ يغفله البعض وهو إعداد الطلاب في كل فصل دراسي، فالعملية التعليمية وحتى التربوية لا تتحقق الا عن طريق التفاعل بين المدرس والطالب، هذا التفاعل الذي يكون عن طريق النقاش والحوار والمتابعة الذي يوفر جواً من العلاقة التعليمية المباشرة بين المدرس والطالب تؤدي الى تفتيق الأذهان وإثارة الأفكار وطلب المزيد من المعرفة في الموضوع المطروح.
والمؤسف أن هناك فئة أساءت لتدريس التاريخ قبل أن تسيء إلى نفسها، فهي تعدُّه مادة تدرس على أي شكل كان، دون اهتمام بتوفير الأدوات التعليمية المساندة، أو تحديد أعداد الطلاب، وتعدُّه أيضاً مادة حفظ حيث يكتفي المدرس عند دخوله بسرد معلوماته بشكل تتابعي، ينظر خلالها إلى ساعته والتي ما إن تقع عيناه على مؤشرها الذي ينبئ بنهاية الوقت حتى يدير ظهره للجميع ويخرج، غير عابئ بما خلفه من أثر، أو بما قدمه من مادة، ودون أن يسأل نفسه:
هل أفاد من أمامه؟,, وهل شحذ أذهانهم، وأثار تساؤلات في عقولهم؟
أم أن كل ما قاله سوف يذهب مع الريح ساعة خروجه!!!!

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved