يقولون شعبي المزاج وشعره
قريب لأذواق الجماهير واضح
يقولون إن الشعر ما كان غامضاً
وإن تباشير الصباح فضائح
يريدون أن يخبو لهيب توهجي
وان تزدريني في البلاد القرائح
يريدون ألغازاً بأبراج نقدهم
عليها من المسخ الغريب مقابح
يريدون آداباً على قدر عجزهم
فلا جمعتهم بالفنون المطامح
لهم في بطون الجماعات مقاعد
وفي كل نادٍ منبر ومسارح
يطوفون في طول الديار وعرضها
بفكر عن الجهل المقيت ينافح
طلاسم كهانٍ إذا ما تلفقت
علمت بأن الشَّعوذاتِ تراوح
فإن قلت إن السيل قد بلغ الزبى
وفاضت بأشباه الرجال الأباطح
إذا ما تلهى واحدٌ من سوادهم
بفنٍ بدت للقبح منه مكالح
تراه على باب اللجاجه لاهثاً
وفي طرقات الشر بالشر نابح
مهابيل شدوا بالجنون رحالهم
وفروا إلى ابليس والعقل جامح
مهابيل باسم الفن في كل حفلةٍ
تكبلهم عند الحديث المقامح
لهم كل يومٍ بالنوادي مناحة
صراع على الأوهام،قتلى، مذابح
فلا رحم الله امرءاً شد أزرهم
فقد كثر الأوغاد والكيل طافح
يقولون تباً للزمان وغدره
ولولاه كنا للنجوم نصافح
ومن أين يأتي المجد في همهماتهم
نزوع إلى باب الهوى لا يبارح
يباريهم الشيطان في عثراتهم
ويرجمهم باسم البرية صالح
وتمقتهم أقلامهم ومدادهم
وتنكرهم أشكالهم والملامح