| الريـاضيـة
بداية لابد من الإشارة إلى ان العنوان (هذا الهلال ما ضميره؟),, مستوحى من كتاب للراحل عبدالله القصيمي (هذا الكون,, ما ضميره,؟!)، وبغض النظر عن المضامين واختلافها,, لكنه عنوان رأيت امكانية استعارته,, إذ أن ما يدور في نادي الهلال,, وحول نادي الهلال خصوصاً في هذه الفترة يطرح مثل هذا التساؤل,, وعن (السر الغريب),, والضمير المستتر,,؟! الذي يطرح العديد من التساؤلات.
ثلاثة احداث متتالية مرت بالهلال,, وبعضها مازال,, كان ومازال وسيظل لها أثرها الكبير على الهلال حاضراً ومستقبلاً,, ما لم يتم التعامل معها,, أو تحديداً مع نتائجها كأمر واقع,, تفرضه سنن الكون,, واللوائح والنظم التي يجب ان يخضع لها النادي,,، ومن ثم معالجة الأمر بما يؤدي إلى تجاوز هذه الظروف.
هذه الأحداث الثلاثة هي:
رئاسة النادي,, احتراف سامي الجابر،,, وإيقاف خميس العويران.
أولاً: رئاسة الهلال:
لم يمر الهلال بفراغ اداري (بدون رئيس رسمي),, طيلة العقود الثلاثة الأخيرة,, مثلما هو حاصل الآن,.
فغياب مثل هذا الرئيس,, اعاق,, ويعيق الكثير من الأمور التي تحتاج إلى حسم,, واتخاذ قرار جريء أو سريع,, والتعامل مع بعض الاحداث، والرئيس المكلف مهما كانت قدراته,, واخلاصه,, إلا انه (يظل مكلفاً) لا يملك البت في كثير من المواضيع,.
موضوع سامي الجابر,, واحترافه,,، اللاعبون الاجانب,, وغيرها من المواضيع,, كلها تأثرت بغياب القرار نتيجة غياب الرئيس,.
وغياب الرئيس جعل النادي عرضة للمزايدة من البعض,, وبحث عن الذات من البعض الآخر.
اصبح هناك من ينظر,, ويخطط,, ويضع برامجه وماذا سيفعل,, وماهي خططه المستقبلية بالنسبة للهلال ويتحدث وكأن اعتماده من الجهات المسئولة كرئيس للنادي قد تمت المصادقة عليه,, وهو مازال تحت الترشيح من البعض,, ان لم يكن فقط من وسائل الاعلام.
وحتى الاعلام خصوصا الصحافة,, وجد في هذا الفراغ فرصة لترويج بضاعته ,.
لا اريد الحديث عن موضوع الرئاسة الهلالية، فقد تطرقت لذلك بتوسع قبل عدة اسابيع وفي هذا المكان تحت عنوان اتفق الهلاليون على الا يتفقوا مقارناً بين مجلس اعضاء الشرف في النادي ومجلس الجامعة العربية,, ومقولة ذلك الزعيم العربي الكبير الراحل (اتفق العرب على الا يتفقوا),, ومقولته,, اذا اردت لموضوع ان يموت فشكِّل له لجنة),.
لكنني اطرح تساؤلاً هاماً,.
هل من المعقول ألا يوجد في جميع الاسماء المطروحة وغير المطروحة من الهلاليين من هو مؤهل لرئاسة النادي,,؟!
ام انه موجود,, ولكن ثمة عوائق تحول دون وصوله لكرسي الرئاسة,,؟!
ثانياً,, سامي الجابر والاحتراف:
احتراف سامي الجابر في فريق وولفر هامبتون الانجليزي,, ما كان ليأخذ هذا الحجم,, وهذه الابعاد,, التي لا يدرك بعضها او كثيرا منها الهلاليون انفسهم,, او بعضهم على الاقل لو كان هناك قرار واضح ومحدد في النادي,, او كان هناك رجل قرار,!
لماذا لايحترف سامي الجابر في ناد آخر,, ناهيك عن كونه اجنبيا,, ومن دولة مثل انجلترا؟!
دعونا نطرح التساؤل ببراءة,, مجرداً من كل العواطف,,!
ودعونا ايضا نستخلص اجابته مجردة هي الأخرى من الشوائب,, ومن مصدرين.
اللوائح والأنظمة.
حقوق الأطراف الثلاثة.
وفي الأولى,, فنحن في زمن الاحتراف,, ومن حق سامي,, وغيره ان ينتقل لاي ناد سواء كان داخليا او خارجيا,, طالما ان ذلك يدور في اطار الانظمة,, واللوائح,, وهذا ما تم بالفعل.
وفي الثانية ايضا,, خاصة حق الهلال,, الذي تمت الموافقة على كافة شروطه وطلباته,, بدءاً من مشاركة سامي في مباراة الذهاب امام الكرامة السوري والتي بدأ بعدها المسلسل,, فقد مضى على تلك المباراة أكثر من اسبوعين,, ومروراً برفع الأوراق لسمو الرئيس العام,, والترجمة,, والكارت الأصفر,, والاستفسارات من النادي الانجليزي,,, و,,, الخ حتى ان امانة اتحاد الكرة (اشتكت) من عدم تجاوب مسئولي الهلال وتواجدهم للرد,, كما اشتكى النادي الانجليزي من قبل.
لا اريد ان اتهم ادارة الهلال,, او لجنة الاحتراف فيه,, بعدم الفهم والوضوح,, لكننا إذا اردنا ان نأخذ الموضوع بحسن النية,, وهو حرصهم على مصلحة النادي فإن وجود صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن طلال كمهندس للصفقة هو ابلغ رد على هذه النقطة.
ف (خالد بن طلال) مع الاحتفاظ له بكل الالقاب ليس سمساراً معتمدا من الفيفا,, ولا يملك مكتباً لانتقالات اللاعبين,, لكي نقول انه يبحث عن مصلحة شخصية من وراء الصفقة.
و(خالد بن طلال) زاده الله من فضله غني بنفسه اولاً,, ثم بماله,, مما يجعله في منأى عن التفكير في مردود ذاتي.
و(خالد بن طلال) قال وبصريح العبارة,, والهلاليون يعرفون انه إذا قال فعل: انه مستعد لتغطية الفرق لمصلحة الهلال,, وبما يريد الهلال.
و(خالد بن طلال),, معروف بحبه للهلال,.
كل هذه الأمور,, تكفي,, وان كان احدها كافياً للدلالة على حرص سموه على تغليب مصلحة الهلال ومصلحة سامي,, او على الأقل عدم الاضرار بمصالحهما,.
ثم,.
ماذا لو رفض الهلال احتراف سامي الجابر؟!
لن اجيب على هذا السؤال لكنني اكتفي بصوت العقل الذي صدر من مدير الكرة فهد المصيبيح ثم من مدرب الفريق بيلاتشي.
انه لو بقي سامي في الهلال فلن يفيده لانه,, قد اتخذ القرار .
وحتى لو سلمنا بان سامي سيفيد الهلال,, فلماذا يظل تفكيرنا محصوراً في مصلحة آنية للهلال,؟! ولا نسعى لتوسيع مساحة التفكير هذه لتشكل افاقاً اوسع للاعب نفسه,, وللكرة السعودية والهلال ايضا,, على الاصعدة الفنية والاعلامية,, وغيرها,, خصوصا ان سامي يعيش الان في قمة مرحلة النضج العقلي والكروي.
والذين حاولوا التقليل من اهمية هذه الصفقة على اعتبار ان النادي الانجليزي ليس من الدرجة الممتازة,, لم نر لهم رأيا مشابها عند احتراف فؤاد أنور في الصين,!
وحتى لا اقع في المحظور,, اشير الى أنني أقدر فؤاد كلاعب وكتاريخ,, وكتبت عن احترافه في الصين مثمناً تلك الخطوة,, لكنني اسأل هؤلاء,, وغيرهم.
ايهما افضل,, واكثر مردوداً ايجابياً على اللاعب نفسه,, وعلى الكرة السعودية من ناحية فنية,, واعلامية.
الاحتراف في ناد اوروبي بهذه الدرجة وخصوصا في انجلترا,, ام الاحتراف في ناد آسيوي,, وان كان من شرق القارة,, مهما كانت درجته,,؟!
ثالثاً: إيقاف خميس العويران:
هل كان خميس العويران بحاجة لصفعة وعفوا لهذا التعبير ولقرار رادع من هذا النوع لكي يفيق من سباته,؟!
خميس الذي لم يجف بعد حبر قرار ايقافه في نفس الفترة (تقريبا) من العام الماضي قبل المشاركة في كأس القارات بالمكسيك بسبب تصرفات لا مسئولة,!
خميس,, كرر الخطأ,, وبصورة اكثر إيلاماً واستهتاراً,, ولهذا كان مثل هذا القرار اقل عقوبة يمكن ان تصدر بحقه,, لانها الأعلى في سلم العقوبات.
وهذه المرة لم يسىء لسمعته فقط,, بل لبلده ولمجتمعه,, وللاسرة الرياضية,, وأود ان اشير هنا إلى نقطتين:
الأولى:
ان يكون هذا درساً بليغاً وحقيقيا لكل لاعب أو اداري كل حسب موقعه وحجم الخطأ الذي يمكن ان يرتكبه,, وبداية لتصحيح مسار كثير من الاخطاء.
الثانية:
اتمنى ان قراراً كهذا,, أو غيره من قرارات تصدر بحق لاعبين او اداريين,, تجاوزوا في تصرفاتهم حدودهم الى المساس بحرية وممتلكات الآخرين,, او الوطن,, أقول,, اتمنى لو اضيفت له عبارة (وان هذا القرار لايشمله اي عفو شامل قد يصدر مستقبلاً بحق الموقوفين لأي سبب كان),,, إذ اننا ندرك ان هناك مكرمة من سمو الرئيس العام في بعض المناسبات بالعفو الشامل عن جميع الموقوفين واعتقد ان ثمة تصرفات لا تستحق ان يشملها العفو,, بناء على حجمها ونوعها,,!
** بقي نقطتان اخريان لابد من الاشارة اليهما:
الاولى:
اين ادارة الفريق المرافقة من هذه التصرفات ولماذا لم تتدخل لاحتواء الموقف قبل تفجره,, او وهذا هو المهم,, لدرء وقوعه من البداية,؟!
الثانية:
وإن قسونا على خميس,, ونال جزاءه لكن ماذا عن حقوقه المادية,؟!
اليس لاعباً محترفاً,؟! متفرغاً للكرة,؟!
ماذا لو كان موظفاً في شركة,, وتم فصله لأي سبب الا تتم تصفية حقوقه؟!
هل له حقوق من الاحتراف,؟!
ام ماذا,؟!
والله من وراء القصد.
raseel @ La. com. |
|
|