أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 11th September,2000العدد:10310الطبعةالاولـيالأثنين 13 ,جمادى الثانية 1421

محليــات

الأمير عبدالله: حقوق الإنسان ليست شهادة حسن سير يمنحها البعض للآخرين
خالد عبدالرحيم المعينا
جاء خطاب الامير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس الوزراء ورئيس الحرس الوطني امام زعماء العالم وقادته في مؤتمر الالفية بنيويورك اضافة لتوقيعه لعدد من الاتفاقيات الدولية باسم المملكة العربية السعودية اثناء مشاركته في هذا الحفل الكبير ترجمة واضحة لسياسة المملكة حيال العديد من الهموم والقضايا الدولية.
فمن بين الاتفاقيات التي وقع عليها الامير عبدالله بمقر المنظمة الدولية اتفاقية القضاء على جميع اشكال التمييز ضد المرأة حيث يأتي هذا التوجه متمشيا مع سياسة حكومة خادم الحرمين الشريفين التي تحرص على الاهتمام بالمرأة السعودية والعناية بها واسقاط اي ظلم قد يمارس ضدها في اطار تعاليم الشريعة الاسلامية التي دعت الى استقلالية المرأة في العديد من الوجوه وعدم ممارسة التمييز ضدها منذ اربعة عشر قرنا من الزمان.
على ان مختلف المراقبين الذين استمعوا الى كلمة الامير عبدالله بن عبدالعزيز التي القاها من فوق منبر الامم المتحدة في مؤتمر قمة الالفية اجمعوا على انها جاءت ضافية وانها اتسمت بالطرح الواضح والمباشر للعديد من القضايا دون خلط بينها او تزييف للحقائق حيث اشار في كلمته الى تفهم المملكة الشامل لدور الامم المتحدة وما ينبغي ان تكون عليه واستيعابها لظاهرة العولمة وما تحمله من حسنات وسيئات، وادراكها الكامل لمعطيات ومدلولات حقوق الانسان، وموقفها الثابت من الحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني واسباب الصراع في الشرق الاوسط الذي نشأ بقرار من الامم المتحدة وهو الان مستمر لعدم الالتزام بتنفيذ قراراتها.
وبصراحته المعهودة خاطب الامير عبدالله بن عبدالعزيز قمة الالفية والتي ضمت قرابة الالفين من قادة ورؤساء الدول والحكومات واعضاء الوفود الرسمية لمختلف دول العالم كبيرها وصغيرها فقيرها وغنيها، ابيضها واسودها جاءوا للتلاقي والتحاور والتخاطب وتلمس وضع صورة افضل لواقع البشرية ومستقبلها مشددا على انه يتفق مع الامين العام للمنظمة الدولية بان المجتمع الدولي لم يتمكن من تحقيق السلام والامن الدوليين رغم كل ما بذل من جهد وانه يتفق معه ايضا من ان منع وقوع النزاع باذن الله تعالى اكثر جدوى واقل تكلفة من حفظ السلام.
وتساءل سمو الامير عبدالله في كلمته قائلا: اين نحن من نص عليه ميثاق الامم المتحدة من صون الجنس البشري على دولارين في اليوم او اقل، وهناك الف مليون انسان يجهلون مبادئ القراءة والكتابة وعدد مماثل يعاني من البطالة الجزئية او الكاملة؟
واردف سموه قائلا: ان حقوق الانسان هبة من الخالق سبحانه وتعالى لا يملك احد حق مصادرتها او سلبها منه وانها ليست شهادة حسن سلوك يقدمها بعض البشر للبعض الاخر من زاوية ادعاء خاطىء لتفوق اخلاقي على الاخرين، موضحا ان هذه الحقوق والمبادئ توجد في اعماق كل الحضارات الانسانية ولا يصح النظر اليها بمعزل عن الحضارة التي نشأت منها، كما انه من الصعب ان نفرض على اي انسان او مجتمع مفاهيم ترفضها معتقداته ومبادئه واخلاقه.
وكان الامير عبدالله دقيقا في توصيفه لظاهرة العولمة، واظهار ايجابياتها وسلبياتها وطالب سموه المنظمة الدولية بان تتحمل مسئوليتها التاريخية في ضبط العولمة حيث قال: إن العولمة في صورتها الحالية في غياب الانضباط والتحكم قد نجم عنها العديد من حالات عدم الاستقرار في كثير من المجتمعات لهذا فاننا نهيب بمنظمة الامم المتحدة بان تقوم بدور المنظم لعملية العولمة حتى لا تتحول الى طوفان جارف تنهار بسببه الضوابط التي لاغنى عنها في تماسك المجتمعات واستقرارها وامنها.
وفي اطار المشاركة الفاعلة للامير عبدالله في مؤتمر الالفية اعلن عن تبرع المملكة بما يعادل 30% من الميزانية المقترحة لصندوق العمل الوقائي الذي انشئ بمبادرة خيرة من الامين العام للامم المتحدة كوفي انان مما يوضح الثقل الكبير للمملكة في تفعيل الانشطة التي تسعى الى تحقيقها الامم المتحدة وتكون لها فائدة على شعوب الارض لاسيما الشعوب الفقيرة والمغلوبة على امرها.
almaeena@ hotmail. com

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved