أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 11th September,2000العدد:10310الطبعةالاولـيالأثنين 13 ,جمادى الثانية 1421

الاخيــرة

الرئة الثالثة
متى يحصد العربُ جوائز الإبداع العلمي عالمياً؟
شرفت مؤخرا بحضور وقائع حفل توزيع جائزة الملك فيصل العالمية لهذا العام، وكان عرسا مهيبا للعلم والعلماء، كرّمه حضورا ومشاركة، نيابة عن خادم الحرمين الشريفين أيده الله، صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام.
وكعادتها كل عام، تفرّدت مؤسسة الملك فيصل الخيرية في تنظيم هذا الحفل، وغادره الجميع وهم يهتفون دعاء للشهيد الخالد,, صاحب الجائزة، وعرفانا لأنجاله الغر الكرام,, الذين خلدوا ذكره وذكراه عبر هذه الأريحية السنوية السخية، يُكرّم من خلالها المبدعون من جميع أنحاء العالم في الحقول التي يتم انتقاء موضوعاتها تخصصا كل عام، فتمنح لمن تفوق بانجاز يخدم الانسانية، وتحجب عمن تعذر تفوقه أو تعثر أداؤه, وقد ازدان حفل هذا العام بتزامنه مع افتتاح مشروع الفيصلية العملاق في قلب عاصمة العز,, الرياض!.
***
اكتسبت جائزة الملك فيصل العالمية عبر السنين صيتاً دولياً يقوم على ثلاثة محاور:
1 الدقة العلمية والحيدة الموضوعية في الاختيار بعيداً عن أي مؤثرات مذهبية أو عرقية أو إثنية أو جغرافية.
2 سخاء العطاء بما تثبته قيمة الجائزة مادياً.
3 شمولية الرؤية بتكريم المبدعين في فروع المعرفة ممن كان لابداعهم مردود ايجابي على البشرية بدءاً بخدمة الاسلام، مرورا بالمنجز في مجالات العلوم الإنسانية: لغة وآدابا، وانتهاء باختراعات واكتشافات أساتذة العلوم الطبيعية والتطبيقية، طبّاً وهندسة ورياضيات، وما في حكم ذلك.
***
هناك خاطرة تفتن وجداني كل مرة أشهد فيها هذا المهرجان المهيب، وهي ترجمة لهاجس قديم يزورني كل عام مع اشراقة شمس هذه الجائزة، ويودعني حين يسدل الستار إيذانا بانتهاء فعالياتها، ويتمثل هذا الهاجس في التساؤلات التالية:
* متى نحظى نحن العرب,, من الخليج الى المحيط بشرف التأهل لهذه الجائزة في نطاقها العلمي والتطبيقي وليس في فنون الكلام فحسب لغة وبلاغة وثقافة إنسانية؟!.
* متى نرى طبيبا أو مهندساً أو عالماً من أهل هذا البلد,, أو من سواه عبر وطننا العربي الكبير يأخذ مكانه مع الفائزين من ذوي العيون الزرقاء, أطباء وعلماء ومهندسين ممن أثروا حياة الانسان خبرة وخدمة واكتشافا؟!
* متى نرى عربنا الأمجاد يتفوقون في مجالات خدمة الانسان عبر منجزهم العلمي والحضاري، فلا يقتصر حضورهم وابداعاتهم على علوم الكلام لغة وبيانا؟!
***
أقول هذا,, لا تقليلا من أهمية علوم الكلام ولا تهميشا لها، ولو فعلت ذلك لكنت كمن يسخر من نفسه بنفسه، ولست بذلك أمارس الجحود للجهود الموفقة التي يبذلها منظمو الجائزة والمشرفون عليها، وعلى رأسهم سمو رئيس لجنة الجائزة أمير الابداع خالد الفيصل، لكني على يقين أنه لو توفر في الساحة العربية من يؤهله علمه وأداؤه في تلك المجالات لنيل هذه الجائزة ما ترددت ادارتها في منحه إياها!.
***
ولا يُنسى أحد في هذا السبيل أن الجائزة استضافت قبل بضع سنوات العالم العربي النوبليَّ الشهير: الدكتور أحمد زويل، لكننا نطمع في المزيد, ومهما يكن من أمر، يبقى هذا الهاجس على مرّ السنين أمنية تداعب خاطري وتراود وجداني كلما أتانا غيث هذه الجائزة عاماً بعد عام.
عبدالرحمن بن محمد السدحان
أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved