الذي يقرأ عن الحملة الأمنية ويحس بمدى اهتمام المسؤولين بإيجابياتها يتصور أننا سنقلب الثوب,, أو قل إننا سنعيد لبس الثوب صحيحا بعد أن كنا قد لبسناه دهرا مقلوبا,, قبل قلب هذا الثوب لوضعه الطبيعي لابد من قلب العقول,, لابد من بنائها,, حتى التعليم الذي مر عليه دهر طويل ينتشر في بلادنا لم ينفض عن العقول ما علق بها من استمراءات,, للفوضى وعدم احترام النظام وكيف تريدون أن يكون ذلك, وفي كل عام نرى النتائج النهائية ما بين متوسط ومتدنٍ وقليل المرتفع,, مشكلتنا أننا نخادع أنفسنا كثيراً,, نكثر من المدح الإعلامي لما ننتج وما نعمل والحقيقة لا يرقى إليها ما نقوله,, وهو ليس عيباً أو ضرراً أن نتدارك الخطأ, لكن العيب حقاً أن نصر على هذا الخطأ ونغضب إذا ما قلنا الحقيقة,, نحن نشترك جميعاً في تردي الأوضاع المرورية أولاً أما ما يسمى بالوضع الأمني فإن ما يقع ما هو إلا تصرفات شخصية يفوتها في اللحظة رجاحة العقل.
هذا إلى جانب الزخم الأجنبي الذي يكاد يصبغ مجتمعنا في تصرفاته بصبغته التي استوردها معه وجناها في مجتمعاته المنفلتة, نحن من ناحية الأمن,, في نعمة قياساً بالدول الأخرى,, لكن الذي لسنا فيه بنعمة هو ما يسمى بالمرور,, وما يسمى بالأنظمة الحكومية, وضعف الضعيف من انجاز معاملته,, وطيران معاملة ذي الواسطة والمتميز أشد من صاروخ ينطلق من غواصة تحت الماء,, نريد أن نكون صرحاء إذا كنا نريد أن تنجح الحملة الأمنية دعونا نسميها حملة التغيير التعاملي,, يجب أن نحترم العمل الذي وكل إلينا ويجب أن نحترم النظام الذي تقره الدولة ويجب أن نشعر الآخرين بأننا مسلمون والإسلام دعا إلى الوسطية في الأمور,, فأين الوسطية في الأنظمة ذات العلاقة بالناس في بلادنا, وقبلاً أين اللوحات الارشادية التي يجب أن تسبق الحملة المرورية عند المنعطفات وعند الإشارات وأمام البنايات,, اعلموا يا سادة ان الابتسامة التي تدعون إليها بين رجل المرور والمواطن لا تباع في السوق,, أنها هبة الخالق,, لكن يجب تدريسها,, تصوروا تدريس الابتسامة وغرسها كنبتة جديدة تكون من شروط الانتماء العسكري المنظم لحياة الوطن.
|