| العالم اليوم
خرج الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات غاضباً بعد بدء اجتماع له في الاسبوع الماضي في نيويورك مع وزيرة الخارجية الامريكية مادلين اولبرايت، بعد أن أصرّت الوزيرة الامريكية على تسمية المسجد الاقصى بـ جبل الهيكل وهي التسمية الاسرائيلية للمسجد الأقصى التي يسعى اليهود من خلالها الى تغييب المسجد وهدمه لإقامة هيكلهم المزعوم، وقد طلبه أبو عمار من الوزيرة الامريكية المنصب، اليهودية الديانة أن تستخدم التسمية الفلسطينية والاسلامية للمسجد الاقصى القائم فعلاً تلك التسمية التي تتطابق مع الواقع، وليس مع المزاعم والروايات التاريخية التي لا تستند الى أسس علمية، إذ حتى المؤرخون وأخصائيو علم الآثار الاسرائيليون يشككون في صحة وجود ما يسمى بالهيكل، إلا أن الوزيرة الامريكية التي اكتشفت أصولها اليهودية بعد تسلُّمها منصب وزارة الخارجية الأمريكية، أصرّت على التسمية اليهودية، لأنها تعرف ماذا تريد من وراء الاصرار على هذه التسمية، فأولبرايت لا يمكن أن تنفصل عن انتمائها الديني شأنها شأن كل يهودي، ويخطىء الرئيس عرفات وكل انسان مسلم إذا حسب أنه يستطيع ان يغير مفاهيم أو أن يحد من مؤامرات اليهود ومن يسندهم، والقرآن الكريم نبهنا عن هذه الحقيقة، إذ يقول الحق سبحانه مخاطباً رسول الانسانية ومبلغ نور الهداية للبشرية في سورة البقرة الآية 120، ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم,, صدق الله العظيم.
وأبو عمار يعرف اكثر مني ومن أي شخص آخر كم هو حجم الضغوط، وكم هي حالات الاستفزاز,, بل وحتى التهديدات التي يتعرض لها وزملاؤه المفاوضون الفلسطينيون لكي يتّبعوا ملّة اليهود ومن يتبنون معتقداتهم التي لا تستند إلى أيِّ أسس عملية ومنطقية.
واتباع الملّة هنا ليس هو اعتناق الديانة اليهودية، بل اتباع خرافات اتباعها الذين زوّروا توراتهم منذ القدم لتخدم اطماع بني اسرائيل.
هذه الخرافات التي هي الأساس الذي تنتهجه اسرائيل في كل سياساتها الخارجية وفي تعاملها مع الفلسطينيين، وقد تبنت أمريكا هذه السياسات بكل اطرها التوراتية، والادارة الأمريكية الحالية التي زاد في تشكيلتها المستشارون والوزراء الامريكيون من أصل يهودي على كل ما شهدناه في الماضي، ليست فقط منحازة للاسلوب التوراتي للسياسة الاسرائيلية، بل تعمل من خلال توجهاتها، ولقد فرضت ظروف السياسة الدولية وطغيان القرار الامريكي هذه السياسة، على القيادة الفلسطينية، وهي التعامل مع مثل هذه الادارة التي تمثل الوجه الآخر للعملة الاسرائيلية، التي تحمل في هذا العقد وجهين: الاول لباراك والآخر لكلينتون وعليه فإن إصرار أولبرايت على استخدام المصطلحات الاسرائيلية ليس غريباً، ولكن الغريب هو ألا نواجه مثل هذه الافعال بنفس الإصرار والقوة كالذي فعله أبو عمار الذي كُتب عليه أن يواجه كل هذه الافعال,, فهذا قدره,, مثل غيره من المجاهدين الذين واجهوا قدرهم بكل شجاعة فحفظ لهم التاريخ مواقفهم.
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني Jaser @ Al-jazirah.com
|
|
|
|
|