أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 11th September,2000العدد:10310الطبعةالاولـيالأثنين 13 ,جمادى الثانية 1421

محليــات

لما هو آت
اليوم معكم
د ,خيرية إبراهيم السقاف
*** عندما يحدث أن يخرج من تحت مظلة الكلام كاتب جديد وله أسلوبه وعباراته في أفكار قابلة للحياد مع الحياة والأحياء,, ينزل ذلك على القلب برداً من المشاعر والفرح,, لا يعادله إلا تدفق أنهار القول بالكلام الجميل.
في ههنا,, خرجت تهاني المنقور إلى صفحات الجزيرة كاتبة ذات أسلوب رشيق وقول جميل.
وتخرج مناير التويجري من بريدة في القصيم أيضاً,, بأسلوب جميل وقول أجمل ولا أسعد مني أتفيأ برد القول ومظلة الكلام تضم تحت وارف أفيائها مجموعة من الواعدات,, أتوقع لهن مستقبلاً جميلاً كجمال كل قلم نزل نجاحه برداً على نفسي طيلة رحلة الكتابة الجميلة,, كإيمان الدباغ، ومنيرة الغدير، وبدرية البشر، وليلى الهلالي، وعبير البكر، وجميلة فطاني، وقماشة السيف، وهيا المنيع,, وكل عزيزة لا يحضرني اللحظة اسمها ويظل لي نافذة للفرح,.
*** تقول مناير التويجري في السطور التالية بوحاً أترك لقلمها أن ينبئ عن ميلاد كاتبة اسمها هكذا: مناير فهد التويجري، الطالبة بكلية التربية ببريدة قسم لغة عربية: فالسلام عليك أستاذتي,, سلاماً يرتاد المسافات والأزمنة كلما حل ذكرك، سلاماً معطراً بنورانية ذاتكِ وتوهج عطاءاتِك,, سلاماً وأنا لا أملك من دنياي سوى لفظ سلام


