أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 11th September,2000العدد:10310الطبعةالاولـيالأثنين 13 ,جمادى الثانية 1421

عزيزتـي الجزيرة

سلامة القلب ومرضه
فان مدار سعادة الانسان في الدنيا والآخرة على سلامة قلبه، لأنه لا ينجو من عذاب الله يوم القيامة ويفوز بالنعيم المقيم الا صاحب القلب السليم فعلى المسلم ان يكون حرصه على سلامة قلبه اكثر من حرصه على سلامة الجسد,
والمرض الفتاك هو مرض القلب يقول الله عز وجل: يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من أتى الله بقلب سليم ويثني الله على ابراهيم عليه السلام بقوله اذ جاء ربه بقلب سليم وسلامة القلب كما يفسرها العلماء هي سلامته من كل شبهة تعارض خبر الله ومن كل شهوة تعارض امر الله ونهيه وقد ذكر الله عز وجل في القرآن الكريم ان القلوب تمرض كما تمرض الاجساد وانه يعتريها من الآفات ما يعتري الاجساد يقول تبارك وتعالى: عن المنافقين : في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا لذا كان حريا بالعاقل ان يكون حرصه على سلامة قلبه اكثر من حرصه على سلامة جسده والناس واقعون في هذه الأزمان مع أجسادهم فهم يحمونها من كل آفة ولا يعرضونها لأي خطر وعندما تتعرض لأي اصابة يسارعون في علاجها ويعملون كل الأسباب لوقايتها فالجو البارد يقابل بالملابس الشتوية والجو الحار يقابل بالمكيفات والملابس الخفيفة والمستشفيات تعالج الأجساد من جميع الامراض ومع ان الامر مهم الا ان التقصير واقع في العناية والاهتمام بقلوبهم لأنهم لا يشعرون بمرضها وهذا أدى بدوره الى موت كثير من قلوب الناس حتى لم يعد بها احساس فلا تؤلمها جراحات المعاصي ولا يوجعها جهلها بالحق نظرا لانعدام الحياة بها، على حد قول الشاعر مالجرح بميت ايلام ,
يقول احد السلف: عجبا لهؤلاء الناس يبكون على من مات جسده ولا يبكون على من مات قلبه وهو اشد، وهذا اوضح فان كثيرا ممن ماتت قلوبهم بالكفر والمعاصي وترك الفرائض والطاعات لا يبكي عليهم احد من أقاربهم ومعارفهم ولكن اذا ماتت أجسادهم ارتفعت الأصوات وتعالى البكاء,
ومع هذا فان النصيحة والامر بالمعروف والنهي عن المنكر بين المسلمين واجبة ومطلوبة وهي عماد الدين,, عن ابي رقية تميم بن اوس الداري رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: الدين النصيحة,
قلنا لمن؟ قال لله ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم، رواه مسلم,
عايض جابر المالكي
وزارة الإعلام

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved