بمجرد توقيع مندوب الشركة على عقد من العقود,, تبدأ معدة الشركة في التمدد, وقد عرف عن المعدات أنها تهضم وتهرس الأطعمة التي تدخل إليها ثم تخرج وهذا من فضل الله على الناس والحيوانات, إلا أن الشركات فإن معداتها تكنز ما يدخل إليها,, ولا يستفاد منه شيء كما يستفاد من الأشياء الأخرى كأسمدة.
الشركات,, تضخمت معداتها من عقود الدولة، لكنها لم تساهم ولا بشيء بسيط في هذا البناء الكبير الذي استفادت هذه الشركات من خيراته,, إن شق قنوات صغيرة للماء مثلا ليصل إلى البيوت المحرومة لا يكلف الشركة شيئا ما دامت قد استفادت فائدة كبيرة من مشروع واحد من مشاريع الوطن فما بالك بالمشاريع المتعددة التي تقدمها الدولة كل عام,, إن المساهمة الوطنية أمر مطلوب من هؤلاء الذين يملكون مثل هذه الشركات,, إن مصلحة المياه التي لا دخل لها لتغطية مشاريعها القائمة والتي تحت التنفيذ لا تستطيع تحقيق رغبة المواطن,, لذلك وجب أن يكون لهذه الشركات دور في حل مشكلة المياه عندنا وهي مشكلة لا يحس بها إلا من يعانيها,, وهي مساهمة وطنية كما قلنا ترجع بعض المعروف للبلد الذي ساهم في تمدد معدات هذه الشركات, ثم ماذا يضير هذه الشركات وعقودها قد يصل إلى مرحلة خيالية بالنسبة لحجم المشروع, فقد تعودت هذه الشركات أن تكسب اضعافا مضاعفة من مشاريع البلاد، ولم يصل إلى أذهاننا أن شركة من هذه الشركات قد خسرت أو أفلست، إلا إذا كان هناك في الشركة من الهوامير من يسيء استغلال السلطة, نريد أن تساهم هذه الشركات في بناء البلد الذي بناها,, ولو لمرة واحدة, إن بعض أصحاب رؤوس الأموال يدفع جزءاً يسيراً ليساهم في بناء مشروع في مسقط رأسه, وتقوم دعاية إعلامية حوله, وهو وإن كان عملاً طيباً لكنه لا يقاس بما تربحه شركته أو شركاته مع الأيام,, وقد صدر في الأيام الماضية أمر صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد بترميم وتسييل عين زبيدة على حسابه الخاص، وهذا أمر غير مستغرب من قادتنا الأجلاء,, ولو أن كثيرين ساهموا في بناء هذا البلد ببعض ما رزقهم الله من مشروعات هذه البلاد لما واجهنا كثيراً من المشكلات الانمائية, إن الجيوب التي امتلأت مالاً من خيرات هذه البلاد,, لا تدرك الفقر في تنفيذ بعض الأشياء النافعة والضرورية للمواطن كالماء مثلاً, إن واحدة من هذه الشركات التي تمرغت بهناء في خيرات هذه الدولة لو أنشأت محطة بكاملها لتحلية المياه على البحر ما أضعف من أرباحها في مشروعاتها,, يا أصحاب الشركات ضعوا أيديكم في أيدي الناس مثلما وضعت الدولة يدها الكبيرة في جيوبكم حتى فاضت.
|