أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 11th September,2000العدد:10310الطبعةالاولـيالأثنين 13 ,جمادى الثانية 1421

عزيزتـي الجزيرة

عاصفة,, وأحلام
عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كل انسان يعيش في داخله أمنية يسعى دائما لتحقيقها، لكن ما اصعب الحيلة على الانسان حينما تطير منه الامنية كالطيور المهاجرة الا ان هذه الطيور ربما تعود بعد سنوات، لكن هذه الامنية لن تعود!! كنت محلقاً في السماء نحو ما اسعى اليه وانا انظر اليها من بعد وأشعر ان حياتي لن تستمر الا في ذلك البستان الذي كل يوم يمر علي وأنا فاتح اجنحتي في السماء,, إنه يقترب مني واقترب منه,, كنت ارى انه الوحيد الذي يعيد لي الشيء الكثير مما قد ذهب من حياتي وفقدته!! كانت كل الظروف ميسرة ومسهلة السماء صحو واجنحتي قوية جدا، وصحتي بعافية، نعم كل لحظة تمر علي وأنا في السماء ان هذا البستان هو آخر امنياتي بل هو اعظم امنياتي، اقتربت كثيرا من هذا البستان الذي هو نهاية المطاف,, بينما انا كذلك إذ سمعت صوتا ينادي من كل مكان وهو يقول:


ما كل ما يتمنى المرء يدركه
تجري الرياح بما لا تشتهي السفن

لم اكن اتصور ما الذي يجري وماذا يحصل، ثم فجأة اسمع آخر يقول أنت تريد وآخر يريد والله عز وجل يفعل ما يريد,, ومع آخر كلمة حلت عليّ عاصفة حينما كنت اعد جسمي لكي انزل على ذلك البستان، كانت العاصفة قوية جدا لم اكن استطيع ان املك اجنحتي او ان اتصرف بجسدي الذي كنت أعده من أجل ان انزل على هذه الأمنية، بدأت أتقلب داخل هذه العاصفة وكأني في دوامة لا اعرف عن حالي شيئاً,, اختفى ذلك البستان الذي كان تحتي، اختفى بسبب شدة العاصفة المحملة بالتراب,, لم استطع ان انظر ما الذي حولي لان كل شيء قد تغطى، استمررت على هذه الحالة برهة من الزمن حتى فقدت الوعي ولم اشعر بنفسي الا وأنا قد اصبحت في بستان آخر كان أقل بكثير من بستان أمنيتي الذي كنت اسعى اليه عدة سنوات جاهدا,, كنت وأنا في البستان الذي لا اريده واقفاً على قدمي,, أريد أن اصرخ وأخرج ما بنفسي لكي اعبر عن شعوري وأحاسيسي ونبضات قلبي الذي كاد ان يخرج من بين اضلعي، كنت لا أريد خيراً من هذا البستان ولا ارغب فيه البتة,, بينما أنا كذلك انظر الى ما حولي مندهشا وكيف اصبحت في هذا إذ سعت صوتاً حولي يقول )وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم,,( فرضيت بقضاء الله وقدره وقلت في نفسي اللهم أجرني في مصيبتي واخلفني خيراً منها، ثم عرفت بعدها ان هذه العاصفة هي عاصفة الاقدار ففتحت عيني وادياً من الدموع على خدي,
صالح بن محمد الوهيبي

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved