| عزيزتـي الجزيرة
يقول الله تعالى ولا يحيطون بشيء من علمه الا بما شاء وسع كرسيه السموات والأرض ولا يؤوده حفظهما وهو العلي العظيم وقوله تعالى:وما تشاؤون الا ان يشاء الله وهل يخرج شيء من مشيئته سبحانه وتعالى، وكل اكتشافاتنا ومخترعاتنا ونظرياتنا وهذه التكنولوجيا المتقدمة وضع الله سبحانه نواميسها قبل أن نخلق، ولم نزد نحن سوى أن بحثنا واهتدينا بهدايته الى بعض من عمله ولا يزال أمامنا الكثير لنتعلمه, طالعتنا الصحف في الاشهر القليلة الماضية بأنه تم التوصل الى اكتشاف 97% من الصفات الوراثية التي يحملها الجين البشري، وبدقة تصل الى 99,9%,هذا المشروع العملاق الذي اشتركت فيه ست دول واستخدم فيه اقوى الحاسبات الآلية المعروفة لرسم تلك الخريطة التي تحتوي على 3,2 مليارات من المعلومات تشكل محصلة الصفات البشرية، بمشاركة 1100 عالم احياء ومتخصص في الكمبيوتر وفني في 16 معملا جامعيا بتمويل من الولايات المتحدة ومؤسسة ويلكم تراست البريطانية وقد شبه العالم اريك لاندر من معهد mit وايتهد هذا العمل باكتشاف الجدول الدوري في الفيزياء.
ويتوقع لهذا المشروع انه سيكون درعا واقيا للانسان من الامراض المستعصية وعن طريقه سيتم معالجة أعتى الامراض الوراثية والفيروسية، وسوف يتم تأخير الشيخوخة وزيادة عمر الانسان بإذن الله.
وهذا يذكرنا ببعض الاحداث عندما كان عام 2000م على وشك البداية فقد تخوف الناس من أن تكون تلك النهاية، وقد تنبأ العرافون بأن نهاية العالم قبل عام 2000م أي في عام 1999م وفي الشهر السابع بالتحديد وقامت بعض الجمعيات بالاستعداد للموت وتوقع البعض الآخر معركة هيرمجيدون النهائية والتي سينتصر فيها الحق,, وما الى ذلك!!!
ولكن الامر بالنسبة للجينوم البشري مختلف ، فهنا التنبؤات ستكون على أساس علمي وهذا مكمن الخطورة، ففي غضون السنوات الثلاث القادمة سيتم اكتشاف النسبة الباقية والتي تشكل 3% من خارطة الجينوم هذا اذا لم تكن قد اكتشفت بالفعل، ثم يبدأ الكمبيوتر بتولي الباقي، حيث يقوم بحصر هذه الصفات ويضعها في متناول الاطباء منظمة وجاهزة للعمل ويبدأ الكمبيوتر بالتعامل المباشر مع المختبر ليكمل البقية من زرع الصفات المرغوبة بشكل مباشر لا تتدخل يد الانسان فيها أو يكون تدخلها محدودا، ونزع الصفات غير المرغوبة.
فمثال على ذلك إليكم هذا السيناريو الخيالي: يحضر الرجل وزوجته لدى الطبيب وهب أنهما أسمران قصيران ثم يقدمان للطبيب ورقة تحمل عددا من الصفات التي يرغبان أن يتمتع ابنهما بها, انهما يطلبان بأن يكون لهما ابن أشقر طويل القامة ولون عينيه كذا وشعره كذا,,, الخ.
ثم يطلبان طلبا آخر غريبا مثل أن يكون لديه أربع كلى وله أربع أيدٍ لتتناسب مع المهنة التي يخططانها له وأن يكون مطيعا لأبويه بدون سلب كامل لإرادته، وأن يكون ذي ذكاء خارق.
فيستمع لهما الطبيب ولا يبدي أي عجب بل يملأ بعض النماذج لتلقيمها الكمبيوتر الذي سيتولى بقية العملية، وقبل البدء في التنفيذ العملي سوف يعطيهم الكمبيوتر صورة لما سيكون عليه ابنهما على الشاشة ولا يتوقف الامر عند هذا الحد بل إن الفضول العلمي أقوى من خيال هذين الابوين,, وأخطر,,!!
والعلماء لا يستطيع أحد ايقافهم أو وضع حد لفضولهم، والاخطر من ذلك المنظمات الارهابية التي تسعى بكل جهد للحصول على المعلومات حول هذا الموضوع بل ان المافيا ربما حصلت الآن على السوبر كمبيوتر الذي لم تحصل عليه أكبر الدول العربية.
وهذا يساعد كثيرا في اجراء التجارب والحسابات المتقدمة بسرعة مذهلة ليتنبأ بالنتائج مسبقا وقبل الدخول بتجارب عملية لارتباطه في قواعد البيانات والاقمار الصناعية وغيرها من المصادر، وهناك أيضا وفقاً للسيناريو الخيالي ما هو أخطر من المنظمات الارهابية، ألا وهو أجهزة الاستخبارات، التي لن تتورع عن عمل أي شيء كاللعب في مورثات الحيوانات وانتاج حيوانات قادرة على التفكير مثل الانسان، بل ربما تتفوق عليه لخدمة بعض أغراضها، وتتنوع تلك الحيوانات ما بين الكبيرة الحجم كالفيلة والحمير والبغال والصغيرة كالفئران أو أصغر من ذلك لتبدأ التجسس ونقل الرسائل والتصرف بحكمة عند الخطر بل أخطر من ذلك أنها ستشعر بالخطر من بعيد، وربما أنها ستشكل خطرا، إذ سوف تعزز بقدرات عجيبة الله أعلم بها.
وستظهر أجناس انسانية، مثلا أناس مخصصون للعمل كعسكر ذوي بنية قوية وتفكير محدود بحيث يكونون مطيعين الطاعة العمياء، وعلماء ذوي ادمغة جبارة وذكاء متوقد وسيقسمون أيضا الى فئات من حيث نوع تفكيرهم كأطباء ومهندسين وعلماء رياضة وفيزياء، وأناس آخرون يهيأون للعمل في المهن المختلفة التي تحتاج الى إعداد بدني أكثر من العقلي وغير ذلك.
هنا يبدأ العد التنازلي,.
ثم بعد ذلك سيقوم العلماء بفضولهم المعروف بتوظيف ما وهبهم الله من علم ومعرفة بتخليق كائنات جديدة كليّاً، لا تشبه الانسان بشيء بل تتخذ أشكالا مختلفة تخدم أغراضهم، ثم يبدأون بتخليق اعضاء كالأيدي، والارجل وقلوب وادمغة,, لوحدها ضمن عائل ربما يكون غير انساني، وبالرغم من أنه يمكن الاستفادة من تلك الاعضاء ولكن تصور أنهم توصلوا لانماء وتصنيع دماغ هائل، ذي وعي وتفكير غير محدودين بحيث يوضع بداخل كمبيوتر عملاق ويمدونه بالغذاء بواسطة بعض التوصيلات ويتم تسلم الافكار منه عن طريق هذا الكمبيوتر الذي سيعمل ويبدأ بالتفكير وربما قام بإنتاج مشابهين له أو أكثر قدرة، وسيفرح العلماء بادئ الامر بإنتاج هذا الدماغ وسيساعدهم في حل كثير من المعضلات واكتشاف المجرات والكواكب واجراء الحسابات، وريادة الفضاء واستخدام طاقات جديدة، غير معروفة في الوقت الحالي، وذلك لدفع السفن الفضائية، وتشغيل محطات التوليد الكهربائية هذا ان كان وجودها لازما في ذلك الوقت، وستحدث أشياء غريبة، وستبدو علومنا الحالية وأفكارنا كلعب الاطفال، في ذلك الوقت.
ثم ينتقل عمله الى قدرة أشبه بالسحر حيث يقوم بالصناعة المباشرة، بمجرد استخدام التفكير وتقوية الفكرة حتى يكون لها أثرها الفاعل، فمثلاً، كومة الحديد الخردة، إذ بمجرد تركيز فكره عليها يحولها الى سيارة زاهية الألوان أو طائرة في ثوان ودون أيدٍ عاملة، وعندما لا تعجبه تصرفات بعض الناس أو الدول، يسلط عليها موجات فكرية تهدئ من ثورتها، ويشكل تفكيرها كيفما يريد.
والذي يدعم هذه الافكار، أننا في الحقيقة لا نستخدم سوى 9% من قدرات دماغنا أما بالنسبة للعلماء فيستخدمون 15% فقط من قدرات أدمغتهم، وتأمل انتاجنا ومبانينا وكمبيوتراتنا واقمارنا الصناعية,,, وغيرها, فما بالك بدماغ جبار يزن أكثر من عشرين كيلو غراما ويستخدم ما لا يقل عن 75% من قدرته، وبالطبع ان قدرته ستفوق ادراكنا، وخيالنا بكل ما في هذه الكلمة من معنى.
هنا تزداد سرعة وتيرة العد التنازلي,,!
سيكتشف هذا الدماغ ان العلماء الذين صنعوه قد وضعوا في حسبانهم أنه سيبقى تحت سيطرتهم وأنه مسلوب الارادة، ولكني أقول من هنا كاتب المقال انه سيكتشف ذلك بسهولة ويتعالج منه ويستعيد نزعاته المسلوبة ويرى أي الطرق السليمة لعيشه ولكنه سيترك الانسان يشاركه حياته، وسيحدد عددا معينا من الناس يتناسب والموارد المعيشية.
محمد بن عوض فهران
|
|
|
|
|