| العالم اليوم
* الامم المتحدة ميجان جولدين رويترز
اعرب الرئيس الامريكي بيل كلينتون عن احباطه بسبب عجزه عن كسر الجمود في محادثات السلام في الشرق الاوسط فيما دعا مسؤولون اسرائيليون الفلسطينيين لتقديم تنازلات قبل فوات الاوان.
وسمع مصورون الرئيس الامريكي وهو يقول لرئيس وزراء ايرلندا بيرتي اهيرن خلال مصافحته له في الامم المتحدة موضوع الشرق الاوسط يدفع للجنون .
وكان الرئيس الامريكي الذي توسط في محادثات السلام يأمل ان يتوج فترة رئاسته الثانية والاخيرة بابرام معاهدة سلام تاريخية بين اسرائيل والفلسطينيين.
ولكن الفرصة التي قد تكون الاخيرة له لكسر الجمود بين الجانبين اخفقت في الوصول الى نتائج فلم تؤد اجتماعاته المنفصلة مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الى تجاوز العقبات التي تحول دون الوصول لاتفاق.
وقد نسبت جريدة النيويورك تايمس الى رسميين امريكيين قولهم ان المساعي اليائسة وغير المثمرة التي اضطلع بها الرئيس الاميركي بيل كلينتون خلال قمة الالفية في نيويورك لتقريب وجهات النظر بين الفلسطينيين والاسرائيليين قد زادت من عمق مخاوفه الخافية بأن تأمين اتفاق سلام كامل خلال ولايته سيكون بعيد المنال.
وعلى الرغم من تأكيدات الرسميين الامريكيين بأن كلينتون لم يتخل كليا عن مساعيه السلمية فانهم اوضحوا في الوقت نفسه ان الرئيس كلينتون قد استسلم للحقيقة وهي ان الزخم السياسي الذي كان يسود قمة كامب ديفيد قد بات اليوم منعدما تماما.
ونسبت جريدة النيويورك تايمس الى الرسميين الامريكيين قولهم ان الادارة الامريكية تحمل مجددا الرئيس عرفات مسئولية فشل المساعي الامريكية الجديدة في اعقاب رفضه اعادة النظر في انصاف الحلول الاسرائيلية والامريكية المتصلة بمستقبل القدس ورفضه استخدام تلك الحلول الاستسلامية كقاعدة او نقطة انطلاق لقمة سلام جديدة تعقد في كامب ديفيد.
وكشفت الجريدة ايضا ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك قد ابلغ قادة المنظمات الصهيونية في محادثات سرية عقدها معهم في وقت سابق من هذا الاسبوع بأنه غير راغب وغير قادر على تقديم المزيد من التنازلات السياسية بشأن مستقبل القدس وان فرص التوصل الى اتفاق سلام مع الفلسطينيين في وقت قريب باتت اقل من 50 بالمائة.
ومن جهة اخرى فقد اكدت مصادر فلسطينية هنا ان اخفاق مساعي السلام الامريكية يعود ايضا الى سبب آخر وهو انهيار ثقة القيادة الفلسطينية بالادارة الامريكية ومصداقيتها كوسيط وراع نزيه ومحايد لعملية السلام بسبب دعمها لمعظم المواقف الاسرائيلية بشأن القدس وتصريحات الرئيس كلينتون الاخيرة المثيرة للجدل والتي نقل فيها رغبته الجانحة في نقل السفارة الامريكية الى القدس.
وكان مسؤولون اسرائيليون وفلسطينيون يأملون ان تؤدي المحادثات مع كلينتون الى تسهيل عقد قمة سلام جديدة او على الاقل عقد اجتماع بين باراك وعرفات.
ولكن لم يكن هناك حتى اجتماع بين الزعيمين, وكانت اقرب مسافة بين عرفات وباراك عندما وقفا في صف واحد لالتقاط صورة جماعية لزعماء العالم المشاركين في قمة الالفية للامم المتحدة.
وقال معاونو عرفات انه وصل الى غزة حيث حضر اجتماعا للمجلس المركزي الفلسطيني الذي سيقرر موعد اعلان دولة فلسطينية ان لم يتم الوفاء بموعد 13 سبتمبر ايلول المحدد للتوصل الى معاهدة سلام نهائية.
وقال مسؤول اسرائيلي بارز ان باراك سيواصل محاولة الوصول لانفراجة في محادثاته مع وزير الخارجية المصري عمرو موسى ومبعوث الولايات المتحدة للشرق الاوسط دينيس روس في نيويورك في مطلع الاسبوع.
وقل معاونو باراك ومسؤولون يابانيون ان الزعيم الاسرائيلي قال لرئيس الوزراء الياباني يوشيرو موري خلال اجتماع يوم الجمعة ان فرص الوصول لاتفاق سلام هي 50 في المئة.
ونسب مسؤول ياباني الى باراك قوله لموري اقدمت على مخاطرة سياسية كبيرة في عملية السلام امل ان تكون لدى عرفات القدرة لاتخاذ الخطوة .
وقال مسؤولون فلسطينيون في الوفد المرافق لعرفات ان المفاوضات على مستوى متدن ستستأنف قريبا ولكن مسؤولين اسرائيليين قالوا انه لم يستكمل اي شيء بعد.
ونادرا ما اسفرت المحادثات على مستوى متدن في الشرق الاوسط عن شيء ومازال الخلاف قائما بشأن القدس.
وحذر الوزير الاسرائيلي ميخائيل مالشيور الذي يرافق باراك من ان عرفات قد لا يجد اسرائيل في المستقبل بنفس المرونة التي عليها باراك في مواضيع القدس واللاجئين والمستوطنات اليهودية والحدود.
وقال مالشيور لرويترز لقد وصلنا الى مدى ابعد بكثير مما فعلته اي حكومة اسرائيلية في السابق ومما قد تفعله اي حكومة اسرائيلية في المستقبل,, نحن بحاجة الى شريك .
وقال داني ياتوم مستشار باراك الامني في تصريحات لراديو اسرائيل من نيويورك ان باراك سيستمر يطرق كل باب للتوصل الى اتفاق لكنه اضاف لسنا متفائلين .
وقال باراك للصحفيين ان من الضروري ان تفضي محادثات السلام الى اتفاق خلال الشهر القادم لأن التطورات السياسية في كل من الولايات المتحدة واسرائيل يمكن ان تؤدي الى تعليق المفاوضات لشهور.
وتعتبر الانتخابات الامريكية في نوفمبر تشرين الثاني واستئناف متاعب باراك السياسية عندما يعود البرلمان الاسرائيلي الى الانعقاد في دورة الشتاء خلال اكتوبر تشرين الاول ويستأنف جهوده لاسقاط حكومة الاقلية برئاسة باراك اكبر القيود الزمنية على محادثات السلام.
وقال باراك امس الاول ان الامر يرجع الى عرفات في الموافقة على بحث اقتراحات تتسم بالطموح قدمها كلينتون في كامب ديفيد بشأن القدس واللاجئين الفلسطينيين والحدود والمستوطنات اليهودية في الضفة الغربية وقطاع غزة.
واضاف انه لايمكن لاي زعيم اسرائيلي القبول بالسيادة الفلسطينية على جبل الهيكل الذي يضم المسجد الاقصى ومسجد قبة الصخرة وحائط البراق او المبكى,لكن عرفات قال في وقت لاحق لشبكة (سي,ان,ان) التلفزيونية الامريكية ان القبول بتقاسم السيادة على المسجدين سيكون خيانة للعرب والمسلمين.
|
|
|
|
|