| مقـالات
يوم الخميس الرابع والعشرون من الشهر الفائت كان يوما حافلا بالفعاليات في ختام النشاط الصيفي لهذا العام بمنطقة عسير,, ولاول مرة تخرج المنطقة عن دائرة الاهتمام المحلي لتطل بوجه مشرق صبوح على الدائرة العربية، التي انتقلت إليها من خلال الحضور الثقافي المكثف الذي شهدته عسير والذي لم يقتصر هذه المرة على أبناء المملكة فحسب كما هي العادة وإنما انضم إلى المشهد نخبة من مشاهير الفكر والإعلام العربي وبدا الأمر وكأنه عرس الأعراس.
تجولت الوفود في أنحاء المنطقة واطلعوا بدهشة وإعجاب على هذه النهضة (الحالمة) على حد تعبير أحدهم, لم تكن عسير في نظر زائريها سوى مدينة في جنوب المملكة تنعم بالهدوء في أحضان سلسلة جبالها وروابيها الخضر تهفهف عليها نسمات الصيف الربيعية,, كان هذا الجمال الفطري الطبيعي كل ما هوعالق بذهن غالبية الضيوف من واقع قراءاتهم (القديمة) لكنهم فوجئوا بقراءة (جديدة) على أرض الواقع فوجدوا المنتجعات السياحية الراقية ووسائل الترفيه والرياضات وأدوات الثقافة,, وعبر عن دهشته رئيس تحرير مجلة آخر ساعة القاهرية في عددها الصادر قبل يومين فقال : عندما وصلنا إلى مدينة أبها عاصمة عسير كانت (المفاجأة) أننا وجدناها واحدة من أجمل المدن,, شيدت بأسلوب خاص جميل يجمع بين معاصرة الحاضر والحفاظ على تراث الماضي الجميل .
وقد زارت الوفود مقر صحيفة الوطن التي جهزت آلياتها ودرب طاقمها التحريري والفني على أحدث الطرز العصرية.
وفي المساء تجولوا في قرية المفتاحة للفنون التشكيلية، ثم شهد الجميع حفل توزيع جائزة المفتاحة التي توزع في عامها الثاني على المميزين في الشعر والرواية والمسرح والفن التشكيلي والأداء الإعلامي والرياضي كما قدمت جائزتها إلى الشيخ خالد بن محفوظ عن تبرعه بإقامة المرحلة الثانية من مشروع التوطين الذي تتبناه جمعية الملك فيصل الخيرية في تهامة (الحريضة).
وفي لفتة وفاء جميلة كرمت المفتاحة صريع هواها الفنان الراحل طلال مداح وتحشرج صوت ولده عبدالله عند استلامه جائزة والده فأبكى قلوب الحاضرين قبل عيونهم, ثم كان مسك الختام لصناجة العرب الفنان العسيري المنتمي لتراب الوطن وتراثه محمد عبده الذي غنى فأبدع,, ربما وفاء للمفتاحة التي منحته كذلك جائزتها لهذا العام.
وتقول إحصاءات السياحة في عسير ان هناك زيادة تقدر بنحو 10% في اعداد المصطافين وهي مؤشر طيب على نجاح المشروع السياحي هنا في جذب العائلات السعودية والخليجية التي وجدت سياحة تحافظ على تقاليدها وأصولها,,كما يقول الأستاذ عباس الطرابيلي في صحيفة الوفد المصرية الصادرة الثلاثاء الماضي والمشروعات السياحية التي تمت وتلك التي هي تحت الإنشاء توفر للمواطن السعودي الخصوصية التي يعشقها له ولأسرته .
ومن المتوقع ان تتنامى هذه الزيادة لتصبح عسير في وقت قريب إن شاء الله واحة سياحية لا تنافس في المنطقة العربية لاعتبارات توفر الامن والأمان ومناسبة الأسعار، وبذلك يضاف إلى رصيد الاقتصاد السعودي والعسيري على وجه الخصوص عائد يمكن ان يضارع دخل السلع والمصادر الاستراتيجية التي تعود العالم انها تمثل قوام الدخل .
وتثبت الآن صحة النظرية التي انطلق منها صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة عسير حين وجه كل المشروعات التنموية في المنطقة في اتجاه خدمة المشروع السياحي، وقد أدرك سموه أنها المنشط الوحيد الذي يمكن ان توظف فيه طبيعة المنطقة الباهرة ومناخها الرائع، لا سيما وان عسير ليست مهيأة إلا لهذا التوظيف,, كما ان سموه أدرك منذ البداية ووضع نصب عينيه ان يوفر الخدمة السياحية ذات الطابع الخاص بهوية الوطن وهواية غالبية أبنائه المتمسكين بأصولهم وجذورهم، وبذلك يعفي أبناء الوطن من مغبة السفر والوقوع في شرائك سياحة الغير,, وليس أدل على صحة النظرية من ان تتبوأ السياحة مقعدها الرسمي في النظام من خلال الهيئة العليا للسياحة التي تم تشكيلها بأمر سام وشرفت برئاسة رائد السياحة في المملكة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز يعاضده في أمانتها العامة رائد الفضاء العربي الأول صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان.
وهكذا تنطلق قافلة السياحة لا في عسير وحدها وإنما في كل أرجاء المملكة المؤهلة,, والخير دائما بأكمام الغيب مرقوب في ظل راية التوحيد وبفضل جهود القيادة الحكيمة للبلاد.
|
|
|
|
|