| متابعة
* الرياض واس
تسعى المملكة العربية السعودية جاهدة لتحقيق دورها القيادي والريادي وفق أسس واضحة وثوابت بينة ادراكاً منها لواجباتها ولدورها المنوط بها منذ أن وضع لبناتها موحدها الملك عبدالعزيز رحمه الله.
ولا تزال المملكة قيادة وحكومة وشعباً تبادر للوقوف مع اخوانها المسلمين المنكوبين في شتى البقاع مسخرة في ذلك كل امكاناتها بلا تردد ولا منة على أحد.
فمنذ اجتاحت القوات الصربية والكرواتية جمهورية البوسنة والهرسك في عام 1412ه هبت حكومة المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود أيده الله إلى نصرة ونجدة اخواننا مسلمي البوسنة والهرسك وتنوعت اشكال ومصادر الدعم بدءاً من الدعم السياسي في المحافل الدولية كما هو دأبها في نصرة جميع قضايا المسلمين في أي بقعة من دول العالم ومروراً بالدعم المالي غير المحدود وانتهاء بانشاء البنية التحتية واقامة المنشآت الصحية والتعليمية والدعوية والتنموية بكافة أشكالها.
ولهذا الغرض صدر توجيه خادم الحرمين الشريفين في عام 1412ه بانشاء الهيئة العليا لجمع التبرعات لمسلمي البوسنة والهرسك لتكون جسر تواصل بين المملكة ومسلمي البوسنة والهرسك.
واسندت رئاسة الهيئة العليا لجمع التبرعات لمسلمي البوسنة والهرسك إلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض لما لسموه من أياد بيضاء في الأعمال الخيرية واللجان الاغاثية.
ومنذ تاريخ انشائها وعلى مدى أكثر من ثماني سنوات عملت الهيئة دون كلل أو ملل وافتتحت مكاتبها داخل البوسنة والهرسك لتباشر مهامها في مجالات الاغاثة واعادة الاعمار وكفالة الأيتام والصحة والتعليم.
وتوجت الهيئة أعمالها التنموية في البوسنة والهرسك بانشاء مسجد ومركز خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود الثقافي ومسجد الأمير عبدالله بن عبدالعزيز في مدينة توزلا اللذين سيرعى افتتاحهما صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض منتصف الشهر الجاري.
وتركزت جهود الهيئة وانجازاتها خلال السنوات الماضية على ثلاثة محاور هي تنفيذ برامج الاغاثة واعادة الاعمار والتنمية والدعوة والتعليم.
ومن أجل تفعيل هذه البرامج وتنشيطها قاد المكتب التنفيذي للهيئة حملات اعلامية وبريدية ونظم حملة لجمع التبرعات في الأسواق والمراكز التجارية والترفيهية واقام الأسواق الخيرية وطبع قسائم التبرعات ووزعها على مراكز جمع التبرعات وتولى تسويق برامج الهيئة ومشروعاتها مثل كفالة الأيتام وتفطير الصائمين ومشروع الأضاحي وترميم المنازل وبناء الكليات والمدارس الاسلامية وبناء المساجد وترميمها وترجمة الكتب والمصادر الإسلامية وطباعتها وتوزيع مكتبة طالب العلم وتوفير الأجهزة واللوازم الطبية.
وتضمنت فعاليات حملات جمع التبرعات الموسمية والطارئة وأسابيع البوسنة والهرسك صوراً وألواناً من الجهود والأنشطة شملت جميع مدن ومحافظات المملكة وقد ساهمت المدارس والمؤسسات العامة والخاصة في المدن والمحافظات في تنفيذ هذه الحملات وأوجدت وسائل وصوراً جديدة في فن تنشيط جمع التبرعات مما أثرى تجربة العمل الإغاثي في المملكة.
وأفاد تقرير عن جهود وانجازات الهيئة العليا لجمع التبرعات لمسلمي البوسنة والهرسك ان مجموع التبرعات التي تلقتها بلغت 1,671,128,042 ملياراً وستمائة وواحدا وسبعين مليوناً ومائة وثمانية وعشرين ألفاً واثنين وأربعين ريالاً منها 1,425,342,396 مليار وأربعمائة وخمسة وعشرون مليونا وثلاثمائة واثنان واربعون الفا وثلاثمائة وستة وتسعون ريالا نقدية، وبلغت القيمة التقديرية للتبرعات العينية مائتين وخمسة وأربعين مليوناً وسبعمائة وخمسة وثمانين ألفاً وستمائة وستة وأربعين ريالاً.
وإلى جانب هذه التبرعات قدمت حكومة المملكة العربية السعودية عن طريق وزارة المالية والهيئات والمؤسسات الخيرية العامة والخاصة مساعدات أخرى قدرها 428,565,294 أربعمائة وثمانية وعشرون مليوناً وخمسمائة وخمسة وستون ألفاً ومائتان وأربعة وتسعون ريالاً.
وحرصت الهيئة العليا لجمع التبرعات لمسلمي البوسنة والهرسك على تلمس حاجات المجتمع البوسني.
وقد تركزت جهود الهيئة العليا وانجازاتها في ميدان تقديم المساعدات على برامج الاغاثة وكان منها دعم حكومة البوسنة والهرسك بمبلغ قدره 842,262,730 ريالاً وتأمين المواد الاغاثية حيث وفرت الهيئة العليا 109,000 طن من المواد الإغاثية التي قدمتها حكومة المملكة العربية السعودية أو ما تم شراؤه من السوق السعودية أو السوق الأوروبية عن طريق المكتب الإقليمي للهيئة.
وتقدر القيمة الاجمالية للمواد الاغاثية مبلغ 392,794,554 ريال وهو ما يمثل 26 بالمائة من مجموع التبرعات وقد تم تسيير عشرات القوافل الاغاثية التي تتولى توزيع هذه المواد على المحتاجين واشرفت الهيئة على بعض مخيمات اللاجئين.
وعندما استقرت الأوضاع داخل البوسنة بعد انتهاء الحرب ساهمت الهيئة في اعادة المهاجرين فسيرت 32 قافلة نقلت خلالها أكثر من 8500 مهاجر من كرواتيا وتركيا ومقدونيا وبلغ مجموع ما أنفقته الهيئة على هذا البرنامج 22,547,421 ريالاً.
وأنشأت الهيئة سبع عيادات طبية وتشغيلها ومركزا لغسيل الكلى في سراييفو اضافة إلى شراء الأدوية والمستلزمات والأجهزة الطبية وسيارات الاسعاف وكفالة الأطباء والممرضين وتقدر المبالغ المالية التي صرفت على هذا البرنامج حوالي 33,523,131 ريالاً.
واعانت الهيئة بعض البوسنيين عن طريق دفع ايجارات السكن والكهرباء وتقديم المساعدات النقدية لآلاف الأسر المحتاجة ووفرت 60 ماكينة غزل وانشأت 4 مشاغل خياطة لتدريب الفتيات ووزعت انتاج هذه المشاغل على المحتاجين وبلغ مجموع ما أنفقته الهيئة على هذا البرنامج 19,851,175 ريالاً.
وتمكنت الهيئة من كفالة أكثر من 27,448 يتيماً وصرفت عليهم أكثر من 48,867,250 ريالاً خلال سبعة أعوام.
كما قدمت برنامج المساعدات الموسمية الذي يشمل تفطير الصائمين والاحتفال بالعيد والحج وتوزيع لحوم الهدي والأضاحي وبلغت تكاليف هذا البرنامج 9,232,555 ريالاً وتوفير التدفئة للاسر البوسنية والمساجد عن طريق تأمين 6362 طن من الديزل وزيت التدفئة و 7747 طن من الفحم الحجري و 18000م3 من الحطب وتمديد الغاز للمنازل والمساجد ودفع تكاليف الغاز عن كثير من الفقراء والمحتاجين وبلغت تكاليف هذا البرنامج 15,286,637 ريالاً.
وكان المحور الثاني الذي ركزت عليه الهيئة في دعمها لمسلمي البوسنة والهرسك تنفيذ مشروعات الاعمار والتنمية حيث شملت المشروعات تشييد المساجد والمرافق الأساسية في مجالات التعليم والصحة والمواصلات والخدمات الاجتماعية ومنها بناء أو ترميم 185 مسجداً في مختلف اقاليم البوسنة والهرسك.
ويحتل جامع ومركز خادم الحرمين الشريفين الثقافي مكانة متميزة بين مشروعات الهيئة ويعد معلماً بارزاً من معالم مدينة سراييفو حيث يشتمل على جامع يتسع ل 5000 مصل ومساحته 8187م2 ومركز ثقافي لتعليم اللغة العربية والحاسب الآلي ومكتبة مركزية تستوعب 10,000 كتاب ومعرض دائم وقاعة للمحاضرات ومطعم وصالة رياضية وقد كلف هذا المشروع 45,000,000 ريال.
وتضمن برنامج الاعمار والتنمية بناء الكلية الإسلامية في بيهاتش واعادة بناء المدرسة الإسلامية في موستار وترميم كلية اعداد المعلمين الإسلامية في زينتسا والكلية الإسلامية في سراييفو ومدرسة ابناء الشهداء في برتشكو وبناء المدرسة الإسلامية في توزلا وفي ترافنيك وغيرها من المدارس وبلغت تكاليف هذه المشروعات 142,890,578 ريالاً.
وساهمت الهيئة العليا في ترميم مساكن مدينة برتشكو ومدينة غوراجدة من أجل اعادة التركيبة السكانية الاصلية لهاتين المدينتين وتكثيف وجود المسلمين فيهما وتقدر المبالغ النقدية التي انفقتها الهيئة على ترميم المنازل حوالي 25,217,019 ريالاً.
كما قام الصندوق السعودي للتنمية بالتنسيق مع الهيئة العليا بترميم عدد من المنازل واعادة اعمار عدد من المدارس الثانوية والابتدائية وتعاونت أيضاً في تنفيذ مشروعات البنك الإسلامي للتنمية والتنسيق مع منظمة اليونسكو في تنفيذ اعادة بناء بعض المدارس وترميم بعض المساجد.
وساهمت الهيئة في ترميم الخط الذي يربط بين ميناء بلوتشا الكرواتي وسراييفو ورممت ورشة السكة الحديد في موستار كما جددت بعض عربات القطار ووفرت بعض المعدات لتشغيل المحطات مثل الرافعات والسيارات والحاسب الآلي وبلغت تكاليف هذا المشروع 7,748,262 ريالاً.
وعملت الهيئة على تمديد شبكات الكهرباء في بعض الأحياء وتركيب الزجاج في بعض المدارس وقد انفقت الهيئة على هذا المشروع 1,100,000 ريال بالاضافة إلى ترميم وتجهيز مستشفى موستار بتكلفة اجمالية قدرها 343,000 ريال واصلاح ثلاجة زينتسا سعة 250 طناً بمبلغ 112,500 ريال وتوفير البذور الزراعية والآلات والنفط والسماد والمبيدات الحشرية واصلاح وحرث الأراضي في منطقة سراييفو بمبلغ 1,736,022 ريالاً.
أما المحور الثالث فكان في مجالي الدعوة والتعليم حيث صرفت الهيئة العليا جزءا كبيرا من جهودها في مجال تهيئة البنية التحتية ذات الصلة بالمساجد ومؤسسات التربية والتعليم مثل المدارس والكليات وقدمت المساعدات في اعداد الخطط والمناهج التعليمية وطبعت الكتب ووزعت المصاحف والمكتبات ودعمت المدارس وساعدت الطلبة وقدمت المنح الدراسية وكفلت الأئمة والدعاة واقامت حلقات القرآن ونظمت الدورات الشرعية والمخيمات التربوية واعدت المسابقات الثقافية ووزعت ترجمة معاني القرآن باللغة البوسنية.
وتقدر المبالغ المصروفة على برامج التعليم والدعوة بحوالي 55,493,347 ريالاً.
وبرزت جهود الهيئة في مجال التبرعات وتنشيطها من خلال الحملات التي نظمتها في المواسم وكلما اشتد الخطب على المسلمين في البوسنة والهرسك وتمر كل حملة بعدد من الاجراءات.
وحظيت جميع الخطط باهتمام افراد المجتمع السعودي بمختلف شرائحهم ومواقعهم الوظيفية والمكانية حيث استجاب الجميع لنداءات الهيئة وتفاعلوا مع نشاطاتها وشاركوا بايجابية في تنفيذ تلك الخطط ومن أهمها:
خطة تنفيذ حملة خادم الحرمين الشريفين للتضامن مع مسلمي شعب البوسنة والهرسك عبر التلفزيون.
خطط تنظيم حملات جمع التبرعات الموسمية حيث نفذت الهيئة خمس حملات على مستوى المملكة قبيل رمضان في الأعوام 1413/1417/1418/1419/1420ه.
خطط اسابيع البوسنة والهرسك وقد نفذت الهيئة ثلاثة أسابيع أولها في المدة من 25/8 إلى 2/9/1414ه وثانيها في المدة من 28/8 الى 6/9/1415 وثالثها كان بعنوان اسبوع البوسنة والهرسك الثالث للاغاثة والاعمار وكان في المدة من 27/8 الى 25/9/1416ه واستمرت فعاليات هذه الأسابيع الثلاثة إلى نهاية شهر رمضان.
خطط تنظيم حملات جمع التبرعات الطارئة وهي أكثر من 15 حملة كان أولها في الفترة الأولى من تشكيل الهيئة اي في شهر ذي الحجة من عام 1412ه ثم تلتها الحملات الأخرى في أوقات مختلفة وحسب الحاجة والظروف.
|
|
|
|
|