عزيزتي الجزيرة:
ان حقيقة العيش ان تعيش لهدف,, وتعمل من اجل تحقيق امل تسعد به نفسك, وتسعد به غيرك, وتضيف شيئا مرغوباً او مطلوبا او محبوبا ينفع الجميع او على الاقل ينفع القليل، المهم ان تكون عضوا نافعا وتمتلك الامال والافكار الجميلة النافعة وان تكون حياتك مقنعة بالنسبة لك أولا ثم لمن يهمه وجودك,, وجودك الذي يجب ان يكون له جدوى,, بأن تكون عنصر خير حيثما حللت وأينما اتجهت, وان لا تكون فقيراً ومعدما من الآمال الباسمة والافكار النيرة النافعة المفيدة.
والمجال واسع ومفتوح لكل من أدرك هدف وجوده ولكل من قدر نفسه وعرف قدرته وقيمته, باستطاعة الكثيرين ان يكونوا اغنياء في قناعتهم وفي وعيهم وفي نفوسهم الخيرة الراشدة المرشدة، التي يحدوها الأمل ويدفعها حب الخير إلى العطاء والبذل وليس شرطا ان يكون هذا الكرم ماديا بل الكرم المعنوي في بعض الحالات يتفوق على المادة ويكون اثمن وأجمل وأهم, ثم ان العيش الذي يعيشه البعض مهما كان غدقا كثيرا موفورا, فإنه لا يكفي إذا كانت النفس غير قانعة, ولا تفهم كيف تعيش ولماذا؟ والنفس هنا تكون من النفوس المسعورة,, الموهومة,, المبلبلة,, وهي تحيا وتعيش لهدف واحد هو تجميع الثروات وتكديس الاموال بدون ان تستفيد منها,, لانها مجرد ساعية لهذه الاموال وحارسة لها.
نسأل الله العافية وان نكون من اصحاب الطموح المشروع والقناعة الواعية.
وقفة : قال الشاعر:
العيش لا عيش إلا ما قنعت به قد يكثر المال والانسان مفتقر |
محمد بن إبراهيم بن هزاع الهزاع عنيزة
|