| محليــات
عشرات من الملايين المسلمين يعيشون في أوروبا، وتزداد الهجرة الى هناك من عام الى آخر، وهؤلاء بحاجة الى دور للعبادة، ومراكز إسلامية تعلم أبناءهم صحيح الدين واللغة، وفتاوى تتعامل مع واقع حياتهم وظروفهم الاقتصادية والاجتماعية، ومجتمع اسلامي صغير يحتفظون من خلاله بهويتهم الحضارية والثقافية، كما يريدون تقديم صورة حضارية للمسلم في مجتمعات تراكمت لديها حساسيات كثيرة، أو صور مشوهة أو نمطية يزرعها قلة يحسبون على الإسلام وهو منهم براء,, فالمسلم ليس قاتلاً ولا إرهابياً، والغلو في الاعتقاد أو السلوك تنشأ عنه استجابة متطرفة تتساوى برد الفعل معه، والغلو أصلاً ليس من خلق المسلم ولا يعبّر عن حقيقة الدين الاسلامي، بل الوسطية والاعتدال سمات يحرص الاسلام على تأكيدها لتكوين شخصية إسلامية متوازنة.
إن قراءة توصيات ملتقى خادم الحرمين الشريفين في بودابست تؤكد على أن المجتمعين توصلوا الى نتائج تخدم المسلمين في أوروبا خدمة عملية، فقد أوصى المجتمعون ببناء مساجد، ومدارس، وتأصيل للفتوى بحيث تأتي بعد تنسيق مع العلماء المؤهلين للفتوى في العالم الاسلامي، وغير ذلك من بنود جاءت كلها لتترجم أهداف الملتقى النبيلة، ولتعطي نماذج من العمل الإسلامي الهادف.
إن هناك أناساً في أوروبا يتصدرون للفتوى، وهم في الأصل ليسوا من علماء الشريعة، فالمهندس والطبيب والمحاسب، يكتفي بقراءة مجموعة كتب ويثير زوبعة حول ظاهرة أو قضية عن طريق فتوى غير مؤسسة على تأصيل شرعي، وهناك أناس حولوا دور العبادة لخلق خلافات مذهبية ما أنزل الله بها من سلطان,,
وقائمة المشكلات التي تواجه المسلمين في أوروبا متعددة، والملتقى تعامل معها بحكمة وتوازن، إذ إن الهدف النبيل للملتقى، وهو ما تسعى إليه حكومة خادم الحرمين الشريفين هو خدمة الإسلام والمسلمين في ضوء معايير تستمد من صحيح الدين، وهي رسالة تشرفت هذه البلاد بحملها منذ أن بزغ نور الإسلام.
|
|
|
|
|