|
| مقـالات
المثقفون السياسيون من الصحافيين ذوو اتجاهات فكرية مختلفة منهم من أصبح مؤدلجاً لايبرح في آرائه سوى ما حفظه عبر تراكمه المعرفي، وبدلاً من أن تكون الأيدولوجية زاد في شحذ عطاءاته الفكرية في حواراته وكتاباته تحول الى سجين لها وهي السجان.
ومن الكتاب من تحول الى أسير لكتابين أو أكثر، لكاتب غربي، فآراؤه لاتخرج عن الرؤى التي تناولتها هذه الكتب.
فعندما تجمعك معه ندوة أو مؤتمر فإنه يذاكر هذه الكتب مرات عديدة وكأنه تلميذ بليد تحت رهبة مدرسه حفظها حفظاً تقليدياً دون فهم حقيقي لها، ودون استخدام ادوات معرفية عبر قراءات متعددة، ومتقاطعة تمكن الكاتب من الوصول الى قناعات خاصة به يحاور الآخرين وهو على قدرة واعية بمختلف الاتجاهات والافكار متحرراً من قواعد ونظريات أيدولوجية لا تمكنه من الانفتاح على العالم، وهو متسلح بخطاب قادر على تقديمه وهو منطلق من إلمام كامل بكل ما تموج به التيارات دون ان يكون منبهراً بفكر معين أو رؤية محددة.
قد يقول الآخرون إن الكاتب أو المثقف اذا لم يكن لديه قناعه خاصة بأهمية ايدولوجية على وجه التحديد فإن موقفه سوف يكون هشاً لا يتمكن من اقناع الاطراف الاخرى بخطابه وموقفه.
لهم، أقول أنا مع القراءات المتعمقة ذات الاتجاهات المتقاطعة شريطة أن تكون هذه القراءة مركزة وناقدة وفاحصة لأنه بهذا سوف يكون قادراً تماماً على تحقيق نتائج علمية مدعومة برؤية تحليلية مقنعة للمتلقي، ومؤثرة في نفس الوقت.
إن الكاتب المتحرر من سجن الايدولوجيات هو الكاتب المتجدد، المواكب للتطورات التي يموج بها العالم.
وهذا لايعني انني ادعو الى كاتب لا يتوافر على موقف من الحياة ككل وما يحيط به,, لا أبداً إنما أميل الى الكاتب القادر على استيعاب المواقف الأخرى واخضاعها لقراءاته ليس بهدف دحضها بموقف مسبق منها وانما لتحديد مايراه صواباً وما يتجنبه بعد التأكد من أنه خطأ مبرراً في كلتا الحالتين,, هذه وتلك.
|
|
|
|
|
