| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,, وبعد:
أتابع ما ينشر عبر صفحاتك الغراء عن معاناة البعض من الأجور المرتفعة والرسوم التي يفرضها بعض الشركات على بعض الخدمات التي تقدمها للمستهلك أو المستفيد وعلى رأسها شركة الاتصالات والشركة الموحدة للكهرباء وقد كان آخرها ما كتبه الأخ محمد بن عبدالله الفوزان في العدد 10196 بعنوان رسوم مجحفة,, متى تنتهي؟! وفي الحقيقة لقد كنت من المؤيدين لمثل تلك النداءات ولكن لم أكن أشعر بحجم المعاناة على وجهها الحقيقي إلا بعد لقاء عارض مع أحد الموظفين البسطاء حيث كان وجهه ينطلق بالهم فسألته عن سحابة الحزن والكآبة التي تعلو محياه! فلم يجب وبعد الإلحاح عليه انطلقت الآهات المكبوتة وبدأ يخرج همّه الذي جثم على صدره قائلاً: تعلم اني موظف لا يتجاوز مرتبي الشهري ألفي ريال، وتعلم اني أعول اسرة مكونة من ستة أشخاص، فبالله عليك أنى لمثلي ومن هم على شاكلتي ممن يعملون على بند الأجور أو لا تتجاوز رواتبهم الشهرية ثلاثة آلاف ريال أنى لهم أن يصرفوا على عوائلهم ويواجهوا متطلبات العصر الحديثة، والهاتف الثابت يأكل من مرتباتهم من جهة، والجوال لا يشبعه من الراتب إلا المئات، وعداد الكهرباء يظل فاغرا فاه ولا يرضيه القليل، والسيارة ومتطلباتها من الصيانة والمحروقات هي الأخرى تريد نصيبها من هذا الراتب ولا ترضى ان تكون أقل حالاً من السابقين والماء كذلك,, فبالله عليك هل سيبقى من هذا الزاد الراتب شيء وتلك الخدمات الجائعة تنهشه من كل جانب؟! ألا يحتاج البيت والأولاد لمستلزمات متعددة وخصوصاً في المناسبات وما أكثرها؟! ألا يحتاج البيت بأجهزته المتنوعة إلى صيانة دورية؟! , فقاطعته مهدئاً وداعياً له بالاعانة مذكراً إياه بأن هذا هو حال الدنيا فهي شقاء وعناء، ثم ذكرته بحالته قبل سنتين وكيف كان يسير أموره دون معاناة، فبادرني قائلاً: يا عزيزي العالم يتقدم ويبتكر ونحن ندفع الضريبة فالجوال بأجوره ورسومه الباهظة من جهة، والهاتف الثابت بزياداته المضاعفة من جهة، والكهرباء بشرائحها الباهظة من جهة أخرى، فكيف تقارن حالتي الماضية بحالتي الآن؟!! فقلت متسائلاً وهل الزيادات المتأخرة أثرت عليك إلى هذه الدرجة؟! فقال ضاحكاً ضحكة الساخر: إذا لم تكن هذه الزيادات مجحفة ومؤثرة عليّ فما الذي سيؤثر إذن؟! هل تريد ان تكون مرتباتنا وشقا عمرنا كلها أو جلها تذهب للرسوم التي تفرضها علينا مثل هذه الشركات؟!! ثم انطلق في سلسلة من الاستفهامات هل وهل وهل؟؟؟ عندها شعرت بحجم المعاناة التي يعانيها كثير من المواطنين من تضاعف أجور ورسوم هذه الشركات فعزمت مستعيناً بالله على توجيه رسالة مغلفة بالحب والتقدير للمسؤولين في هذه الشركات وعلى رأسها شركتا الاتصالات والكهرباء علها تجد آذاناً صاغية وقلوباً واعية متفهمة فأقول: لا أحد ينكر مدى الحاجة للخدمات التي تقدمونها والجهود العظيمة التي تبذلونها ونحن إذ نشكر لكم توفير هذه الخدمات بأموالنا نتمنى منكم ان تنظروا للعلاقة التي تربطنا بكم بعين العدل والانصاف، بحيث لا يحملكم احتكاركم لهذه الخدمات على زيادة الرسوم والأجور!! .
إذ ليس من العدل أن يكون هناك رسم لخدمة العداد قدره خمسة عشر ريالاً دون أدنى خدمة له!! وليس من العدل مضاعفة الشرائح حتى تصل فاتورة المستهلك إلى قرابة الضعف!! وبأي حق تأخذ شركة الاتصالات ستين ريالاً شهرياً كرسوم مع سوء عمل الشبكة؟! وليس من العدل مضاعفة أجور مكالماته بهذا الشكل المجحف حتى ان من يكلم زميله الذي لا يفصله عنه سوى كيلو متر واحد يعامل معاملة من يكلم زميله الذي يفصله عنه آلاف الكيلو مترات! وليس من المعقول ان ترفع أجرة مكالمات الهاتف الثابت إلى الضعف وتخفض ساعات المكالمات المجانية إلى الضعف فجأة وبدون سابق انذار!! فشيئا من العقلانية وشيئا من العدل والرحمة ولا تكونوا كصاحب المزاده الذي حمله الطمع على بيع الماء لأصحابه بأضعاف ثمنه لما علم بنفاد الماء الذي معهم وشدة حاجتهم إليه في الصحراء اللاهبة، وزاد به الطمع حتى باع كل ما معه من الماء حتى لم يبق معه شيء فلما عطش جاء إليهم طالباً قطرة من الماء مقابل كل ما اعطوه من أموال.
هكذا صنع الطمع بصاحبه وهذه كانت نهاية من استغل حاجة الناس إليه, خسر كل شيء في لحظة, لذا نأمل منكم يا مسؤولي شركتي الاتصالات والكهرباء ألا تستغلوا حاجة الناس الماسة لخدماتكم حتى لا تخسروا عملاءكم عندما يجدون غيركم في المستقبل, وختاماً: شيئاً من الانصاف والعقلانية والمنطقية يا مسؤولي الاتصالات والكهرباء.
أحمد بن محمد البدر الزلفي
|
|
|
|
|