| العالم اليوم
لم يعد موعد اعلان الدولة الفلسطينية يحظى بالأهمية والاثارة اللتين كانتا تفرضان على الشارع السياسي العربي والفلسطيني متابعة جلسات المؤسسات الفلسطينية، بدءاً من اجتماعات اللجنة التنفيذية الى المجلس الوطني الفلسطيني الى المجلس المركزي الفلسطيني الذي بدأ اجتماعاته منذ أمس الأول في غزة لتحديد موعد جديد لإعلان الدولة الفلسطينية بعد تعرض القيادة الفلسطينية الى ضغوط دولية قادتها أمريكا لتتخلى عن موعد الثالث عشر من سبتمبر، الموعد الذي هدد الرئيس ياسر عرفات بأنه سيكون الموعد النهائي لاعلان الدولة، وقد كرر في غزة وبالنص ستعلن الدولة الفلسطينية والذي لا يعجبه يشرب من بحر غزة ,,!
وفي رام الله قال: سنعلن الدولة الفلسطينية في الثالث عشر من سبتمبر والذي لا يعجبه يشرب من البحر الميت ,,! هذا القول الذي وجد ترحيباً لدى الجماهير الفلسطينية، تجري محاولات لتجاوزه الى 15 نوفمبر أو حتى الى الاول من يناير من السنة القادمة وأعضاء المجلس المركزي الفلسطيني الذين سمعوا من المفاوضين الفلسطينيين أن الضغوط الأمريكية والتهديدات الاسرائيلية تجعل من المستحيل الإيفاء بموعد الثالث عشر من سبتمبر، فالإصرار على هذا الموعد يعني اعطاء مبرر لأمريكا لتنفض يدها من المفاوضات الفلسطينية/ الاسرائيلية خاصة بعد تأكد كلينتون من عدم قدرته على فرض استسلام باسم السلام على ياسر عرفات وهذا يعني توقف الدعم الأمريكي السياسي والمالي للسلطة الفلسطينية كما ان تهديدات اسرائيل وبالذات بإقفال الخط الأخضر في وجه العمالة الفلسطينية تهديدات جديدة، وهو ما يعني حرمان العديد من العوائل الفلسطينية من مصدر رزقها، وهذان السببان كانا واضحين تماماً للقيادة الفلسطينية التي ما كان لها أن تحدد هذا الموعد واستخدامه كسلاح تكتيكي طالما أنها كانت على علم بصعوبة تنفيذه وصعوبة التوصل الى اتفاق نهائي للصراع الفلسطيني/ الاسرائيلي ، والسلام السياسي التكتيكي يصبح بلا قيمة اذا ما استعمل أكثر من مرة ولا تنفذ آلياته، ولهذا فقد أصبح موعد إعلان الدولة الفلسطينية لا يحظى بالمصداقية، ولا يثير أي اهتمام لدى الشارع العربي وخصوصاً الشارع الفلسطيني الذي ملّ التأجيل,, وسئم من مواعيد إعلان الدولة الفلسطينية,, التي يودّ أن يراها مجسدة على أرض الواقع.
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني Jaser @ Al-jazirah.com
|
|
|
|
|