لا خيل عندك تهديها ولا مال
فليسعد النطق إن لم تسعد الحال

أهديكِ ألم السؤال وهروب الإجابة، واستنير بخطاكِ.
***
إلى صاحبة الحرف الصادق الذي يأتيني صباح كل يوم كفرح متدفق يشق حفرة كبيرة في سكون الرتابة والاعتياد,.
أستاذتي الفاضلة,.
نعيش في عالم يتنفس النسيان,, ولكني,, رغم ذلك,, أعلم يقيناً أنك لا تنسين من يتابعون زاويتكِ ولا تهملين رسائلهم إليك,, لذا أكتب لك,.
تضيق بي الأبجدية رغم اتساعها عندما أدعو حروفها للكتابة عنكِ,, تبدو خجلى عندما تحاول الوقوف على أنهار العطاء في مدائنكِ,, لذا أرجو أن تلتمسي لي العذر في تواضع هذه السطور,.
تداخلت خيوط النهار مع خيوط الليل في ساعات الفجر الأولى فأحببت مراسلتكِ ولكني احترت من أية الطرق أمشي إليك,.
أتدرين,, لقد سرقتني حتى عن ذاتي,, أخذتني بعيداً إلى حيث مدن الأحلام وشوق اللحظات وارتواء العروق وآفاقٍ لا حدود لها,.
حقاً,, لقد أخضعتِ ذاتي لتكتبكِ أنتِ فقط,, أخضعتها بكل ما فيها من عناد وعصيان على الانكتاب أو البوح,, أجزم أنني في حديثي معك سأرى عوالم أخرى,, إنكِ أنت من سينتصر لكل حب ولكل جميل في هذه الدنيا,, لكِ في مكنون قلبي كل الوجد,,.
* أستاذتي,, وراء حروفي إليك حروف أخرى تحكي دواخل ملتاعة لا تزال شعلة النار فيها ترتفع,, بالغت بظلمها الحياة إذ حصرتها في تفكير واحد لا يتغير,, وأوقعتها تحت عالم واحد لا يبتسم,, وصرفتها بأمنية واحدة لا تتحقق,, وبمحاولات عديدة لا زالت تخيب,,!
وأشد سجون الحياة أمنية بعيدة يسجن الحي فيها,, لا هو يستطيع أن يدعها وينساها ولا هو قادر على تحقيقها,, هنا يمتد شقائي ما يمتد,, وأتألم كثيراً وتظل الحياة تشعرني بأن كل ما فات من الدموع إنما هو بدءُ الدموع,,!!
* أحلم بوجود أمل يكسر قلمي المأسور في دفاتري المكتظة بالسواد,, ويهديني قلماً جريئاً يطلق معاناتي التي ظلت حبيسة في قلبي ويجلو عني إحساسي باللاجدوى! تحت حفنات من رماد,,!
* الرحيل,, نتيجة حتمية,, ونهاية عاقلة,, لحياة غاب عنها كل معنى للفرح,,!!
* أُغتيل الأمل بداخلي وهو ما زال طفلاً بريئاً يتشوق للحياة ويندفع إليها,, شيء قاسٍ أن أنتظر مصيري المحتوم دون أن يكون لي أبسط أساليب المقاومة والدفاع عن النفس,,!!
* عندما يختار أحبتي الرحيل,, أتجرد من أبعاد حلمي,, وتضطرب هيئيات دمي,, تتزلزل,, تعصف,, تتصارع رؤاي,, وأفتقد المعنى الحقيقي لوجودي,.
* آه لو تدرين يا أستاذتي لو ظلت ولو بعض هذه السطور حية في قلب زمنك,, لا يعلق بها غبار الأيام ولا تمحوها رياح النسيان التي تعصف بكل شيء,, وكأنها لم تصلكِ سوى بذلك الزمن الذي تسترجعينها فيه,,!
* كل شيء يستحيل إلى أشلاء,, حين أصل إلى ما هو أبعد من التمزق,, وهنا يا ترى كيف يكون العيش,,؟!
* الفرح,, أراه حيناً مهاجراً طالت غيبته,, إن عاد فسيعود غريباً لا تفتح أبوابي له,, وحيناً أراه حبيباً راحلاً خائناً أحترق شوقاً لرؤيته,, ترى ما الفرق,,؟!
* أخشى كل ما أخشى أن تكون ضحكات الأحبة كلها مجاملة,,!!
* تعبت من يوم يمضي كله طحناً ومكابرة,, وإذا جاء الليل صار هماً ودموعاً وانكساراً وحسرة,,!!
* النهايات مؤلمة,, والبدليات صعبة,, فمن أيها أبدأ؟!
* أستاذتي,, عوالم بعض الأحبة موحشة وبعيدة,, فلماذا,,؟!
لو أجبت لأرحتني,,!
* لماذا لا تبدو الأشياء الجميلة,, جميلة إلا عندما ترحل,, ؟!,, ولماذا يبدو الحلم دائماً أجمل من الحقيقة,, لماذا تقف الأحلام إثارتها حين تتحقق,, تنهيدة بحجم الكون أطلقها تحسراً على كل الأشياء الجميلة الراحلة,,!!
* أستاذتي الفاضلة,, لقائي بك,, هو ذلك الحبيب الذي أرتعش شوقاً له,,!!
* صباحاتي دوماً مشبعة بالكآبة ومثقلة بالصقيع,,!
* أن أقضي أيامي في غياب الأحبة فهذا يعني أن أقضيها في المنطقة الوسطى في الحياد,, حيث لا فرح ولا حزن ولا دموع ولا ابتسامات,,!
وحين ودعتهم,, لم أبكِ,, لم أحزن,, لم أكتب,, كان وداعهم أكبر من أي انفعال,,!!
* هي لحظة تمرد على حصار الألم,, هي الركض الهادئ على مساحات لا نهائية من البياض والاخضرار,, هي ومضة فرح خاطفة,, تلك هي اللحظة التي يأتيني فيها ذلك الصوت الدافئ,,!
* إلى وجوه الأحبة المختزنة في الذاكرة,, اهطلي فداك المطر وأورقي فداك الربيع,, املئيني ارتباكاً,, حفيفاً,, شجناً,, خذيني قلباً متعطشاً للقائك,, لتعيدني حفنة من احتراق وألم,,!
* حين أتحدث عن الألم فإنني لا أتحدث عن ألم مفاجئ قوي واضح يظهر لحظة انفعال,, بل أتحدث عن ألم هادئ متجدد ينمو مع كل خفقة,, ألم ثلاثي الأبعاد,, هذا هو ألمي,, إنه الألم الأكثر ألماً,,!
* الكتابة انتصار دائم على ذاتي أولاً وعلى كل الأسقام في هذه الدنيا,, وهي ضوء في القلب,, وربيع في الروح,, ولكن أحرفي تبدو مهزومة دائماً ولا أدري لماذا,,!!؟
أستاذتي الفاضلة:
* أعرف جيداً كثرة أعبائك,, ولا أريد أن أضيف الجديد عليها بأحاديثي التي لا تروي ظامئاً,, ولكن ماذا أفعل وحروفي تمردت على كل قيد,, وثارت على كل طوق يكبلها فهاجرت بحثاً عنك,, بحثاً عن أغصان خضراء,, لتجدف في بحار عطائك وتذوب في أعماقها حدَّ اللاوعي,,!!!
أعتذر عن الإطالة,, جازمة أن لي في قلبك المضيء فرصة للتسامح,,!!
وأعتذر عن سوء الخط لأن يدي كانت ترتعش وهي تخط هذه السطور وكأنها ترجمت ما اضطربت به دواخلي وهي تكتب لك,, لما حملته تلك الدواخل من احترام وحب وتقدير تجاهك,, أو ربما اتخذت ارتعاشة يدي مبرراً على سوء خطي ولكن الحقيقة هي أن القضية كلها قضية مواهب لا أكثر,,!!
قبل الختام,, أنت تلك الحقيقة العميقة التي يرسمها لك إحساسك الصادق وإصرارك على عمل شيء ما أجمل وأعظم وأسمى,, تعلنين ذلك الإصرار بكل خطواتك,, وتعلمين يقيناً بأن للاختلاف والتميز مدى لا حد له من الأجنحة وأن الأحلام العظيمة بحاجة إلى قدرات عظيمة توازيها وإلا فلا بقاء لها,, أخاف عليك من الحلم,, أحدثك عنه بهلع,, أخاف عليك من نقاء الحلم,, شفافيته,, إبحاره,, تحليقه اللا محدود,, أفعل ذلك حباً فيك,, وما علمتُ بأن روحكِ حين تحلق بين النجوم فثمة جذور تغرسينها دوماً هنا,, على الأرض وأن ثمة أملاً يرفرف بين الأهداب هو ذلك الضياء الذي نسميه بالإيمان,, فكوني كما أنت,, .
ختاماً,, أضاء الله لكِ ظلام الحياة وزحزح الصخور عن دربك,, وفي ظلال المحبة يجمعني بك لقاء آخر بإذن الله,,! لك شكري وتقديري,.
*** فأهلاً بك مناير
في عالم الحرف ووهج الكتابة.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved