| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة
تحية طيبة وبعد:
أطلعت على ما كتبه الأخ حمدين الشحات بعدد الجزيرة رقم 10206 الصادر يوم الخميس الموافق 9/6/1421ه حول المقال الذي نشر لي بعدد الجزيرة رقم 10202 الصادر يوم الأحد الموافق 5/6/1421ه تحت عنوان التعليم الأهلي بين الاهداف التربوية والمادية
بداية اعتقد ان الجميع يشاطرونني الرأي أن ما ينشر في الصحافة وعلى مختلف المستويات لا يعدو كونه وجهات نظر قد يتفق معها البعض ويعارضها البعض الآخر وهذا أمر طبيعي ومقبول ولا يتعارض مع الحوار الهادف البنّاء,
الأمر الآخر مقالي السابق لم يكن مع أو ضد أحد سواء في التعليم الأهلي أو التعليم الحكومي بل يتلخص في ثلاثة محاور هي:
أهم أسباب انتشار التعليم الأهلي في بلادنا ارتفاع رسوم الدراسة في المدارس الأهلية التساؤل عن مقدار رسوم الدراسة في الجامعات الأهلية المقترحة مقارنة برسوم الدراسة في مراحل التعليم العام وهي نقطة جديرة بالاهتمام والدراسة من قبل الجهات ذات العلاقة,
وقد كان للأخ حمدين اعتراض على أجزاء من مقالي السابق لخصها في نقاط سوف أوردها مع إيضاح وجهة نظري فيها كالتالي:
* عدم تطور المناهج على مدى عدة عقود
وذكر الأخ الشحات ان المناهج موحدة بين المدارس الأهلية والحكومية وان هناك خطة لتطوير المناهج, بالنسبة لتوحيد المناهج هذا صحيح لكن طريقة التعليم تختلف كما ان المدارس الأهلية يوجد بها بعض المواد الإضافية كاللغة الإنجليزية والحاسب الآلي في المرحلة الابتدائية مع توفير مناخ أفضل للدراسة والتحصيل، أما ما يخص تطوير المناهج فإذا كان المقصود تغيير أغلفة الكتب المدرسية وتجديد الطبعات فهذا لا يسمى تغييرا او تطويرا للمناهج الدراسية لأن المهم المضمون وليس الشكل أما إذا كان المقصود ان هناك خطة مستقبلية لتطوير المناهج فنحن نتحدث عن الواقع اليوم اما الغيبيات فعلمها عند الله,
* أن القائمين على المدارس الأهلية يحاولون التوفيق بين الأهداف التربوية والمادية
وهذا الأمر لا غبار عليه ويعد من إيجابيات المدارس الأهلية وليس من سلبياتها ويعتبر ميزة وليس عيبا بل ان العيب هو التركيز على الأهداف المادية على حساب الأهداف التربوية ولم أورد ذلك من باب الانتقاد بل العكس هو الصحيح اما قول الأخ الشحات ان القائمين على امور المدارس الأهلية ليسوا أصحابها إطلاقا، بل من رجال الإدارات التعليمية يتم انتدابهم إليها لأعمال الإدارة,, الخ
فهذا الكلام غير دقيق وكأن أصحاب المدارس الأهلية يدفعون فيها ملايين الريالات ثم يسلمونها لأشخاص آخرين يعملون بها ما يشاؤون!! وهذا الكلام غير منطقي ألبتة فهيئة التدريس والكوادر الإدارية والمحاسبة يتم تعيينهم من قبل أصحاب المدارس او من ينوب عنهم بل إنهم يبحثون عن الكوادر ذات الرواتب المتدنية من أجل خفض المصاريف وزيادة الإيرادات,
أما الشخص الوحيد الذي يتم تعيينه من قبل الجهات التعليمية الحكومية فهو مدير او مديرة المدرسة عن طريق نظام الإعارة وتتحمل الجهة الحكومية رواتبه الشهرية لكن في الآونة الأخيرة اعتقد ان المديرين يتم تعيينهم من قبل أصحاب المدارس مباشرة والدليل على ذلك ان مدارس المملكة الأهلية قامت بنقل خدمات العديد من الكوادر الإدارية والأكاديمية من جهات حكومية إلى ملاك تلك المدارس وبالتالي لم يعد لتلك الكوادر أي علاقة بالجهات الحكومية التي كانوا يعملون بها سابقا,
ورغم ذلك كله لا أرى ان هناك إشكالية في هذا الأمر فما المانع من قيام أصحاب المدارس بإدارة مدارسهم أسوة ببقية المنشآت الأخرى ما دام هناك أنظمة وضوابط تحكم قيام هذه المنشآت التعليمية وعملها,
* ارتفاع رسوم الدراسة في بعض المدارس الأهلية
ذكر الأخ الشحات ان هناك مقابلة سابقة مع معالي وزير المعارف ذكر فيها ان الوزارة لا تتدخل في تحديد الرسوم والأمر متروك لأولياء الأمور للمقارنة واختيار الأفضل,
مع احترامي لرأي معالي الوزير الذي بنى عليه الأخ الشحات رأيه أيضا أقول: إن المدارس الأهلية ليست سلعا استهلاكية موجودة في كل سوق وبالتالي تخضع لعوامل العرض والطلب ولا شك ان عدد المستشفيات والمستوصفات الأهلية وكذلك الفنادق والشقق المفروشة يفوق عدد المدارس الأهلية لدينا ومع ذلك لم ترفع وزارتا الصحة والتجارة شعار المقارنة واختيار الأفضل ، بل هناك تحديد للأسعار حسب الدرجة والتصنيف ونوع الخدمة المقدمة وإذا ما رفعت وزارة التعليم العالي هذا الشعار عند افتتاح الجامعات الأهلية فسنكون امام رسوم دراسية باهظة ولن يستطيع الالتحاق بهذه الجامعات إلا نسبة ضئيلة من خريجي الثانوية وبالتالي لن نحل مشكلة الآلاف من خريجي الثانوية الذين لم تستطع الجامعات الحكومية استيعابهم وهم في تزايد مستمر,
* وهو مربط الفرس كما يقال عندما تجنى علي الأخ الشحات وتقوّل علي بشيء لم أقله إطلاقا عندما قال بالحرف الواحد في معرض حديثك عن شراء الشهادة الجامعية من إحدى جامعات الدول العربية القريبة أرى ان في هذا امتهانا للغير
حقيقة الأمر لا أدري من أين جاء بكلمة شراء ومن منا امتهن الآخرين؟! هل هو أنا أم الأخ الشحات؟! لأن هذه الكلمة لم ترد مطلقا ضمن مقالي السابق وإنما قلت بالحرف الواحد يحتاج الطالب إلى نصف مليون ريال لإكمال دراسته الجامعية لكنه يستطيع بربع هذا المبلغ أو أقل الحصول على الشهادة الجامعية من إحدى جامعات الدول العربية القريبة ,
وهناك فرق بين الحصول على الشهادة الجامعية وبين شراء الشهادة الجامعية وهناك جامعات عربية عريقة يزيد عمرها عن عمر ظهور التعليم الابتدائي في بلادنا وحتى ولو كان هناك شراء للشهادات الجامعية سواء في الدول العربية أو غيرها فإن أدبياتي تمنعني من ذكر ذلك على صدر صحيفة أكن لها ولجميع العاملين بها كل الاحترام والتقدير,
قد نختلف في وجهات النظر وهذا أمر طبيعي كما أسلفت لكن أن نحمل الأمور أكثر مما تحتمل ونسمي الأشياء بغير مسمياتها فهذا هو الأمر غير المنطقي وغير المقبول قد تكون زلة قلم عابرة وعلى الإنسان ان يحسن الظن بالآخرين حتى يثبت العكس وللجميع خالص تحياتي وتقديري ,
م,مشاري خالد الدعجاني الوشم شقراء
|
|
|
|
|