أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 13th September,2000العدد:10212الطبعةالاولـيالاربعاء 15 ,جمادى الثانية 1421

مقـالات

رؤى وآفاق
الصحة والتعليم
د, عبدالعزيز بن محمد الفيصل
لقد اتجهت الدولة بعد سنوات التأسيس وتثبيت الأمن إلى مكافحة الجهل والفقر والمرض، وقد كان اكتشاف النفط عاملاً مهما في الارتقاء بمعيشة المواطن السعودي، أما الجهل والمرض فقد أنشأت لهما الدولة وزارتين هما وزارة الصحة ووزارة المعارف، وهما من الوزارات الأُول في أجهزة الدولة، وبما ان الصحة مقدمة على غيرها فقد صرفت الدولة على الصحة العامة للمواطنين والمقيمين والحجاج والمعتمرين مبالغ طائلة ولا زالت تصرف الكثير من الأموال، حماية لصحة المواطن والمقيم على أرض المملكة، ويأتي التعليم بعد الصحة، فقد توسعت وزارة المعارف في افتتاح المدارس، وعم التعليم للطلاب كثيرا من مدن المملكة وقراها، ثم انشئت الرئاسة العامة لمدارس البنات منذ اربعين عاما فأنشئت مدارس البنات في المدن والقرى، وأغدقت الدولة على تعليم الفتاة الأموال الكثيرة، بدليل لحاق تعليم الفتاة بتعليم الأبناء، وذلك يظهر من خلال الاحصاء، فالطلاب في المملكة يبلغ تعدادهم المليونين والطالبات في المملكة يبلغ تعدادهن المليونين أيضا، وقد اهتمت وزارة المعارف بتهيئة المدارس صحيا بجانب اهتمامها بتهيئتها علميا فحرصت على بناء المدرسة بما يوافق متطلبات التعليم وصحة الطالب، وقللت من المباني المستأجرة، ولذلك تقدمت وزارة المعارف على الرئاسة العامة لتعليم البنات في مجال الصحة المدرسية؛ فمدارس البنات لازالت تستعمل الطباشير في الكتابة على السبورة، وقد اختفت سبورة الطباشير من مدارس الأبناء منذ زمن، فإذا كان مصدر التموين لوزارة المعارف وللرئاسة العامة لتعليم البنات واحداً فكيف تتخلف الرئاسة عن الوزارة في هذا المجال، أهو استهانة بصحة بناتنا!! إن صحة بناتنا ليست بأرخص من صحة أبنائنا, لقد اتصل بي عدد غير قليل من أرباب الاسر يطلبون مني الكتابة في شأن الطباشير ومضاره وبما أنه مادة الكتابة على السبورة في مدارس البنات: الثانوية والمتوسطة والابتدائية فلابد من استبداله بغيره في أقرب وقت, إن طالبات الصف الأول في كل قاعة تتلقى أعينهن وأفواههن فتات الطباشير وغباره في كل حصة, لقد اشار معالي الرئيس العام لتعليم البنات في كلمته الضافية بمناسبة بدء العام الدراسي أن مدارس البنات تستقبل أكثر من مليوني طالبة في هذا العام، فإذا كان الامر كذلك بحسب احصائية الرئاسة، فكم عدد الطالبات المتضررات من الطباشير؟! إن أمراض الحساسية لها مسببات كثيرة، والطباشير واحد منها، فالاستمرار في استعماله إصرار على البحث عن مرض الحساسية الذي تعاني منه مستشفياتنا قبل معاناة ارباب الاسر، وإذا كنا سنلقي عبء العلاج على الوحدة الصحية ومستشفيات ومستوصفات وزارة الصحة، فإن عملنا فيه شيء من الشطط فالوقاية خير من العلاج.
ان من يقف على مستشفى الأطفال في السليمانية في مدينة الرياض، وينظر إلى الطوابير على بخار الأكسجين على مدار الأربع والعشرين ساعة ليعلم علم اليقين أن مرض الحساسية من الأمراض المنتشرة, فإذا كنا نفكر في ازالة أشجار تعم حدائق وشوارع مدن المملكة بسبب الاتهام بالحساسية فكيف نصبر على تلقي بناتنا لغبار الطباشير في كل يوم ان من مسببات الحساسية امورا خارجة عن ارادتنا مثل الرياح المحملة بالغبار، فنحن نعيش في بيئة صحراوية قليلة المطر وكثيرة الغبار، ولكن علاج تقلبات الجو ليس في ايدينا، وإنما نعالج ما أتيح علاجه، وما يمكن أن يؤخذ بغيره، أما بعيد المنال أو المستحيل فلا طاقة لنا به.
إنني أضم صوتي إلى أصوات الاخوة الذين اتصلوا بي، بأن يستبدل الطباشير بالأقلام التي لا تؤثر على الصحة، وأن تستبدل السبورات بسبورات تتقبل كتابة تلك الاقلام كما هو الجاري في مدارس الأبناء.
إن ولاة الامر يجعلون صحة المواطن في مقدمة اهتماماتهم، وصحة النشء والطلاب في اولويات ما يهتمون به، فاذا كانت المخصصات المالية لا تفي بما تحتاج إليه المدارس فمهمة مسؤولي الرئاسة الرفع لولاة الامر في هذا الشأن وغيره , سدد الله الخطى إلى ما فيه صالح أبنائنا وبناتنا.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved